حققت الصادرات الإماراتية مؤخرا انتعاشا لافتا، مدعومة بزيادة في سعر الذهب، وعودة إعادة تصدير السلع إلى نشاطه قبل الأزمة المالية العالمية التي تفجرت خريف العام 2008.
وحسب هيئة الجمارك الإماراتية فإن تجارة إعادة التصدير سجلت نموا بنسبة 16% في يوليو/تموز الماضي مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها منذ الأزمة.
وتصدر المعدن الأصفر بأشكاله الخام أو نصف مشغول أو بشكل مسحوق ترتيب السلع التي استوردتها الإمارات بقيمة 5.436 مليارات درهم (1.5 مليار دولار)، كما احتل صدارة السلع التي صدرتها الإمارات إلى الخارج في يوليو/تموز الماضي بقيمة 3.12 مليارات درهم (850 مليون دولار).
ووفقا لبيانات أصدرتها هيئة الجمارك الإماراتية اليوم الأربعاء، فقد نمت التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات بنسبة 8% في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وارتفع إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات من 381 مليار درهم (104 مليارات دولار) إلى 412 مليار درهم (112 مليار دولار).
ونمت الصادرات بنسبة 31%، وتجارة إعادة التصدير بنسبة 16%، كما نمت الواردات بنسبة قليلة لم تتعد 2% حيث ارتفعت قيمتها من 264 مليار درهم (72 مليار دولار) بنهاية يوليو/تموز 2009 إلى 270 مليار درهم (73.5 مليار دولار) في نهاية يوليو/تموز الماضي.
"
خالد البستاني: هناك تطور كبير طرأ على اقتصاد الإمارات في العام الماضي كما وكيفا حد من التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية
"
تطور كبير
وحسب البيان اعتبر المدير العام لهيئة الجمارك الإماراتية خالد البستاني أن هناك تطورا كبيرا طرأ على اقتصاد الإمارات في العام الماضي كما وكيفا حد من التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية.
ولفت إلى أن ارتفاع معدلات النمو في بندي الصادرات وإعادة التصدير مقارنة بمعدل النمو في بند الواردات يؤكد نجاح سياسات التنويع الاقتصادي التي اتبعتها دولة الإمارات في السنوات الأخيرة للحد من العجز في الميزان التجاري للدولة مع العالم الخارجي.
ورأى الخبير الاقتصادي في دبي الدكتور أحمد البنا أن النمو الملحوظ في قطاع التجارة الخارجية لدولة الإمارات، خاصة إمارة دبي التي يشكل هذا القطاع العمود الفقري لاقتصادها يؤكد أن الضغوط التي تسببت فيها الأزمة المالية على الإمارات ودبي بدأت تخف تدريجيا، وهو ما سيعيد دبي إلى حركة الاقتصاد العالمي.
"
عزا أحمد البنا السبب في انتعاش الصادرات الإماراتية إلى السياسة النقدية للإمارات التي تربط عملتها بالدولار
"
قطاعات داخلية
ولفت البنا إلى أن ضغوط الأزمة المالية العالمية كانت مؤثرة بصورة أكبر على قطاعات داخلية في دولة الإمارات، مثل المقاولات والعقارات وأسواق المال، بينما كانت تلك الضغوط أقل على قطاع التجارة الخارجية.
ونوه للجزيرة نت بأن صادرات الإمارات خاصة إعادة التصدير ظلت قوية في العامين الماضيين، "وإن كانت قد ازدادت نموا وقوة في الفترة الأخيرة".
وعزا البنا السبب في انتعاش الصادرات الإماراتية إلى السياسة التي تتبعها الدولة بربط عملتها بالدولار، وبالتالي فإن أي تراجع للدولار يزيد جاذبية الصادرات الإماراتية.
وكشفت بيانات هيئة الجمارك الإماراتية أن حجم التجارة الخارجية لدولة الإمارات مع دول مجلس التعاون الخليجي بلغت في يوليو/تموز الماضي أربعة مليارات درهم (1.1 مليار دولار)، ومع الدول العربية 7.8 مليارات درهم (2.12 مليار دولار) ، بينما وصل حجم تجارتها الخارجية إلى 60 مليار درهم (16.3 مليار دولار).
المصدر: الجزيرة
المفضلات