عمان - سعود عبدالمجيد - أكد الممثل الرئيسي للأردن ومصر للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية طارق الشربيني في تصريح خاص لـ «الرأي» أن التمويل الذي اقره مجلس إدارة البنك لـ 3 مشاريع في الأردن وتونس والمغرب، خطوة مهمة نحو الاستجابة لموجة التغيير السياسي والاقتصادي في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وبذلك يكون استهل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية استثماراته الأولى في الديمقراطيات العربية الناشئة.
وتوقع الشربيني أن يتم التوقيع على الاتفاقية المنظمة للخط التمويلي بين البنك الاستثماري والبنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية خلال الفترة القليلة المقبلة، وسوف يدعم هذا التسهيل البنك الاستثماري في تطوير منتجات جديدة، وهو موجه على وجه التحديد نحو المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تتعامل أيضًا مع أطراف من الدول التي يعمل بها البنك الأوروبي .
وحول استثمار 100 مليون دولار الموجه لتطوير محطة لتوليد الكهرباء بالقرب من عمان للمساعدة في تلبية النقص الحاد في الطاقة في الأردن وهو أحد المشاريع المدرجة على جدول أعمال البنك في المستقبل القريب، بين الشربيني أن المباحثات مع الاطراف المعنية قطعت شوطا كبيرا والمؤشرات ايجابية، ومن المتوقع أن يتم من الانتهاء من الاجراءات الموافقة وبدء تمويل المشروع مع بداية العام القادم على أبعد تقدير.
وأضاف الشربيني أن عملية الحوار مع المؤسسات والشركات الاردنية وغيرها العربية ستستمر خلال المرحلة المقبلة للوقوف على سبل التعاون والاتفاق بين البنك وهذه المؤسسات.
أما فيما يتعلق بمكاتب البنك في المنطقة أوضح الشربيني تم افتتاح مكاتب في دول منطقة جنوب وشرق المتوسط الأربع وجاري تعيين مدراء لقيادة فرق العمل الوطنية، وبين أنه متوقع خلال الشهور القليلة القادمة سيتم تحويلها الى مكاتب دائمة.
ويشار الى أن مجلس إدارة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الذي يمثل مساهمي البنك، وافق أمس على 3 مشاريع في الأردن وتونس والمغرب، ومن المتوقع أن يبدأ الاستثمار في مصر قريبًا.
وتأتي تلك المشاريع كأول مشاريع في سلسلة من الاستثمارات في منطقة جنوب وشرق المتوسط، من المتوقع أن تصل إلى 2.5 مليار يورو سنويًا بحلول عام 2015، وشملت المشاريع غير خط التمويل للبنك الاستثماري، التعهد بمبلغ 20 مليون يورو للصندوق المغاربي للاستثمار (mpef) عدد 3 التابع لشركة تونانفست- أفريقانفست وهي واحدة من شركات الأسهم الخاصة المحلية في تونس والمغرب. سوف يتم استخدام التمويل المتاح من قبل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للاستثمار في الأسهم والاستثمارات المرتبطة بالأسهم بالدرجة الأولى في المشاريع الصغيرة والمتوسطة في منطقة جنوب وشرق المتوسط.
بالاضافة الى قرض بقيمة 20 مليون يورو على شريحتين متساويتين لبنك المغرب سوسيتيه جنرال (sgmb) للإقراض للمشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. كما يقدم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبنك المغرب سوستيه جنرال تسهيلاً بقيمة 5 مليون يورو لتمويل التجارة لدعم أعمال زبائنه، بما في ذلك التجارة مع أطراف من الدول التي يعمل بها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
ويأتي تطوير القطاع الخاص في صميم استجابة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للحاجة الملحة إلى تحسين الظروف الاقتصادية في المنطقة الجديدة، وتعزيز تنمية الأعمال الصغيرة التي يمكن أن تساعد على خلق فرص عمل في منطقة تعد البطالة بين الشباب خاصة من المشاكل الاجتماعية الرئيسة.
تتضمن الأولويات الأخرى للمنطقة المساعدة على تحسين نوعية الحياة من خلال تحسين الخدمات المحلية، والعمل على تأمين إمدادات الطاقة عن طريق دعم تطوير مصادر مستدامة للطاقة والحد من هدر الطاقة.
في وقت سابق هذا العام، قاد الاتحاد الأوروبي وتسع جهات مانحة لحساب متعدد الجهات المانحة لمنطقة جنوب وشرق المتوسط مع تمويل من البنك الأنشطة في منطقة جنوب وشرق المتوسط من خلال توفير 59 مليون يورو مخصصة لأنشطة التعاون الفني، حيث ساعدت تلك الخطوة في تمهيد الطريق لاستثمارات البنك الأوروبي لإعادة الاستثمار والتنمية المستقبلية.
ولقد تم تحديد عدد من القطاعات التي تتطلب الاستفادة الفورية من استثمارات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وهي: القطاع المالي، وتوفير التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة عن طريق البنوك وصناديق الأسهم، وقطاع الطاقة، بما في ذلك كفاءة الطاقة، والخدمات البلدية مثل المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والبنية التحتية بالتعاون مع القطاع الخاص، والصناعات الزراعية، والتي تتضمن التركيز بشكل كبير على إشراك شركات القطاع الخاص.
ويذكر أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ينسق العمل في دول منطقة جنوب وشرق المتوسط عن كثب مع المنظمات الدولية الأخرى من أجل التفاعل المناسب لاحتياجات الاستثمار الكبيرة.
المفضلات