اتهمت الحملة الشعبية لدعم محمد البرادعى ومطالب التغيير الحزب الوطني الحاكم في مصر بتدبير "مؤامرة" لإفشال حملة التوقيعات على بيان البرادعي الإصلاحي، فيما بدأ نشطاء الحملة جمع توقيعات جديدة على البيان في مسقط رأس الرئيس المصري حسني مبارك.
وقالت الحملة الشعبية إنها تملك معلومات سربت إليها من داخل الحزب الحاكم تفيد بأن قيادات الحزب وضعوا "مخططا" يستهدف "ضرب مصداقية عملية جمع التوقيعات على بيان التغيير، عبر أساليب وصفتها بـ"غير الشريفة والرخيصة بالتصدي للحركة الوطنية الداعية للتغيير".
وقال عبد الرحمن يوسف المنسق العام للحملة للجزيرة نت إن أعضاء بالحزب الحاكم أبلغوا مسؤولي الحملة بأن توجيهات صدرت لآلاف من أعضاء الحزب بالتوقيع ببياناتهم الصحيحة على بيان التغيير الذي يتضمن 7 مطالب إصلاحية قبل أن يعلنوا انسحابا جماعيا من قائمة الموقعين بالتزامن مع الانتخابات، ما يعطي انطباعا بأن انشقاقا بدأ في جبهة البرادعي.
عبد الرحمن يوسف (الجزيرة نت)
ملاح المؤامرة
وأوضح يوسف أن الخطة الحزبية كانت تقتضي أن يعلن هؤلاء عند انسحابهم من قائمة الموقعين رفضهم لأفكار وسياسات البرادعي، واتهامه بالعجز عن تقديم بدائل واقعية لحل المشكلات القائمة وتبنيه أجندة خارجية تضر بمصلحة البلاد.
وأضاف يوسف أن المعلومات التي حصلت عليها الحملة أكدها أكثر من مصدر داخل الحزب، وكشفها أعضاء بالحزب يرفضون سياسة قادته في تكليف الأعضاء بمهام خارج نطاق وظائفهم ومهامم عضويتهم.
وقال بيان للحملة إنها "تحتفظ بمعلومات كثيرة بهذا الصدد، وإنها فضلت كشف بعض مما لديها لتنبه المواطنين الشرفاء بما يحاك لهم من ألاعيب تهدف لضرب آمالهم بتغيير هذا النظام"، وناشدت الحملة "كل الشرفاء بهذا البلد الدفاع عن مطالب التغيير التي تنشدها الأمة وأن تقف معنا لإجهاض مخططات النظام التي تهدف لضرب مشروعنا"، وشددت على أن النظام الحاكم يثبت يوما بعد يوم عجزه عن المنافسة الشريفة.
وقال المنسق العام للحملة إن جمع التوقيعات يستهدف التأكيد على وجود كتلة كبيرة من المصريين تؤيد التغيير والإصلاح وترفض استمرار النظام الحالي، رافضا ما يقال عن عدم قانونية هذه التوقيعات.
وسخر يوسف من تشكيك بعض قيادات الحزب الوطني بقانونية وأهمية جمع التوقيعات، وقال "إن كانوا لا يشعرون بالخوف فلماذا يعتقلون نشطاء الحملة الذين يجمعون التوقيعات، ولماذا يطاردونهم في الشوارع والجامعات والأندية".
المنوفية
من جهة أخرى أوضح المنسق العام لحملة دعم البرادعي أن الحملة بدأت جمع التوقيعات بمحافظة المنوفية، مسقط رأس الرئيس مبارك ورئيس الحزب الحاكم، وأكد أن الحملة لا تستهدف "استفزاز النظام"، ولكنها "حريصة على أن تشمل عملية جمع التوقيعات كل محافظات الدولة المصرية".
مصريون يتظاهرون ضد سياسة التوريث (الجزيرة-أرشيف)
وقال نشطاء بالحملة إنهم بدؤوا نشاطا مكثفا بالمنوفية في الأيام الماضية، شمل حملات خاطفة لجمع التوقيعات، ونشر ملصقات "معا سنغير"، وتوزيع العدد الأول من مجلة "صوتنا" التي تعبر عن فكر الحملة وأهدافها.
وحسب نشطاء بالحملة فإن بضعة أفراد فقط استطاعوا جمع أكثر من 200 توقيع في حملات خاطفة، استمرت كل منها مدة لا تزيد عن نصف الساعة، استهدفت تجمعات شبابية.
وتعد المنوفية أيضا مسقط رأس الكثير من قيادات الحزب الوطني وعدد كبير من الوزراء ونواب الحزب بالبرلمان.
كما شهدت محافظة أسيوط (370 كلم جنوب القاهرة) تظاهرة لافتة لنشطاء الجمعية الوطنية للتغيير وحركة 6 أبريل أمام مقر الحزب الحاكم وسط المدينة التي تعد من أهم معاقل جماعة الإخوان المسلمين المعارضة.
وجاءت المظاهرة ضمن سلسلة الوقفات الاحتجاجية الرافضة لقانون الطوارئ وتزوير الانتخابات، ورفع المتظاهرون لافتات ضد تزوير الانتخابات وقانون الطوارئ.
وأبلغ نشطاء شاركوا بالتظاهرة مراسل الجزيرة نت بأنهم تعرضوا لمضايقات أمنية شديدة، وأن قوات الأمن فرقتهم بالقوة واعتدت عليهم بالهراوات والعصي عندما بدؤوا بالهتاف وترديد الأغاني الوطنية والشعارات المطالبة بتوفير ضمانات النزاهة والشفافية بالانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.
المصدر: الجزيرة
المفضلات