البحرين: السلطات الأمنية تعتقل المعارض عبد الجليل السنكيس
المنامة - د ب أ: ألقت السلطات البحرينية أمس الجمعة القبض على أحد المعارضين للحكومة، وسط تحذير شديد اللهجة من قيادة البلاد بعدم التسامح مع "المحرضين". واعتقل عبد الجليل السنكيس المتحدث باسم حركة حق للحريات المدنية والديمقراطية في مطار البحرين الدولي في وقت مبكر من صباح أمس الاول الجمعة لدى عودته من لندن. ونقلت وكالة الانباء البحرينية عن مصدر أمني مسؤول قوله إنه "تم التحفظ على عبدالجليل عبدالله يوسف السنكيس بناء على معلومات تمس الأمن الوطني في الداخل والخارج ومن شأنها الإضرار باستقرار البلاد".
وأوضح المصدر بأن السنكيس قد تمادى في التحريض على استخدام العنف وأعمال الشغب للإضرار بالممتلكات العامة والخاصة من خلال الاستخدام الخاطئ لحرية الرأي والتعبير السائدة في المملكة.. كما قام المذكور في الخارج ببث أخبار كاذبة ومغرضة عن الأوضاع الداخلية للمملكة والمساس بالسلطات القضائية والتنفيذية القائمة". وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية كانت ترصد كافة تجاوزات ومخالفات السنكيس وتم التغاضي عنها مرات عديدة مع إرسال إشارات إليه بضرورة التوقف عن هذه الأعمال المجرمة قانونا. وأكد المصدر أن جميع الإجراءات الأمنية " تأتي في إطار القانون والمسؤوليات الملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية ووفقا للصلاحيات المخولة لها حرصا على السلم الأهلي واستقرار الوطن".
وكان السنكيس، الذي يرأس أيضا مكتب حقوق الإنسان بحركة حق قد ألقى كلمة أمام حلقة دراسية في مجلس اللوردات البريطاني في 5 أغسطس الجاري وتحدث فيها عن أوضاع حقوق الإنسان في الجزيرة الخليجية الصغيرة. وأثارت عملية الاعتقال اشتباكات بالقرب من منزله في ضواحي العاصمة المنامة بعد أن تجمع أقاربه وأنصاره للاحتجاج في فترة ما بعد الظهر. وفي وقت لاحق أمس الجمعة، وقع اشتباك آخر أمام مكتب النيابة حيث تدخلت فرقة مكافحة الشغب لتفريق مجموعة صغيرة من الأقارب والنشطاء الذين تجمعوا هناك بعد تردد شائعات أنه سيتم عرض السنكيس على النيابة لتوجيه اتهامات إليه. كما تردد وقوع اشتباكات أخرى في عدد من القرى الشيعية التي يتركز فيها أنصار الحركة.
وجاءت عملية الاعتقال بعد أن شدد عاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في لقاء مع كبار المسؤولين الأمنيين في البلاد ضرورة "تطبيق القوانين بدون أي تهاون في وجه أي عمل يهدف للوقوف في طريق مسيرتنا التنموية والحضارية، وخاصةً أن أبواب التعبير عن الرأي بالطرق القانونية مفتوحة للجميع". وذكرت وكالة أنباء البحرين (بنا) إن الملك أبلغ المسؤولين خلال اجتماعه بهم أمس الاول الجمعة بضرورة وقف جميع أشكال التحريض التي يقوم بها المحرضون المعارضون وتضر وتضلل المواطنين وتحميل هؤلاء المحرضين المسؤولية كاملة عن أفعالهم. وبعد الاجتماع بوقت قصير، أكد رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن كل أجهزة الحكومة وفي مقدمتها وزارة الداخلية ستسخر إمكاناتها وطاقاتها للحيلولة دون نجاح "المحرضين" في تحقيق أهدافهم .
وأضاف رئيس الوزراء في بيان "سوف يتم التصدي لهم ومواجهتهم بقوة القانون الذي هو الفيصل والحكم والمرجع في دولة المؤسسات والقانون" . وتابع البيان: "ومن لا يسمع صوت العقل أو يتعمد إغفال أذنه عن سماعه، سيسمع صوت القانون" . ويأتي تصاعد التوتر بين المعارضة والحكومة فيما تستعد البلاد لإجراء انتخابات، للمرة الثالثة في هذا العقد، في أكتوبر المقبل.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات