[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-074a64429f.gif[/IMG]
لا أستطيع أن افهم لماذا؟؟ طفلي لا يستطيع اجتياز امتحاناته، ليس لنقص في الذكاء، أو قلة المذاكرة، فانا أراجع الدروس معه، ولا اتركه حتى يعرف كل الأجوبة المطلوبة قبل الذهاب إلى المدرسة، إلا أن نتائجه دائما ضعيفة ومخيبة للآمال. هذا لسان حال الكثير من الآباء والأمهات المحبطات.
غالبا ما يقع الأطفال تحت ضغط كبير لتحقيق نتائج ممتازة في الامتحانات، فالأم والأب يشدان شعرهما، ويتصرفان كما لو أنهما عادا إلى المدرسة مرة أخرى، ويحاولان حث وإنعاش ذاكرتيهما لفهم أسرار الكسور العشرية، والخرائط، والأحداث التاريخية، والمبادئ الأساسية للعلوم. ويحاولان عمل أي شيء لتحسين أداء أبنائهم، بطرق طبيعية وأخرى ملتوية: استرضاء، صراخ، رشوة، دروس خصوصية، وغير ذلك. ولكن يبدو أن لا شيء يجدي أحيانا.
والمشكلة في مثل هذه الحالات هو التوتر من الامتحان، فالطفل -وخاصة طالب التوجيهي-يتوتر بسبب الامتحان، وعندما يرى ورقة الإجابة الفارغة البيضاء، يصبح عقله فارغا مثلها تماما، حتى لو كان مستعدا تماما. ويجد معظم الآباء صعوبة في الاعتقاد بأن مجرد العصبية يمكن أن تكون سببا يجعل الطفل ينسى كل ما تعلمه، ويتضرعون إلى الله بحرارة أن يجتاز طفلهم الامتحان.
ويقدم بعض الباحثين المتخصصين تفسيرا فسيولوجيا للتوتر بسبب الامتحان، وطبقا لأبحاثهم يعتقدون ان الطفل عندما يستعد للامتحان، تُخزّن المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى، والمنطقة في الدماغ التي تتحكم بالذاكرة قصيرة المدى هي مركز العواطف أيضا، وهكذا، عندما يتوتر الطفل خلال الامتحان، يلغي الاضطراب العاطفي للطفل قدرته على استرجاع المعلومات من الذاكرة القصيرة المدى.
وأحيانا عندما يستخدم الطفل الطريقة الخاطئة في الدراسة للامتحان فمثلا: يدرس الطفل لامتحان الإملاء بالتهدئة وعندما يجد ورقة الامتحان الفارغة أمامه يفقد قدرته على تذكر التهجئة الصحيحة، وفي مثل هذه الحالة، يفضل عمل امتحان كتابي في اليوم السابق للامتحان.
وقد يمارس الأهل ضغوطا شديدة على الطفل لدرجة تمنعه من الأداء الجيد، فقبل أن يجيب الطفل على أول سؤال من الامتحان ينتابه القلق من عجزه عن تحقيق آمال والديه وتوقعاتهم حول نتائجه، ويسرق هذا التوتر تركيزه ويقدم أداء ضعيفا، لذلك يجب على الآباء تخفيف الضغط على الأطفال، والتركيز على أهمية تحقيق نتائج ممتازة في الامتحان، لا شك أن ذلك مهم، ولكن إذا ذهب الطفل إلى امتحانه مسكونا بهاجس الفشل فسيؤثر ذلك قطعا على أدائه، حاولي أن تجعلي طفلك ينظر إلى الامتحان من منظار آخر، كطريقة يستخدمها معلمه لتقييم مستوى تعلمه، وفيما إذا كان تعليمه فعالا، وعززي ثقته بنفسه، وأكدي له دائما انه سيحصل على نتائج أفضل في المرة القادمة.
ويفتقر بعض الأطفال للثقة بالنفس، فكثير منهم يدرسون المادة مرات ومرات لأنهم مقتنعين أنهم لا يفهمونها بشكل كاف، رغم أنهم مستعدون لها بشكل جيد، وستجدهم يقلبون الأقلام بين أصابعهم ويبحثون بشكل يائس عما يكتبونه في الامتحان، وسبب ذلك أنهم عندما يرون سؤالا أو بضعة أسئلة لا يتبادر جوابها إلى أذهانهم مباشرة، تتولد لديهم القناعة بأنهم لا يعرفون شيئا، ويتقبلون الهزيمة دون محاولة تذكر المعلومات.
ولا يعتبر الكثير من المراهقين إن الدراسة بجدية للامتحانات أمرا لطيفا، وكنتيجة لذلك، تُؤجل الدراسة حتى اللحظة الأخيرة، وطبيعي أن يسبب ذلك الذعر للجميع، ولا يتوقع أن يستوعب الطفل المعلومات إذا استمر بالتساؤل هل يستطيع أن ينهي دراسة المادة قبل أن تنتهي الليلة، وأفضل ما يمكن أن يفعله الآباء والأمهات هو الطلب من أطفالهم إعداد جدول زمني للامتحانات على التقويم حتى يعرفوا عدد الأيام التي يتعين عليهم العودة بها إلى استذكار المادة قبل الامتحان، فطبيعة المادة العلمية تختلف عن طبيعة العلوم الاجتماعية بغض النظر عن عدد صفحات المادة المطلوبة للامتحان، أما إذا كان الأطفال يلتزمون بالجدول الزمني المعد، فتلك مسألة أخرى تماما.
ومن الوسائل الهامة لتحقيق نتائج جيدة في الامتحانات، تعويد الطفل على مصادقة الكتاب، وهذه مسؤولية الأهل والمعلمين، بأن يكونوا مثل طفلهم الأعلى في التعامل مع الكتاب، ولا تتوقع أن يواظب طفلك على الدراسة، عندما يرى مدى العداء بينك وبين الكتاب.
[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-f49d49f3d6.gif[/IMG]
المفضلات