صعدت سلطات السجون الإسرائيلية مؤخرا من إجراءاتها القمعية للأسرى الفلسطينيين، حيث وصل الأمر حد اقتحام الزنازين وإجراء تفتيش مشدد, وزج العشرات منهم بالحبس الانفرادي.
وتأتي الإجراءات التصعيدية هذه في الوقت الذي أخذت صفقة تبادل الأسرى تتفاعل مجددا بالسجون الإسرائيلية وبين الأسرى الفلسطينيين، وتناقل المعلومات بينهم بأن الصفقة ستخرج لحيز التنفيذ وعلى مراحل، وقد تكون انطلاقتها في رمضان.
وشملت الإجراءات عائلات أسرى الداخل, والذين اشتكوا خلال زيارتهم المعتقلات من التفتيش المهين والمذل، خاصة لكبار العمر وللنساء اللواتي أجبر البعض منهن على خلع ثيابهن الداخلية.
وقالت سناء سلامة -من ذوي الأسرى بالداخل- إن الإجراءات الجديدة تستنفد قواهم وتجبرهم على الانتظار لساعات طويلة خارج السجن, في الحر الشديد حتى انتهاء التفتيش ولقاء أبنائهم.
وأضافت سلامة للجزيرة نت أن أسرى الداخل الفلسطيني تحديدا يتعرضون مؤخرا للتضييق والعقاب الجماعي، فهم معزولون تماما ولا يوجد لديهم أي معلومات عن الصفقة، التي يتم تداولها بين حماس غزة، وحماس المنفى وحماس بالسجون الإسرائيلية.
وشهد معتقل "هداريم" مداهمة القوات الخاصة لغرف قيادات الحركة الوطنية ونشطاء حركة المقاومة الإسلامية حماس, بعد ورود معلومات عن تهريب هواتف محمولة للأسرى، وتم تخريب ومصادرة العديد من الممتلكات والأغراض الشخصية، وزج بعضهم بالعزل.
النائبة حنين زعبي (الجزيرة نت)
الاحتقان بالمعتقلات
وقام مندوبون عن جمعيات أسرى وأعضاء كنيست عرب بزيارة معتقلات الشارون، والجلبوع، والدامون وهداريم بهدف الاطلاع على أوضاع الأسرى الأمنيين وظروف اعتقالهم. وذلك بسبب حالة الاحتقان داخل المعتقلات.
وتطرق النواب أثناء الزيارات لصفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين إسرائيل وحماس، وضرورة شمل أسرى من فلسطينيي الداخل بالصفقة.
وقال النائب مسعود غنايم إن صفقة التبادل هي محور الحديث الرئيسي في أروقة السجون، وينظر الأسرى للصفقة المرتقبة فرصة لا تعوض لنيل الحرية، وهذا ما لمسته من خلال زيارتي للأسرى.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هناك تفاوتا واختلافا في وجهات النظر بين الأسرى، فمنهم من يعتقد بأن قيادة حماس لن تتخلى عن الأسرى، والبعض ممن ينتمون لحركة التحرير الوطني فتح يشككون بالإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل.
وقال غنايم إن الصفقة تتفاعل داخل السجون، "وإسرائيل لا تقوم بشيء لوجه الله"، قد تتم الصفقة على مراحل وقد نشهد إطلاق سراح بعضهم في رمضان كثمن لتجديد المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية.
وقدمت النائبة حنين زعبي -عقب زيارتها معتقل جلبوع- استجوابا لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش بشأن التفتيش الاستفزازي والمهين لأهالي الأسرى.
النائب مسعود غنايم (الجزيرة نت)
تساؤلات الأسرى
وأوضحت زعبي للجزيرة نت أن الأسرى طرحوا الكثير من التساؤلات، وبعضهم على قناعة تامة بأن الصفقة وشيكة, وهم جزء منها وأن حماس لن تتنازل عن أسرى الداخل وأصحاب الأحكام العالية. والقضية تتفاعل من جديد في أروقة السجون على الرغم من عدم وجودها على أجندة المفاوضين.
وناشد الأسرى من مختلف الفصائل قيادات حماس عدم الرضوخ للاشتراطات الإسرائيلية، وعدم التخلي عن الأسرى من عرب 48، مذكرين بأن صفقة جبريل -التي أفرج بموجبها عن العديد من أسرى الداخل- كانت أكبر دليل على قبول الطرف الإسرائيلي الشروط التي يطلبها الفصيل المفاوض.
وناقش النائب إبراهيم صرصور -الذي زار الأسيرات الفلسطينيات في معتقل الشارون- مع الأسيرات تفاعلات صفقة التبادل، مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن تتم بشكل مفاجئ.
وأكد صرصور للجزيرة نت أنه -من خلال لقائه بمندوبات الأسيرات في سجني جلبوع والشارون- تبين له بشكل قاطع أن الأسرى يعلقون آمالا كبيرة على إتمام صفقة التبادل، ويصرون على أن تستوفي كل الطلبات، وعدم الرضوخ للشروط الإسرائيلية.
وأضاف صرصور أن الأسرى يرون بالصفقة فرصة ذهبية لنيل الحرية، وهم مستعدون لتحمل مزيد من الوقت شريطة أن تشمل الصفقة جميع الأسرى ممن صدرت بحقهم أحكاما عالية، ويقبعون بالأسر عشرات الأعوام.
المصدر: الجزيرة
المفضلات