القذافي لا يعرف أي عناية تذكر لخطاباته ، فكلماته دائما قصف عشواء في الإتجاهات الأربعة قد تصيب نادرا و تخطيء غالبا ، هو نفسه لا يعلم عن نفسه ماذا قال ، لذا لا يجب معاملة خطاباته كبقية الرؤساء الطبيعيون . فهذا شخص يهذي في خطاباته ، له في كل واد عصا لا يجب أن نفسح له جزء لا يستحقه من تفكيرنا و لا وقتنا ، و خير دليل خطابه الأخير في 02.03.2011 الذي إشتمل علي رذاذ تناثر في كل مكان و تناول أكثر من 20 موضوعا في آن واحد بشكل غير مرتب مؤسس كله علي الكذب و الإفتراء و عدم المنطقية ، فكل ما إحتوى عليه خطابه ما يلي :
إستحقار بكرامة و شرف القبائل الليبية ، تلطيخ التاريخ الجهادي الليبي بحشر سلالته ضمن قائمة المجاهدون ، تمييع الموضوع الأساسي للثورة و هي إسقاط النظام ،و التهديد و الوعيد للداخل و الخارج و حبوب الهلوسة .
و كل ذلك لم ينطلي علي أحد. فالقذافي منذ 42 عاما لحكمه دائما يعتنق الحكمة اليهودية القائلة :\" اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون واذا صدقوك فصدق كذبتك\" ، و نجد ذلك طازجا في خطابه الأخير في الثاني من مارس إذ يصر علي عدم وجود مظاهرات في المدن البيضاء و درنة و بنغازي و لا في أي مكان آخر. و بعد قطعه لشوط طويل من العنتريات الخطابية الملتهبة نراه يغازل الرئيس الأميركي أوباما بإيقاف كل الإجراءات و القرارات الدولية التي أتخذت ضده و إيقاف أي عمل عسكري ، و أخيرا طالب مطالبة مبطنة عن طريق الإسقاطات النفسية بترك فجوة أو مخرج آمن عند إشتداد الحصار و ترك الباب مفتوح أمامه للهرب. . لذا فمؤشرات نهاية القذافي هي : قرار مجلس الأمن 1970 ، توجيه إنذار نهائي للقذافي و معاونيه من محكمة جرائم الحرب ، العزم علي إعادة التحقيق في لوكربي ، تعليق عضوية ليبيا بالأمم المتحدة ، تجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية، سفن الإنزال العسكري في الشواطيء الليبية ، قرب فرض الحظر الجوي فوق ليبيا ، عقوبات الإتحاد الأوروبي و أميركا ، قطع بعض الدول لعلاقاتها مع ليبيا ، تقديم كثير من الدبلوماسيين و السفراء الليبيين إستقالاتهم ، إنضمام كثير من القيادات العسكرية و الثورية لثورة الشعب الليبي ، إنطلاق برنامج الغذاء العالمي لمساعدة الليبيين ، إيقاف اليونسكو كافة تعاملاتها مع ليبيا.و تحرير كل الشرق الليبي ، كل هذه رصاصات رحمة أطلقت علي القذافي خلال 10 أيام فقط مما يعني دليل علي نجاح ثورة الشعب الليبي في إيصال صوتها و قوة حجتها في كافة المحافل الدولية
المفضلات