مــــساء الخـــير
[IMG]http://yossri252.***********/001037bشمس.jpg[/IMG]
اتساع الجرح
الشتاء القارس وبرودة القلب و الجسد , البحرهائج تتلاطم امواجه و تعلــــو
و تصطدم بالصخور محدثه صوتا رهيبا , تتعانق السماء مع البحر في الافــــــــق
و قرص الشمس يغوص تدريجيا . تلك الليله داخل القصر المهجور, تكورت خلف
زجاج النافذة المنبعث منها ضوء خافت , تراقب الطيور البحريه حين تتسابــــــق
الى الشاطئ في جماعات , تصل كل الطيور للشاطئ الا هو , تركها كسفينه بلا
قبطان , تتأجج مقلتاها , تصرخ دموعهاو هي تنساب رغما عنها كغديرماء دافئ .
هكذا أتسع جرحها , كان عليها ان تعرف ان الامواج التي تأتى بشده تنسحب
بهدوء و لاتبقى أبدا .
تحسست أثر الزمن في وجهها , اعتدلت في جلستها و تحررت من ستائــــر
جسدها , اسد لت شعرها , مدت قدميها على المقعد المواجه لها . حين داعبـــت
النتوءات النافره فى جسدها , احست بنشوة تسرى فى كيانها , احتضنت قطتهـــا
تتلمس دفئها . لحظتها انسكب الماضى بداخلها , استعادت عـذابـاتـها و بــــروده
لياليها , حين اسلمت جسدها لرجل ضل طريقه اليها, و تركها تصارع امواجهـا,
تذكرت حينما دخلا الصمت معا و تلاقت العيون , اقترب منها, اقتربت اكثر حتى
تشممت أنفاسه الدافئه , ازدادت ضربات القلب , انصهر جليد الجسد حتى ذابـــت
تمامـا , لثم شفتيها .
هكذا افاق الجسد , لكنه فى تلك اللحظات تخلى عنها , شعرت ببروده الهواء
بينهما, انتفضت تلعن كل الرجال , خرج يعدو الى الشاطئ يلملم نفسه ويلعـــــن
الشيطان . باغته صوت حاد تضاعف صدى الصوت , ارتعب ارتمى ارضا و دفن
رأسه بالرمال , فكر لو أنـه احـد المرده . رفع رأسه بتثاقل و اطل بنصف عيـــن
رأها ماثله امامه بصوره بشعه , لكنه ادرك ان البحر لا تأتي منه سوى جنيــــــات
, تداخل الماضى و الحاضر بداخله , استعاد كلماتها و عذاباتها , فقد وعيـــــه ,
حينها بدأت الطيور البحريـــه تترك ثقوبـا داميه فى جسده و تلتهم أعضاءه .
هـدأت الرياح و الأمواج , لاحت الشمـس فى الأفق و بدأت الطيور البحرية
رحلتها . و هي لا تـزال جالسة فى مكانها خلف النافذة تستعيد حكايتـها و تنتظــر
الليلة التالية , اسدلت ستائر جسدهـا و تمنت لو تبزغ لها اجنحـة.
تحــــياااتـــي
المفضلات