بعد أن تلقى ضربة بعصا معلمه... الطالب الهويمل يفقد عينه اليمنى والإصابة قد تهدد العين السليمة
لن يتمكن الطفل محمد وليد الهويمل (12 عاما) من الرؤية في عينه (اليمنى) التي تعرضت لإصابة "بليغة" بواسطة عصا أستاذه في مدرسة غور حديثة الأساسية للبنين بلواء الأغوار الجنوبية، وفق ما نقل والده عن الأطباء المشرفين على حالة ابنه،بحسب الغد الاردنية.
وقال والد الهويمل إن "الأطباء في مدينة الحسين الطبية أبلغوه عقب إجراء عملية جراحية أجريت للعين المصابة أمس، بأن ابنه لن يتمكن من الرؤية بعينه المصابة، وأن الإصابة من الممكن أن تؤدي إلى الإضرار بالعين السليمة".
وزاد الهويمل بأن الأطباء أبلغوه بأن العين المصابة تعاني من "تهتك" في الشبكية، وهو ما يتفق مع رأي طبيب اختصاصي شهير، وتوقع أن تؤدي الإصابة إلى "عدم الرؤية".
بيد أن الطبيب الاختصاصي فضل التريث قليلا، لاتخاذ القرار المناسب الذي قال إنه "خطير ومدى الإصابة داخل العين كبير، وقد كان هناك احتمال وارد بأن الإصابة وصلت منطقة الشبكية لكن الحسم مع بداية الإصابة كان غير ممكن".
وزاد أنه "من الممكن أن تلتئم أنسجة العين؛ فهي قادرة على بناء نفسها ولكن هذا يتطلب شيئا من الوقت".
ويعاني الهويمل الذي تعرض للإصابة في الثامن والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي، من جرح قطعي في القرنية وجزء من الصلبة المحيطة بها (بياض العين)، فضلا عن نزيف في الحجرة الأمامية داخل العين، وفق نتائج فحص طبي أجراه استشاري عيون.
ووفق ذات النتائج، فإنه يعاني من "خلخلة" في وضع عدسة العين، وتشكل مياه بيضاء فيها، ما جعل الطبيب المختص يقر بضرورة إجراء عملية جراحية أخرى من أجل زراعة وإعادة العدسة إلى وضعها الطبيعي، وإخراج المياه البيضاء من حولها، لكن ذلك يتطلب قبل المداخلة الجراحية توقف النزيف، والتئام جرح العين.
ولا يتجاوز نظر الهويمل في عينه المصابة "الإحساس بالضوء"، في وقت يصعب فيه تحديد مستقبل الإصابة بالعين التي تأثرت أنسجتها الداخلية بصورة كبيرة.
وتلقى الهويمل علاجاته المتمثلة في مجموعة مضادات حيوية وقطرات للعين المصابة، التي تعاني شبكيتها من وضع "حساس جداً، وغير واضح"، حسب استشاري العيون، وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أوعز لطبيبه الخاص الدكتور رامي فراج بمتابعة حال الطفل والاهتمام به وإيلائه الرعاية الطبية الكبيرة.
وقتها، أجرى الطبيب فراج اتصالا مع طبيب الطفل الذي كان يشرف عليه الدكتور ابراهيم النوايسة، للاطلاع على حالته، ومعرفة حيثيات وضعه الصحي لمتابعة علاجه، فضلا عن الاطمئنان عن حالته العامة، وفق ما كان أكده فراج.
كما أجرى فراج اتصالاً هاتفيا مع والد الهويمل، ليعلمه بـ "اهتمام جلالته شخصيا بقضية ابنه، وبإيعاز جلالته بمعالجة ابنه وإيلائه الاهتمام اللازم، والرعاية الطبية".
ويشار الى أن جلالة الملك أكد أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة أن الاعتداء على الأطفال "خط أحمر".
كذلك كانت جلالة الملكة رانيا العبدالله أكدت في نهاية العام الماضي "أن ضرب تلاميذنا خط أحمر لا يقبل تجاوزه بأي حال من الأحوال".
وقالت جلالتها في مقال نشر في وسائل الاعلام إنه يجب ألا "تقف أي جهة مكتوفة اليدين أمام ظاهرة ضرب التلاميذ، بدءا بوزارة التربية والتعليم، لأن المرء يسامح نده، رديفه، لكننا لا نستطيع مسامحة من يؤذي طفلا"، مشيرة إلى أن التربية هي أساس التعليم، والتربية مسؤوليتنا جميعا.
كما أشارت جلالتها في حينه، إلى أن "الطفل في المدرسة سيتعلم للمرة الأولى احترام الغير والقانون، ومن هم أكبر منه سنا وعلما، وهناك أيضا سيتعلم أطفالنا أن الاحترام يُكتسب ولا ينتزع، لكنه يعلّم، ولا يطبق بحد العصا، ولا بالصراخ، ولا بالتهديد، وأي طفل يصبح العنف جزءا من واقعه عار علينا جميعا، مسؤولين ومديرين ومدرسين وأهالي".
وكانت الحكومة تكفلت بكامل التكاليف المالية لمعالجة الطفل الهويمل، الذي أبلغ رئيس الوزراء نادر الذهبي والده، في اتصال هاتفي، أن "الحكومة مهتمة بمعالجة طفله وإجراء كل ما يلزم له".
وكان والد الطفل شرح كيف علم بإصابة ابنه، حين "تلقى اتصالا يفيد بأن ابنه تعرض للضرب وأنه أصيب بعينه، ونقل على إثرها ليتلقى العلاج في المركز الصحي".
وحضر الوالد آنذاك إلى المركز ليجد ابنه ممددا وعينه مضمدة، فيما يستجوبه أحد أفراد الشرطة، فأزاح الضمادات عن عين ابنه ليجدها خرجت من مكانها الطبيعي، وفق ما يقول الوالد وعيناه تدمعان، فيما لا يقوى محمد على الحديث أو تذكر ما حدث معه سوى أنه "تعرض للضرب بعصا حديدية أفقدته القدرة على الإبصار".
من جهتها، كانت وزارة التربية والتعليم أكدت على أنها تتابع "بكل اهتمام" ما أصاب الطالب، موضحة أن وزيرها الدكتور تيسير النعيمي "بادر إلى تشكيل لجنة تحقيق حول هذا الموضوع، منذ وقوع الحادث"، في الوقت الذي خصصت فيه الوزارة سيارة خاصة لنقل الطفل الهويمل من مكان سكنه في الأغوار الجنوبية إلى العاصمة عمان لتلقي علاجاته.
وبعد أن أكدت أنها تأسف لقيام أحد معلميها بـ"هذا التصرف غير المقبول" على الإطلاق بحق أحد الطلبة، وأنها قامت على الفور بتشكيل لجنة تحقيق مع المعلم وإدارة المدرسة حول هذا الموضوع، حيث شددت الوزارة على أنها "لن تتهاون مع هذه الحالة أو أية حالات أخرى يتعرض فيها الطلبة للعنف والإساءة".
إلى ذلك، أكد النعيمي أن "ما يهم الوزارة بالدرجة الأولى هو تلقي الطالب العلاج اللازم"، مؤكدا على "إيقاع العقوبة الرادعة بحق كل من يثبت أنه تدخل في عمل الكوادر الطبية".
المصدر : الحقيقة الدواية – الرصد الاخباري-01.3.2009
المفضلات