قالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير حصري إن مواد يمكن أن تستخدم لصنع قنبلة نووية معروضة للبيع في السوق السوداء في جورجيا.
وبينت الصحيفة أن هذه المعلومات هي جزء من أدلة جنائية برزت في محاكمة سرية تجري في جورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة.
وقد اعترف شخصان أرمينيان أحدهما رجل أعمال والثاني عالم فيزيائي بتهريبهما يورانيوم عالي التخصيب في حاويات خاصة شحنت بالقطار من ييرفان (عاصمة أرمينيا) إلى العاصمة الجورجية تبليسي.
وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي قد أطلع في أبريل/نيسان الماضي الرؤساء المشاركين في القمة النووية في واشنطن على فحوى القضية، ولكن لم تعلن أي تفاصيل إضافية منذ ذلك الوقت.
محاكمات سرية
وفي حين قال مسؤولون جورجيون إن المحاكمة جرت على طريقة الجلسات السرية، وذلك لحساسية المعلومات وضمان أمن وسلاسة عمل وحدات مكافحة انتشار الأسلحة النووية، لكن المحققين كشفوا للغارديان معلومات حصرية عن القضية.
وتقول المعلومات إن المواد الرئيسية المستخدمة في صنع القنبلة النووية متوفرة في السوق السوداء، وإنه من السهل بمكان أن تمر تلك المواد عبر أجهزة الكشف عن المواد الممنوعة الممولة أميركيا والمنتشرة على طول حدود الاتحاد السوفياتي السابق.
"
المعلومات المستقاة من المحققين لا تبين حجم تجارة المواد النووية في السوق السوداء، والأهم من ذلك أنه لا توجد معلومات تؤكد وصول تلك المواد إلى المجموعات المتمردة من عدمه
"
لكن الصحيفة تلفت النظر إلى أن المعلومات المستقاة من المحققين لا تبين حجم تجارة المواد النووية في السوق السوداء، والأهم من ذلك أنه لا توجد معلومات تؤكد وصول تلك المواد إلى المجموعات المتمردة من عدمه.
وتبين الصحيفة أن مليارات الدولارات قد صرفت لتطوير الإجراءات الأمنية في المواقع النووية حول العالم وفي روسيا بالتحديد، التي تمتلك 700 طن من اليورانيوم العالي التخصيب مودعة في مئات المواقع، ولا يعرف كم من اليورانيوم قد سرق من تلك المواقع.
وبالعودة إلى موضوع المحاكمة، تقول الصحيفة إن الكمية التي وجدت بحوزة المتهمين الأرمينيين هي 18 غراما، ولكنهما قالا إن المورد قال إن كميات كبيرة متوفرة للبيع. وقد أكدت جهات أميركية قامت بفحص اليورانيوم المصاَدر من الأرمينيين أنه مخصب بدرجة 89.4% ويمكن استخدامه لصنع رأس حربي نووي.
مقامر وطامح
وتقول الصحيفة إن المتهم الأول، رجل الأعمال الأرميني سومبات تونويان (63 عاما) كان يعمل في تجارة منتجات الألبان، وقد خسر ثروته كلها في القمار، والمتهم الثاني هرانت أوهانيان (59 عاما) عالم فيزياء في معهد ييريفان للفيزياء كانا قد رتبا للقاء المشتري في أحد فنادق العاصمة الجورجية في 11 مارس/آذار الماضي.
وكان المتهمان يعتقدان بأن المشتري هو ممثل لإحدى المجموعات الإسلامية، وأن الـ18 غراما ستكون مقدمة لشحنات لاحقة، ولكنهما تفاجأ بأن المشتري لم يكن سوى ضابط شرطة متخفّ.
وتذكر الصحيفة أن الكمية التي ضبطت كانت ثالث كمية من اليورانيوم العالي التخصيب المهرب تكتشف في جورجيا في سبع سنين، وقد جعلت الحرب القصيرة بين روسيا وجورجيا عام 2008 الوصول إلى مصادر اليورانيوم المخصب مستحيلا.
ويقول آرشيل بافلينيشي، رئيس وحدة تعقب المواد المشعة الجورجية، "أكبر الظن أن هذه المواد قد سرقت في مطلع أو منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما فقدت كمية كبيرة منها، إنها مخبأة في مكان ما، ومن وقت لآخر يحاول أحدهم إيجاد مشترين لها. نعتقد أن اللعبة لم تنته بعد، وسيكون هناك المزيد من المحاولات".
المصدر: غارديان
المفضلات