التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل
التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل
التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل
التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل التغلُّبُ على ضغوطُ الحياةِ والعمل
من الإستراتيجيات التي يمكن للمرء أن يتبناها في حياته لتقليل الضغوط النفسية التي يعانيها ، أن يحاول التركيز دائماً على النطاق الذي يمتدُّ إليه نفوذه وتأثيره ، وأن يقلل من اهتمامه بالقضايا التي لا يمكنه التأثير فيها. بمعنى أن يوجّه اهتماماته إلى المجال الذي يمكنه أن يُحدث التغيير فيه ، ويقلل انصرافه إلى المجالات التي لا يمكنه أن يحدث فيها تغييراً أو تبديلاً ، وهذا ما سيخفف عنه أحمالاً زائدة وضغوطات لا فائدة منها تُرجى..
الضَّغطُ هو أيُّ (مُثيرٍ) يسبب خللاً في التّوازن النّفسي ، سواء أكان منبع ذلك المثير داخلياً ناجماً عن رغبات الشخص وحاجاته ودوافعه ، أو خارجياً مُتأتياً من البيئة المحيطة ، وهذا الخلل في التوازن النفسي يسمى بالتوتّر ، والتوتر يؤدي إلى تَصعيدٍ في مدى استعداد الشخص للإستجابة ، ويبعث على التّأهُّب لتغيير السلوك.
ورغم أن التّوتر الناجم عن الضغط يسبب شعوراً غير مريح ، إلا أنه بِحدِّهِ المعقول يعتبر طبيعياً وضرورياً ، لأنه يدفع للبحث عن حالة التوازن ، وبالتالي فهو باعثٌ على الاستعداد والتفكير والعمل والتغيير والتقدم.
الضغط في عالم المواد والأجسام ..
ربما كانت لفظة (ضغط) التي نستخدمها هنا عبارة عن استعارة لغوية ، أُخذت من علم الفيزياء ، لتُستخدم في المجال النفسي والمعنوي ، حيث يُشيرُ تعبير (الضغط) في عالم المواد والأجسام إلى القوة التي تُمارَسُ الى سطح المادة التي تكون على تماس معها ، وفي قوانين الفيزياء يمكن القول أن الضغط يساوي القوة مقسومة على المساحة. بمعنى أنه كلما زادت القوة وقلّت المساحة كان حجم الضغط أكبر..!
مساحة النفس ومخزونها من الطاقة ..
ولو أردنا أن نأخذ هذا المفهوم الفيزيائي لنقيس عليه ـ تجاوزاً ولغايات التشبيه ـ سنقول أن مساحات النفس هي ذلك المخزون من الطاقة العصبية التي يحتفظ بها كل إنسان ، حيث يبدأ استنفاد هذه الطاقة عند التوتر ، فإذا ما استنفدت نتيجة القوة التي تمارس عليها ، أي نتيجة الحاجات النفسية غير المُشبَعةِ ، أو نتيجة ضغوط العمل ومشاكل الحيـاة والأسرة والمجتمع ، أُصيبَ المرء بالتّعب النفسي والجسدي الذي يتزايد بتزايد المثيرات والضغوط ، وبالتالي فعلى من يريد أن يقلل من تعرضه لهذه الحالة أن يسعى للمحافظة على مخزون الطاقة العصبية ، في نفس الوقت الذي يعمل فيه على تقليل حجم المثيرات التي تسبب الضغوط ما أمكن ، أي عليه أن يزيد من مساحة نفسه ويقلل من القوة الواقعة عليها !
كيف نستجيب للضغوط ..؟
العنصر الأهم في موضوع التعامل مع الضغوط ليس حجمها وإنما كيفية استجابتنا لها ، وكيفية ترشيد الطاقة العصبية التي نختزنها بحيث لا تُهدر ولا تنضُب ، وهناك بعض (القيم) النفسية والاجتماعية إذا استطاع المرء التخلُّص منها وفرت له مخزوناً عظيماً من الطاقة التي يستهلكها بلا جدوى.
ضغط «ما يقوله الناس» ..!
لنأخذ مثلاً واحداً على موضوع القيم هذا ، فهناك (قيمة) تسود مجتمعنا اسمها (قيمة ما يقوله الناس) حيث أن كثيراً من الضغوط النفسية التي نتعرّض لها ناجمة عن عبء ثقيل نُحمِّله لأنفسنا ، حين نعطي موضوع استحسان الناس واستهجانهم وزناً كبيراً. فهؤلاء الذين يحيون ويصرّفون أيامهم لمجرد نيل مديح الناس وتجنب قدحهم ، ويأتون الأفعال أو يُحجمون عنها لمجرد ما سيقوله الناس فيهم ، ولمجرد الظهور في المجتمع بمظهر الاقتدار المالي أو الجاه أو الحظوة.. هؤلاء يَحمِلونَ عادة عبئاً ثقيلاً كان بإمكانهم التخفيف من ضغطه لو هم استبدلوا هذه القيمة بسواها ، وعلى هذه القيمةِ قِسْ قيماً أخرى كثيرةً تُسببُ لنا الضغط دون مُبرر.
ضغط «طلب الكمال» ..!
يُحمِّلُ الإنسان نفسه عبئاً ثقيلاً يسبب له الضغط المستمر ، إذا كان يعتقد أن بإمكانه الوصول إلى الكمال في كل شيء ، أو كان يحسب أنه معصوم عن الخطأ ، أو كان يظن أن أراءه ومقترحاته وطلباته لا يمكن أن تلقى من الآخرين الردَّ والصد. أضف إلى ذلك حجم الثقل والضغط الذي يضعهُ المرء على كاهله حين يتوقّعُ من الناس الكثير ، حتى إذا ما خاب توقُّعه ، تعرَّضَ للضغط وهدر الطاقة.
وتزيد أعباء الإنسان النفسية وحجم الضغوط التي يرزَحُ تحتها إذا كان يعتقد بأن جميع الناس يجب أن يضبطوا ساعاتهم على ساعته ! وحين يعتقد أن علاقاته وأموره ستظل تسير سيراً صحيحاً دون أن يتنازل أحياناً عن بعض رغباته وحاجاته ، وحين يحسَبُ أن الحياة ستظل تسير بشكل خط مستقيم ، مع أن شكل مسارها يأخذ الخطوط المتذبذبة في العادة.
تخفيف ضغوط الحياة ..
من الإستراتيجيات التي يمكن للمرء أن يتبناها في حياته لتقليل الضغوط النفسية التي يعانيها ، أن يحاول التركيز دائماً على النطاق الذي يمتدُّ إليه نفوذه وتأثيره ، وأن يقلل من اهتمامه بالقضايا التي لا يمكنه التأثير فيها. بمعنى أن يوجّه اهتماماته إلى المجال الذي يمكنه أن يُحدث التغيير فيه ، ويقلل انصرافه إلى المجالات التي لا يمكنه أن يحدث فيها تغييراً أو تبديلاً ، وهذا ما سيخفف عنه أحمالاً زائدة وضغوطات لا فائدة منها تُرجى.
تخفيف ضغوط العمل ..
أما في مجال العمل فإن مما يخفف من حجم الضغوط ، أن يقسِّمَ الشخص أعماله حسب أولويتها ، وهذا يقتضيه أن يقتنع بأن جميع الأعمال ليست على نفس المستوى من الأهمية ، فهناك الأهم ، وهناك المهم ، وهناك الأقل أهمية ، وهناك غير المهم ، وليس العمل المُلِحُّ العاجل هو الأهم بالضرورة ، وإنجاز الأولى والأهم يزيد من الشعور بالسيطرة على المهام ، وبالتالي يخفف الإحساس بالضغط ، كما يقلل من الطوارئ والأزمات التي تُنشِئُ المزيد من الضغوطات.
ومما يساعد على تخفيف الضغط في العمل أيضاً تنظيم الأشياء والأوراق والأدوات ، فمجرد مظهر المكتب وقد تكدست فوقه الأوراق وتناثرت ، يبعثُ على الإحساس النفسيّ بالضغط. كما يفيد أيضاً في مجال تخفيف الضغط في العمل تنظيم المواعيد ، وتحاشي القيام بأكثر من عمل في وقت واحد ، والقدرة على قول (لا) للزائرين والزملاء الذين يسببون هدر الوقت بلا طائل.
الهادئ أكثر قدرة على تحمل الضغوط ..
وأخيراً فإن للهدوء في مجال تحمّل الضغوط قيمة كبيرة ، والهادئ هو الأقدر دائماً على التعامل مع الضغوط ، فثمة نتيجة لدراسة علمية تقول ( إنَّ شخصية الفرد هي التي تُسبِّبُ الضغوطات العاطفيّة وليس نوع الوظيفة ، فبإمكان شخص عصبيٍّ توليد ضغط قلبيٍّ لنفسه في وظيفة هادئة في مكتب ما ، أكثر مما يولِّده أيّ رجل أعمال يتلقّى ثلاث مكالمات هاتفية دفعة واحدة ).
المفضلات