وحدي تتراقص اشباح يأسي على اضواء شمعةٍ باهتة النور ، اتذّكر وأرسل نفسي وراء الماضي البعيد
وامام المستقبل المظلم وقد تساءل الجميع عن سبب غياب إبتسامة هذا الثغر الذي تتراقص عليه آهات الحزن
وتخترق فيه الشفاه ...
لكن مااحتيالي والدهر يُعرض عني دائماً ، وكلما فات قطار تركني خلفه ولم يصحبني معه ... حتى عندما وقف لي قطار عابر مسرع ظننته قطار قطار المحبة والسلام .. ! لم اكن اعرف انه قطار الالم والذي كشف عن سارق إبتسامتي واحلامي ... هو ذاك التفكير الاحمق الذي يجعلني افهم وأُدرك من حولي على حقيقتهم بلا قناع الخداع والتملّق للحاجات ...
هذا التفكير السليم في عالم السقم الذي نحياه ، وهو الذي اشعرني اني في عتمة الليل الطويل والذي لاينقضي ليخرج منه النهار ، فقد جعلني وحيداً في مجتمع اشبه ما يكون غابة مظلمة تتلاشى فيها الاحلام والطموح ، فليس الذنب ذنبي وانما ذنب الدهر الذي جعل لي الاحلام والطموح وقيّدني .
فما قدرتي وقطع قلبي ترفض ان تتماسك ، وتأبى الا ان تتقطّع الماً وحزناً على حال من لايرضون بخير ولا شر ، واتقبّل بعفويّة اولئك الذين علموني ان اول ما يصدم من يلمع نجمه هو مكر الحسّاد ، ولكني لا استطيع ان اتحمّل هذه السحب السوداء التي تتراكم في الافق ولم تترك في قلبي بقيّة للحياه ...
نعم هذه النجوى المؤلمه أُحدّث نفسي بها دائماً واشعر اني بها اقترب من غربة في عالم مقيّد بآفاق قصيرة واحلام مريضة لاتقبل التحدي والصمود ، ولكن ها انا أُقلّب كتاب احلامي لأُنقّط كلامه وأُروّع طموحي ...
وسأترك الايّام التي تأبى الاّ ان تبعد عني الاحبّاء وتقرّب مني غيرهم ترفّعاُ وليس عجزاً ، فأنا الوفيّ لأحبّائي وإن رحلوا ، وانا المذنب بحق نفسي لأني طمعت من زمني بشيء لا يناله الزمن نفسه ..
فيا بنات العين جفّوا فبنات الصدر ترفض ان تنام ، ولكن سأتخذ من الصبر قوّة أستعين بها على حرمان الدهر ، ومن التجلّد سلاحاً أفلّ به برود المجتمع المميت ، فلم اعد لأحد فجّر يأسي هديّة ليفرح بها ..
لذا هاانا ذا انظر الى المستقبل بعينين ورئتين ساكنتين واثقاً انا اجمل ايّام العمر هي التي لم تأت بعد ولابدّ للغد ان يكون اجمل ، ولابدّ للشمس التي تتعطّش للحق والامل ان تضيء الكون من جديد .
المفضلات