كتب - فيصل ملكاوي - تاكد ان الاخوان حسموا امرهم بشكل نهائي باختيار نهج التصعيد والتازيم والبقاء في الشارع ضاربين بعرض الحائط كافة الجهود والوساطات الخيرة التي حرصت على مشاركة الجميع في العملية السياسية والشكل الجديد لادارة الدولة فقد جدد المكتب التنفيذي للجماعة امس رفض المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة .
الاخوان يحاولون بشتي الوسائل والادوات اجهاض مشروع الاصلاح الاردني الذي سيتم تنفيذ اهم استحقاقاته نهاية العام الجاري بانتخابات نيابية لم يعد هناك أي مجال للشك من عاقل بانه يمكن ان يطاولها أي تلاعب او تزوير فهذا هاجس ولى الى غير رجعة .
قرار المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين بالامس الذي اكد رفض الجماعة المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة، هو بمثابة قطع شعرة معاوية بين الاخوان من جهة والدولة والمجتمع وقواه السياسية المختلفة وهو بمثابة اسقاط كل الشعارات التي نادي بها الاخوان خلال الفترة الماضية بانهم دعاة اصلاح.
الاخوان الان يعلنونها صراحة وعلى رؤوس الاشهاد وبلا مواربة بانهم دعاة تأزيم وازمات واجندات لم يعد احد يفهمها وباصرار عنيد على ذلك غير ابهين ولا ملتفتين لاي جهود خيرة حاولت ثنيهم عن هذا الطريق الذي يتجاوز المعقول ويكشف زيف التشدق بشعارات الاصلاح التي طالما رفعها الاخوان .
تؤكد جماعة الاخوان المسلمين مجددا, بقرارتها المتتابعة التي يرمونها بوجه الوساطات المتعددة التي قامت بها شخصيات متعددة انطلاقا من حسها الوطني العالي بضرورة اشراك الجميع في المسيرة الوطنية وسد الابواب الرفض لكافة الافكار والطروحات. بان هواجس الاردنيين في محلها بانهم طلاب استيلاء على السلطة ليس الا .
كل يوم يؤكد الاخوان انه ليس في ورادهم المشاركة مع الجميع في خارطة الاصلاح الشامل والقابلة للتطوير في المراحل المقبلة وان جنوحهم الى « المغالبة « بات نهجا واستراتجية لا تكتيكا وهي مغالبة تاخذ نهج الاقصاء والاستفراد اداة ومنهجة للعمل في وجه الوطن بكل مكوناته .
كل يوم تظهر جماعة الاخوان المسلمين ان النشوة تاخذها الى ابعد الحدود في محاكاة ما جرى في بلدان كمصر وتونس على وجه الخصوص الذي استطاعت فيه قيادة التنظيم الدولي في لحظة فاصلة ان تركب موجات الشعوب المنهكة وتسرق تضحياتها وتضعها في رصيد افرع التنظيم في تلك البلدان.
هذا ما يبيته الاخوان للاردن محاكاة واستنساخا لتجارب تلك البلدان التي بدات شعوبها تتململ على ذلك النهج بعد ان هدأ هدير الشعارات ليبدا تنفيذ الاجندات التي اكتشف فيها القاصي والداني ان راسها نزعة السلطة وشهوتها وليس مصالح الشعوب وقضايا الامة التي باتت في ذيل تلك الاجندة بل وتقدم كمجرد اوراق اعتماد لمغازلة الغرب وربيبتها في المنطقة اسرائيل .
وهنا تبرز اجابات على اسئلة ربما كانت لوقت قريب غير واضحة في نهج الاخوان في الاردن واليوم يمكن المعرفة بدقة لماذا لم يشاركوا منذ البداية في لجنة الحوار الوطني بشكل غير مفهوم وكذلك الحال في اللجنة الملكية لتعديل الدستور واخيرا غلق كافة المسارات والوساطات التي يمكن ان تؤدي الى مشاركتهم في الانتخابات النيابية المقبلة واعتبار كل الطروحات غير ملبية لهم ولا ترقى لمستوى طموحاتهم .
الاخوان اليوم باتوا في خانة واحدة وهي اصرارهم على نهج الاستفراد ومحاولة تفصيل الدولة ومؤسساتها على مقاسهم ولا زلنا نذكر تصريحاتهم « نحن الافضل والاقدروالاقوى على ادارة سلطات الدولة « فاي حالة من الاستقواء يمثل هذا النهج الذي يمضي به الاخوان الى غير رجعة وباي ثمن يمكن ان يكون ذلك ؟!
المفضلات