في احدى الصباحات الجميله وبعد استيقاظي من نومي خرجت الى البرنده الخارجيه للمنزل. والمنزل بالطبع يقع ضمن منطقه حرجيه تسمى الرايه المنزل بين اشجار البلوط امام المنزل بئر حديث وليس قديم قامة بانشائه جمعية الرايه التعاونيه المنظر خلاب جدا" انت تنظر الى مناطق عده من خلال برندة المنزل( المصطبه وجبه والرمان ومرصع وسلحوب والسلط )المنظر لا يوصف طبيعه عذراء اللون الاخضر هو الغالب كأنها سجاده خضراء جميله مزهوه بالورود البيضاء والحمراء ستار من ورد الدحنون الاحمر . الغريب انك عندما تجلس في البرنده تبدء حركة الصباح اصوات هنا وهنالك الحقول تبدء باستقبال العامليين تشتم رائحة وعبق الربيع الجميل بالحله الجديده احتسيت كاسة من الشاي ذو اللون الذهبي شاي الغزاليين .على جدار البرنده اضع هاتفي الخلوي نوع نوكيا على امل ان اجد من يقول لي عبر الخلوي صباح الخير في هذه اللحظه تبدء قطعان الماشيه بالظهور شيء يخرج من الكهوف واخر يخرج من بيوت الطين والحجر القديمه بما يسمى حالة الانتشار الصباحي ينادي الحج ابو محمد على الحاج ابوهاني فيما اذا يرغب بالسراحه هذا اليوم فيجيبه الحاج ابو هاني بالايجاب فترتسم على وجنة الاخير ابتسامة الفرح فلقد وجد رفيقا" للسراحه هذا اليوم ورفيقا" للعبة السيجه (السيجه لعبه يلعبها الكبار اثناء السراحه بهدف التسليه وهي عباره عن مربعات فيها احجار وكل مربع فيه حجر الهدف كالشطرنج الذي يحرك الحجر هوالذي يفوز بالاخر) ولاتقف الامور عند هذا الحد بل يقومون بلعب لعبه اخر تسمى (القرود ) وهذه اللعبه لها شأن اخر حيث يقوم كل طرف منهم ببناء عدة كومات من الاحجار في كل جهه ويقوم كل طرف برمي الاحجار على هذه الكومات ومن يفوز بانهاء كومة الاخر من الحجاره يفوز بالنهايه .طبعا" ما زلت على البرنده اترقب هنا وهنالك واشاهد اشجار الزيتون تتاميل بخفه مع نسمات الربيع الجميل المشهد لم ينتهي حيث بدأت نساء القريه باشعال الحطب اليوم طبعا" هو الجمعه الاطفال منذوا الصباح الباكر يلعبون كرة القدم في اروقة ازقة القريه اصواتهم جميله عندما ينادون بعضهم بعض اصوات مثل ( شوت ،ارمي الطابه ،قول)الاصوات رائعه وخلابه يلعبون غير مهتميين لما يحدث حولهم تفكيرهم طبعا" كصغار محصور في كرة صغيره قد تكون من مجموعه من الاكياس والشرائط الملفوفه على شكل كره او قد تكون كره عاديه اشتراها احد الاباء من احدى الدكاكيين طبعا" من ام الدينار والنصف بلاستك فرحتهم بها لا توصف .لا ينتهي المشهد عند هذا الحد الكبار يجتموعون تحت اشجار البلوط لمناقشة بعض الامور التي تخص القريه وبعض المشاكل التي قد تحدث بها وكيفية انهائها قبل احتدامها الجميع يتحضر لصلاة الجمعه بارتدائهم الملابس الجميله طبعا" عند الكبار الصغير قبل الكبير يجب ان يذهب الى بيت الله للصلاه فهو اجتماع ديني رائع متكامل لعبادة صاحب كل شىء وخالق كل شيء الله عزوجل لسماع كلام الله وهدي الحبيب محمد (ص) . لم تنتهي قصتنا هنا طبعا" ما زلت على البرنده والساعه الان العاشره ففي لحظة تأمل وانقطاع اسمع صوت جميل من تحت البرنده حيث قمت من مقعدي ونظرة اسفل البرنده فأذا هو ابن عمي حمزه حمد ينادي انه يرغب بتناول كاسة من الشاي معي على البرنده وفعلا" صعد درجات المنزل ووصل الى البرنده الغراء طبعا" البرنده ذات مساحه 6/5 مبلطه ببلاط ابيض رائع وحولها جدار من الطوب المقصور باللون الابيض وعليها مناشر للغسيل من المواسير وفيها مقاعد او كراسي بلاستيك ذات اللون الاخضر والابيض .وفجاءه تتصاعد السنة الدخان من امام المنازل .البرنده في منطقه مرتفعه بالنسبه للقريه وجلوسي فيها يجعلني على مقربه من رائحة الدخان فعندما يصل الدخان الينا نشتم رائحه زكيه جدا"ممزوجه برائحةالدخان (رائحة خبز الشراك ). الرائحه مغريه حيث ان امامي كاسة من شاي وما اجمل ان يكون معها رغيفا" من الشراك وعلى اثر هذه الرائحه الشهيه شعرت بشىء يدفعني لترك البرنده ومتابعة الرائحه غادرت البرنده مسرعا" نحو هذه الرائحه الشهيه الى ان وصلت الى منزل جدي المتوفي حيث وجدت جدتي جالسه في فناء المنزل امامها صاج لونه مائل الى السواد تحته نار من لحطب ملتهبه وفوق الصاج رغيف ابيض كبير دائري ينضج على مهل في هذه اللحظه انتظرت نزول هذا الرغيف بفارغ الصبر وكم كانت فرحتي كبيره عندما شاهدت ابريق الشاي الكبير بجانب جدتي ولم اقم بانتظار ان يقول لي احد تفضل فلقد عزمت نفسي على كاسة من الشاي ورغيف من الشراك اه اه واه .ما الذ هذا الرغيف الممزوج بالتعب
المفضلات