المعادلة الصعبة: ضباط الشرطة بين المواجهة والانسحاب
قنا ـ من أسامة الهواري
ما بين قوسين يقف ضابط الشرطة متأرجحا ما بين أن يؤدي عمله في مواجهة البلطجية وهنا لا يضمن حياتة,وفي تلك الحالة لا يخفت عن المشهد الرادع القانوني الذي من الممكن أن يطوله وينهي مستقبله رغم أنه يؤدي عمله وإما أن يتخاذل وينسحب ويترك الأرض مباحا للبلطجية وأرباب السجون.
السؤال الصعب جاءت الإجابة عنه في محافظة قنا التي يحسب لرجال الشرطة فيها عدم انسحابهم منذ ثورة25 يناير وتركهم لمكاتبهم لحماية المواطن في الشارع وحماية الممتلكات العامة والخاصة وهو ما استحقوا عنه الشكر من جميع القبائل هناك.
اللواء صلاح مزيد حكمدار قنا قال لـالأهرام إن ضابط الشرطة في حاجة إلي نص قانوني يوفر له الحصانة حتي يتمكن من تنفيذ مهامه الأمنية خاصة ماهو موجه ضد البلطجة والخارجين علي القانون لأن التعامل في تلك اللحظات من الممكن أن يكون مسلحا ويودي بحياة أحد الشخصين وهنا لا ينجو الضابط من الملاحقة القضائية.
ولا يعقل أن يتساوي الضابط مع البلطجي وأن يسجن الضابط في لحظة ليس لسبب سوي أنه قام بأداء عمله.
ويوضح أن عددا من الضباط الذين دافعوا عن أقسام الشرطة منهم من تعرض للحبس رغم أنه كان يدافع عن مركز للشرطة أو أنه كان يدافع عن مال عام ومنشأة حكومية أو خاصة.
في حين يري د.ثروت عبدالعال عميد كلية حقوق جامعة جنوب الوادي وأستاذ القانون الدستوري إنه ينبغي في تلك الفترة ولإعادة الثقة لضباط الشرطة وإزالة تخوفهم من أداء وظيفتهم في وضع قانون لحماية ضباط الشرطة ونص قانوني لجرائم البلطجة وفقا للقاعدة القانونية التي تأتي انعكاسا للظروف السائدة في المجتمع وحتي يصدر مثل هذا القانون لابد أن تفعل النصوص القائمة واستخدامها ولكن ذلك مع إحداث موازنة من حماية ضابط الشرطة وبين حماية حقوق الأفراد وحريتهم.
وقال د.ثروت إن ما حدث خلال الفترة الماضية سواء من ضباط الشرطة أو إجراءات اتخذت ضدهم لم يكن تطبيقا سليما للقانون وهو ما يقضي بتفعيل النصوص القانونية القائمة التي تحمي المواطن من ناحية وضابط الشرطة من ناحية.
أما اللواء طه الزاهد مساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد فيري أن قوة الضابط تأتي من نطبيقه للقانون إذ أن القانون يعطيه جزءا من الضمانات في حالة الاعتداء عليه وهو الرد بشيء مماثل من القوة وأن أي تخاذل من ضابط الشرطة فهو يحسب بضعف للأداء وفهم خاطئ لحقوقه وأن تفعيل النصوص الحالية يكفل حماية جزئية لضابط الشرطة.
المفضلات