قالت الحكومة السويسرية اليوم إن سويسرا قررت "فورا" تجميد الأرصدة التي قد يكون يملكها الزعيم الليبي معمر القذافي والمقربون منه في بنوكها.
وجاء في بيان للخارجية السويسرية أنه "تفاديا لاستخدام خاطئ للأموال العامة الليبية، قرر المجلس الفدرالي (الحكومة) أن يجمد مع مفعول فوري كل الأرصدة المحتملة لمعمر القذافي والمقربين منه في سويسرا".
وأضاف البيان أن هذا القرار يرمي إلى "تجنب أي خطر لاختلاس أرصدة ليبية لا تزال موجودة في سويسرا". وقالت السلطات السويسرية إن تطبيق هذا القرار "يبدأ اليوم وهو صالح لثلاث سنوات".
وقد نفت الخارجية الليبية أن تكون للقذافي أرصدة مالية في سويسرا أو في أي بنوك أخرى، وقالت في بيان لها إن إقدام سويسرا على هذه الخطوة "كشف عن حجم عدائها للجماهيرية العظمى وقائدها".
ودعا البيان سويسرا إلى إثبات أن للقذافي حسابات في بنوكها أو أي بنوك أخرى، وأضاف أن طرابلس ستقاضي السلطات السويسرية على إعلانها "العاري من الصحة".
مصارف سرية
وفي الوقت الذي قال فيه القذافي في خطابه الأخير إنه لا يمتلك شيئا، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن أسرة القذافي تحتفظ بمليارات الدولارات في مصارف سرية بدبي وجنوب شرق آسيا وبعض المصارف الأجنبية.
وقال البروفيسور تيم نيبلوك من جامعة إكستر البريطانية إن الفرق بين دخل النفط الليبي وميزانية الدولة يذهب كله إلى جيوب أفراد أسرة القذافي خاصة أبناءه.
من جانبه قال أليستير نيوتن من بنك نومورا الياباني إنه من الصعب تحديد ثروة القذافي، ولكنه قدرها بمليارات الدولارات.
ولم يقتصر تصرف القذافي في أموال دولته على حساباته الخاصة، بل قدم كثيرا من الأموال للقادة الأفارقة مثل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي. كما قدم دعما ماليا كبيرا لقبائل الزغاوة في دارفور، دعما للتمرد هناك كما يقول تيبلوك.
"
ثروة القذافي يمكن أن تسد حاجة الوطن العربي الغذائية التي تقدر بين 20 و25 مليار دولار مدة ثلاث إلى أربع سنوات
"
131 مليار دولار
وكانت تقارير أميركية نشرها موقع ويكيليكس قالت إن العقيد معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 البالغة 22 مليار دولار.
وتقول التقارير إن معظم استثمارات القذافي في إيطاليا بسبب العلاقة الوثيقة التي تربطه برئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وهو يمتلك نحو 5% من كبرى الشركات الإيطالية، كما يمتلك أسهما في نادي يوفنتوس وشركة نفط "تام أويل" وشركات تأمين واتصالات وشركات ملابس شهيرة.
وتقدر الإحصاءات أن ثروة القذافي يمكن أن تسد حاجة الوطن العربي الغذائية التي تقدر بين 20 و25 مليار دولار مدة ثلاث إلى أربع سنوات.
توتر بين أبنائه
وقد حصل موقع ويكيليكس على وثائق تؤكد أن الثروة لا تقتصر على القذافي وحده، بل تشمل أبناءه الثمانية وابنته عائشة التي تقوم بدور الوسيط بين أفراد العائلة وزوجته الثانية صفية.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن دبلوماسيين أميركيين أكدوا سيطرة القذافي وأسرته على قطاع النفط والغاز والاتصالات والبنية التحتية والإعلام وتجارة التوزيع.
وقالت برقية دبلوماسية أميركية إن توترا يسود الآن بين أبناء القذافي وأفراد أسرته بسبب التركيز على إظهار سيف الإسلام القذافي في مقدمة الساحة السياسية الليبية، كما تصاعدت خلافات بين إخوته، هم الساعدي ومحمد والمعتصم حول توكيل شركة كوكاكولا، حسب الوثيقة الدبلوماسية الأميركية.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات