بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ وفقكم الله
أول يوم في السنة الميلادية يدعى( بيوم الكريسماس) ويقوم النصارى بالاحتفال بهذا اليوم ومع الأسف يقوم كثير من المسلمين في بلدنا بالاحتفال أيضاً بهذا اليوم
فأفتى بعض المشايخ عندنا بأنهم سيقيمون الليل في هذه الليلة جماعة ومن لايريد الحضور فيقيم الليل لوحده في بيته،وعندما نصحناهم بأن قيام الليل لهذه الليلة بالذات ليس من عمل السلف فكان ردهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(عبادة في الهرج كهجرة إلي) قال النووي وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد انتهى. قالوا: ولاهرج ولا مرج يحصل ويكثر في السنة كلها كما يحصل هذه الليلة...
فما صحة فعلهم ؟ وهل دليلهم هذا في محله ؟
الجواب/ وفقك الله لما يُحب ويَرضى
وجزاك الله خيراً . هذا من البدع المغلّظة . لارتباط ذلك القيام بيوم مُعيّن في السنة تُعظّمه النصارى !
ومع ذلك فلا يجوز الاتفاق على قيام ليلة أو ليالي مُعيّنة ، ولا قيام الليل جماعة في غير رمضان، ولشيخ الإسلام ابن تيمية تفصيل في هذه المسألة . حيث قال رحمه الله :
الاجتماع على الطاعات والعبادات نوعان :
أحدهما : سنة راتبة ، إما واجب وإما مستحب ، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح ، فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة .
والثاني : ما ليس بسنة راتبة مثل الاجتماع لصلاة تطوع مثل قيام الليل ، أو على قراءة قرآن ، أو ذكر الله ، أو دُعاء ، فهذا لا بأس به إذا لم يُتَّخَذ عادة راتبة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى التطوع في جماعة أحيانا ولم يُداوم عليه إلا ما ذُكِر ، وكان أصحابه إذا اجتمعوا أمَرُوا واحدا منهم أن يقرأ والباقي يستمعون ...
فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالي على صلاة تطوّع من غير أن يتّخِذوا ذلك عادة راتبة تُشبِه السنة الراتبة لم يُكره لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع ، ولو ساغ ذلك لساغ أن يُعمل صلاة أخرى وقت الضحى ، أو بين الظهر والعصر ، أو تراويح فى شعبان ... اهـ .
وأما استدلالهم بالحديث فليس هذا محلّه . بل العبادة في الهرج في الفتن أو في زمان يَكثر فيه القَتْل . والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
المفضلات