اجتماع "دول جوار العراق" يختتم أعماله في عمان
اجتماع "دول جوار العراق" يختتم أعماله في عمان
وزير الداخلية الأردني ينقذ المؤتمر في اللحظات الأخيرة
أكد البيان الختامي للإجتماع الخامس لوزراء داخلية دول جوار العراق والذي أختتم مساء اليوم الخميس في العاصمة الأردنية عمان، بحضور تسع دول عربية، على أهمية الحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي العراقية، وسيادته الكاملة، وهويته العربية والإسلامية.
وبين وزراء داخلية دول الجوار العراقي في بيانهم، على دعم الدول المشاركة لجهود الحكومة العراقية الهادفة لتحقيق الأمن والإستقرار في العراق لتمكينه من العودة بفاعلية لإستعادة دوره الهام على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، والإشادة بقوات الأمن العراقية وجهود وزارة الداخلية لمواجهة الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة.
ودعا البيان الختامي إلى ضرورة أتخاذ التدابير اللازمة لضبط الحدود ومراقبة المنافذ لمكافحة الإرهاب والتسلل والتهريب بأشكاله المختلفة من وإلى العراق.
وحث البيان الختامي لدول الجوار العراقي، الدول التي لم تنه بعد الإجراءات القانونية والدستورية للمصادقة على بروتوكول التعاون الأمني والذي تم التوقيع عليه في الإجتماع الوزاري الثالث لوزراء دول الجوار العراقي، الذي عقد في مدينة جدة عام 2006، والإسراع على توقيع مذكرات تفاهم أو إتفاقيات ثنائية في المجال الأمني.
وأكد البيان الختامي على رفض المحاولات الرامية إلى الربط بين الدين الإسلامي الحنيف وظاهرة الإرهاب الدولي، مبينا أن الإرهاب يتنافى ومبادئ الإسلام ورسالته التي تدعو إلى الحوار والتسامح كأساس لحل النزاعات وشجب كل ما من شأنه بث الفرقة بين أصحاب المذاهب والمعتقدات الدينية المختلفة.
وحالت الإعتراضات السعودية على البيان الختامي دون عقد الجلسة المسائية المقررة ضمن جدول الإجتماع، وأختصار الإجتماعات على جلسة وأحدة تأخرت نحو الساعتين بسبب الإعتراضات السعودية.
وقد علمت "الحقيقة الدولية" أن وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز رفض حضور الجلسة الإفتتاحية لإجتماع دول الجوار العراقي بسبب إعتراضاته على بعض البنود المتعلقة بقضايا الإرهاب ورفض دول الجوار العراقي على رفض دعم بعض الدول للإرهاب.
وقالت مصادر عراقية رسمية ضمن الوفد العراقي المشارك في الإجتماعات أن وزير الداخلية الأردني عيد الفايز، أقنع الوزير السعودي على المشاركة في الجلسة الإفتتاحية بعد الوعد بتغيير الفقرة المعترض عليها من قبل السعودية.
وأكد وزير الداخلية الأردني عيد الفايز في كلمته الإفتتاحية للإجتماع، على حرص الأردن قيادة وشعبا على تطوير العلاقات التاريخية الراسخة مع العراق وتفعيلها في كافة المجالات، حيث جاءت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني تتويجا وترسيخا للعلاقات المميزة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وما حملته هذه الزيارة من معان كثيرة وأهداف سامية ونبيلة.
وأشار الفايز إلى حرص الأردن على إنهاء العنف في العراق والحفاظ على سيادته وإستقراره وأمنه، مؤكدا على أن الأردن يقف على مسافة وأحدة ومتساوية من جميع مكونات الشعب العراقي مع دعمه المستمر للعملية السياسية التي ستفضي ‘لى مصالحة وطنية وإنهاء كافة أشكال العنف والإرهاب وتحقيق الأمن والإستقرار المنشود وبناء العراق الآمن الموحد المستقر بما يمكنه من ممارسة دوره الهام على الصعيدين العربي والدولي.
وقال الفايز أن الحكومة الأردنية وبتوجيهات ملكية تسعى لتقديم كافة الخدمات والتسهيلات والإمكانيات الممكنة للأشقاء العراقيين المقيمين في الأردن، بأعتبارهم ضيوفا أعزاء لهم كل الإحترام والتقدير.
وأشار الفايز في كلمته، أن الأردن حرص على إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة ظاهرو الإرهاب وضبط الحدود المشتركة مع كافة دول الجوار، وبالأخص الحدود التي تربط الأردن مع العراق لمنع حدوث أي إختراقات.
وأضاف الفايز أن الأردن لن يتهاون إزاء كل ما من شأنه إستهداف الأمن الوطني الأردني وإستخدام أراضيه كمنطلق للتخطيط أو القيام بعمليات ضد دول الجوار أو غيرها، إضافة إلى رفض أية مساومات مع الإرهابيين وعدم تلبية مطالبهم مهما كانت التضحيات.
وبين وزير الداخلية العراقي جواد البولاني أن البلد يشهد حاليا مرحلة جديدة فيها الكثير من مقومات الإرتقاء والنهوض، فلقد تراجعت أعمال العنف والفلتان الأمني وتمكنت قوات الجيش العراقي والأجهزة الأمنية من السيطرة الأمنية في العديد من المحافظات وهي ماضية لتولي مسؤولياتها الوطنية في حفظ الأمن والإستقرار على كامل التراب العراقي.
وقال وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز أن أمن العراق وسلامته في أولويات أي جهد عربي يبذل لإنقاذ العراق وشعبه، وذلك لأن نجاح كافة المسارات السياسية والتنموية والإجتماعية مرتبط في الأساس بتوفر المناخ الأمني الملائم، الذي تصان في ظله حياة العراقيين وأموالهم وممتلكاتهم وبه تستطيع كافة الأجهزة من تقديم خدماتها اللازمة لشؤون حياتهم والوفاء بمتطلباتهم.
ورأى سياسيون ومحللون عراقيون وعرب تحدثت اليهم "الحقيقة الدولية" إن الإجتماع عكس حالة التجاذبات في المواقف تجاه العراق من قبل بعض الدول العربية، مبينين أن الإجتماع بات يعقد من دون تحقيق نتائج إيجابية على أرض الواقع.
وطالب السياسيون والمحللون بمواقف رسمية من قبل دول الجوار العراقي جادة وحقيقية، تساعد على أمن وإستقرار العراق، مشيرين أن الجهود الأردنية خير مثال على التواصل والدعم الإيجابي مع القضية العراقية، حيث ساعدت الخطوات العملية التي أتخذها الأردن بتوجيهات جلالة الملك على تحسن الوضع الأمني في المناطق الغربية من الحدود العراقية.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان - 23.10
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق المملكة
المفضلات