القدس المحتلة- رام الله: تؤدى وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس زيارة إلى أراضى السلطة الفلسطينية وإلى القدس المحتلة لحلحلة عملية السلام وتقوية موقف الرئيس محمود عباس الذى يعيش وضعا شائكا بين فشل التفاوض مع إسرائيل فى الوصول إلى نتائج وبين توسع دائرة الخلاف مع حماس وتحول الدولة المنقوصة إلى دويلتين لا تقبلان الحياة.
يأتى هذا فى ظل وعود إسرائيلية بإطلاق سراح 200 أسير فلسطينى بعضهم محكومياتهم عالية كبادرة لدعم الرئيس عباس.
فقد اعلن مسؤول فى السلطة الفلسطينية الاحد ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ستلتقى رئيس السلطة محمود عباس فى رام الله فى الخامس والعشرين من الشهر الحالى لبحث التطورات المرتبطة بالمفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وفى السادس والعشرين من آب/اغسطس تلتقى رايس معا وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبى ليفنى وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.
وكانت رايس اكدت ان الولايات المتحدة ستواصل العمل للتوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية كانون الاول/ديسمبر المقبل رغم اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت عزمه على الاستقالة الخريف المقبل بسبب تورطه المحتمل فى قضايا فساد.
وكانت مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين اطلقت فى تشرين الثاني/نوفمبر الماضى فى انابوليس قرب واشنطن.
ويقول محللون إن الوعود الأمريكية بدعم موقف المفاوض الفلسطينى تبقى مجرد حبر على ورق فى ظل انحياز إدارة بوش التام إلى إسرائيل وتأجيلها موعد الدولة الذى وعدت به طاقم عباس الذى يفاوض منذ أكثر من عشر سنوات للحصول على مكسب ملموس فلا يحقق غير الوعود.
وفى سياق دعم موقف الرئيس عباس وموقعه فى الداخل الفلسطينى قال مسؤولون إسرائيليون إن مجلس الوزراء الإسرائيلى وافق أمس الأحد على الإفراج عن 200 سجين فلسطينى بينهم اثنان سجنا قبل 30 عاما لتورطهما فى هجمات على إسرائيليين وذلك فى بادرة تجاه الرئيس الفلسطينى محمود عباس.
ووصف نبيل أبو ردينة أحد مساعدى عباس القرار بأنه خطوة فى الاتجاه الصحيح بينما تسعى إسرائيل والفلسطينيون إلى التوصل لاتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية بحلول يناير كانون الثانى فى محادثات تجرى بوساطة أمريكية لكنه قال إن آلاف السجناء وليس المئات يجب الإفراج عنهم.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت إن مجلس الوزراء صوت لصالح الإفراج عن نحو 200 سجين فلسطينى فى إجراء لبناء الثقة يهدف إلى تعزيز الحوار الفلسطينى الإسرائيلى وتعزيز موقف المعتدلين.
وقال مسؤول حكومى إن الإفراج عن السجناء سينفذ قبل حلول شهر رمضان. وأضاف أن إسرائيل لم تنته بعد من قائمة السجناء الذين تنوى الإفراج عنهم لكنها ستشمل سجناء قضوا فترات طويلة فى السجون الإسرائيلية ونساء وأطفالا وسجينين تورطا فى هجمات استهدفت إسرائيليين قبل اتفاق أوسلو للسلام عام 1993.
وتعهد أولمرت الذى يواجه فضيحة فساد باستغلال الوقت المتبقى أمامه فى المنصب لشحذ الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام مع عباس. وكان أولمرت قال إنه سيستقيل بمجرد انتخاب زعيم جديد لحزب كديما الذى يتزعمه فى سبتمبر أيلول.
وضعف موقف عباس بعد سيطرة حركة حماس العام الماضى على قطاع غزة وأعاقت توسيع المستوطنات فى الضفة الغربية المحتلة جهود عباس الرامية للتوصل لاتفاق مع أولمرت.
ودعا سامى أبو زهرى المتحدث باسم حماس أن تشمل الخطوة الإسرائيلية الإفراج عن سجناء من حماس. وقال إن الإفراج عن سجناء من حركة فتح فقط التى يتزعمها عباس سيكون محاولة لتعزيز الانقسام الداخلى الفلسطيني، خاصة وأنها تأتى لقطع الطريق أمام جهود حماس لإطلاق مئات الأسرى مقابل الإفراج عن شاليط.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن عباس طلب أن تشمل قائمة المفرج عنهم سعيد العتبة عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الذى سجن عام 1977 ويعد أقدم سجين فلسطينى فى السجون الإسرائيلية.
وأفرجت إسرائيل عن 429 فلسطينيا كبادرة حسن نوايا لعباس بعد استئناف مفاوضات السلام فى نوفمبر تشرين الثانى فى مؤتمر عقد بمدينة أنابوليس فى ولاية ماريلاند الأمريكية.
ولم تحرز شهور من الاجتماعات برعاية وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تقدما يذكر فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية مثل القدس ومستقبل ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
المفضلات