المواد الصحفية في المواقع الإلكترونية... بين المهنية وعدم الموضوعية
عبدالله الصوالحة – كوالالمبور- ماليزيا
بعد الإنتشار الواسع للمواقع الإخبارية الإلكترونية في الأردن مؤخراً برزت قضايا متعددة تناولتها الصحف والمهتمين بالشأن الإعلامي ومنها بشكل خاص المواد الصحفية التي تنشر في بعض هذه المواقع الإلكترونية التي كانت من أبرز سماتها هي عملية الإعتماد على وكالات أنباء عربية وعالمية في نقل هذه المواد الصحفية إن كانت من ألاخبار السياسية أو حتى الفنية وكل ذلك يتم دون ذكر للمصدر لتجد أن الخبر نفسه منشور في أغلب المواقع لكن بعنوان مختلف يناسب توجهات المحرر خصوصاً إذا ما تعلق الخبر بالشأن السياسي.
تلخيص المواد المنشورة في الصحف اليومية والإسبوعية والتي تمتلك شبكة مراسلين محليين وفي بعض دول العالم يتم السطو عليها من قبل بعض المواقع الإلكترونية ليتم إعادة صياغة الخبر مرة أخرى بشكل مختلف قليلاً ليخرج هذا الخبر الصحفي بشكل بعيد عن الحقيقة والمهنية الصحفية تتناسب مرة أخرى مع الخط الصحفي الذي تتبعه بعض هذه المواقع ومرة أخرى دون ذكر المصدر متناسين أن مثل هذه التحقيقات الصحفية التي تنشر في الصحف اليومية والإسبوعية تكلف هذه الصحف أموالاً طائلة لتغطية مسائل إجتماعية أو إقتصادية. بل ذهبت بعض المواقع الإلكترونية إلى تجاهل ما ينشر من تحقيقات صحفية في الصحف اليومية والإسبوعية لفترة ما ليتم بعدها نشرها بعد تعديلها مروسة بكلمة " خاص " أو "حصري" ليتم نسب هذا الخبر لها لتفادي ذكر إسم الصحيفة التي كان لها السبق في نشر الخبر.
لكن فيما يبدو أن بعض هذه المواقع والقائمين عليها انتبهوا لهذا المسألة الذي تم الإشارة إليها من قبل المهتمين بالشأن الإعلامي ، فقامت بعضها إلى إبراز إسم الصحفي لتوحي للقارئ والمتابع لها بأنها من أصحاب المهنية العالية، وتتناسى أنها تقوم بعملية تدوير المضمون الصحفي للصحف الأخرى مع عدم ذكر المصدر ليصبح عند القارئ لهذه المادة الصحفية عملية تشويش إعلامي وعدم معرفة من هم أصحاب المادة الأصليين ليتم في النهاية إستباحة ما هو محظور أخلاقياً ومهنياً نتيجة عدم وجود قوانين صارمة تحمي المواد الصحفية التي تُنشر في الصحف صاحبة الخبر.
كما برزت ظاهرة أخرى لبعض هذه المواقع والتي تتمثل بإقتباس أو نشر تحليلات سياسية تتعلق بالسياسة والحراك السياسي الأردني أو أي من القضايا التي تهم المجتمع الأردني من صحف عربية تطبع في الخارج ويوجد لديها مكاتب في العاصمة عمان والمستغرب هنا أن الصحف غير الأردنية تكتب وتحلل الأوضاع الأردنية من منظورها الخاص وبعدها تأتي بعض المواقع الالكترونية وتنشر هذا الخبر أو التحليل كوسيلة لتجاهل بعض الصحفيين السياسين الأردنيين وعدم إبرازهم على الساحة الصحفية الأردنية أو لسبب أخر ربما يكون في قلة بعض المحررين الأردنيين المهتمين في الشأن السياسي.
هذه النقطة بالذات يجب التوقف عندها مطولاً وهو تجاهل بعض الأخبار الي يكتبها بعض المحللين الأردنيين أو المواد الصحفية أو إستطلاعات الرأي حول قضية إجتماعية والتي تنشر في الصحف اليومية والإسبوعية حيث ما زالت بعض هذه المواد تواجه بعض التجاهل من قبل بعض المواقع الإلكترونية وكأنها تعود لأسباب شخصية بين أصحابها أو تعود للتنافس الشديد بين المواقع الإخبارية والتي تأتي في ظل هذا الزخم في إنتشار المواقع الإخبارية الإلكترونية الأردنية وللدلالة على ذلك ما نشره موقع الكتروني لصحيفة إسبوعية سابقاً وقد تم تجاهل هذا الخبر من معظم المواقع الإخبارية الإلكترونية الأخرى بينما عندما نشر خبر مشابه في صحيفة دولية غير عربية حول هذا الموضوع وجدنا أن هذا الخبر منشور على معظم المواقع الإخبارية الالكترونية الأخرى!! .
المفضلات