ينوي العاملون في إذاعة "راديو الشرق" في العاصمة الفرنسية باريس -التي تعود ملكيتها إلى عائلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري- تنظيم تجمع يوم الأحد المقبل أمام منزل العائلة في الدائرة السادسة عشرة في باريس احتجاجا على خطة لتقليص الوظائف في هذه المؤسسة الإعلامية.
كما يعتزمون الدخول في إضراب مفتوح في حال عدم التوصل إلى تسوية مع إدارة المؤسسة، التي تعد أهم الإذاعات الفرنسية الناطقة بالعربية وتوجه بثها إلى الجمهور المحلي.
وشل إضراب غير مسبوق نفذه العاملون يوم الأحد الماضي إذاعة "راديو الشرق"، ويقول منظموه إن الهدف منه "التصدي" لخطة إدارية للمحطة ترمي لإلغاء نصف الوظائف البالغ عددها سبعين وظيفة.
نعيم اعترف بأن الإضراب أثر على عمل المحطة الإذاعية (الجزيرة نت)
اعتراف
واعترف الرئيس المدير العام للإذاعة فؤاد نعيم، بقوة تأثير الإضراب على بث المحطة، مؤكدا أنه أدى إلى إلغاء كل المواعيد الإخبارية المقدمة بالعربية باستثناء النشرة الصباحية. وأضاف أن بعض البرامج توقفت أيضا لأن مقدميها رفضوا العمل.
وأوضح نعيم في لقاء مع الجزيرة نت أن العائدات المالية للإذاعة ستنخفض ابتداء من السنة المقبلة بنسبة 50%، مشيرا إلى أن الأمر عائد إلى أن شركة "وايف هولدينغ" التي كانت تشتري برامج من الإذاعة بمبلغ سنوي قدره 5.6 ملايين يورو، قررت التوقف عن اقتناء تلك البرامج.
وقال "توجد شركة أخرى تدعى ميديا تايز، قررت أن تشتري منا نفس البرامج بثلاثة ملايين يورو فقط".
وأضاف مدير الإذاعة أن أصحاب المؤسسة وجدوا أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما "إما إعادة هيكلة المؤسسة وإما إغلاقها".
وأشار نعيم إلى أن الرأي استقر على خطة تمكن الموظفين من التخلي الطوعي عن العمل مقابل حصولهم على مستحقاتهم القانونية، إضافة إلى تعويضات وصفها بأنها جيدة.
زهيدة وغير لائقة
غير أن مندوب نقابة الاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمل شربل سلامة، الذي يشغل وظيفة مساعد مدير البرامج في الإذاعة، وصف تلك التعويضات بأنها "زهيدة وغير لائقة".
وكشف المسؤول النقابي للجزيرة نت أن "التعويضات التكميلية المقترحة لا تتعدى مجموع رواتب ثمانية أشهر"، منوها إلى أن "هناك مؤسسات أخرى دفعت مبالغ تعادل رواتب 36 و40 شهرا".
وأضاف سلامة أن كل العاملين في القسم العربي من الإذاعة -التي تبث نصف برامجها بالفرنسية- شاركوا في الإضراب "باستثناء زميلة متعاونة تعرضت للضغط والتهديد".
وعلل النقابي قرار التوقف عن العمل ليوم واحد بما سماه تصميم الموظفين على رفض الخطة التي قدمتها الإدارة، معتبرا أن "المغادرة الطوعية ليست إلا تسريحا مقنعا".
ووصف النقابي مسألة بيع البرامج لشركتي "وايف هولدينغ" و"ميديا تايز" بأنها حيلة قانونية تهدف إلى الحيلولة دون تلقي الإذاعة لمنح مالية مباشرة من عائلة الحريري، مؤكدا أن الشركتين المذكورتين تعود ملكيتهما لورثة رئيس الوزراء اللبناني الراحل. وناشد الورثة تعيين "وسيط " لحل النزاع بين موظفي الإذاعة وإدارتها.
سلامة وصف التعويضات بأنها "زهيدة
وغير لائقة" (الجزيرة نت)
إضراب مفتوح
وأوضح المندوب العمالي أن مطالب زملائه تتمثل في زيادة مبلغ التعويضات التكميلية للراغبين في المغادرة الطوعية وحماية وظائف أكبر قدر ممكن من الموظفين، منوها إلى أن تقريرا أعده خبير في المحاسبة خلص إلى أنه سيكون بإمكان الإدارة أن تحافظ على عدد يتراوح بين 42 و45 موظفا -بدل 35- دون أن تتعرض موازنتها لأي اختلال.
وكانت إذاعة الشرق قد أنشئت عام 1985 بمبادرة من الإعلامي اللبناني رغيد الشماع ثم انتقلت ملكيتها إلى الراحل رفيق الحريري في أواسط تسعينيات القرن الماضي.
وتتصدر المحطة الإذاعات الفرنسية الناطقة جزئيا بالعربية والموجهة للجمهور المحلي. ويلتقط بثها الآن في أغلب مناطق البلاد. ولا تغطي الإعلانات إلا 20% من نفقات المؤسسة.
المصدر: الجزيرة
المفضلات