بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لقد شاء الله تعالى أن يخلق الإنسان في أحسن تقويم
وأن يجعله مختارا يستطيع أن يعمل الخير ، كما يستطيع أن يعمل الشر
وبين له طريق الهدى والضلال ، وترك له حرية الاختيار ، وحمله مسؤولية اختياره .
وقد تتابع إرسال الرسل والأنبياء عليهم السلام من لدن آدم حتى محمد عليه الصلاة والسلام
لهداية البشرية وإخراجهم من الضلال والشقاء إلى نور الإيمان والهداية .
الهداية في اللغة :
تعني الدلالة والإرشاد .
الهداية في الاصطلاح :
هي سلوك الطريق الذي يوصل الإنسان إلى غايته ، وهي إتباع شرع الله تعالى .
وسمي اتباع شرع الله تعالى هداية ؛ لانه يرشد الإنسان إلى الحق ، ويبصره به ، فيميز بين الخير والشر .
أسباب الهداية :
العقل والتفكر :
العقل نعمة من الله تعالى على الإنسان ، به ميزه عن كثير من خلقه
فبالعقل :
يتعرف الإنسان الأشياء ، ويكتشف خواصها وفوائدها ، ومضارها ، ويتفهم صدق دعوة الرسل عليهم الصلاه والسلام ، ويدرك وجود الله تعالى ووحدانيته وقدرته في خلقه ولك أن تدرك أهمية العقل ، من كثرة الإشارة في كتاب الله .
دور العقل في الهداية :
للعقل دور بارز في الوصول إلى الهداية ويظهر ذلك من خلال :
تمكين من إدراك حقيقة هذا الكون ، وأن له خالقا مدبرا ، أحسن خلقه وهداه
وجعله صورة متكاملة تعكس قدرة الله تعالى ، وتدل عليه ، فهو يساعد على التأمل والتفكر في الكون وما حوله
والوصول إلى قناعة تامة بما جاء به هذا الدين العظيم ، فيكون العقل شاهدا على وجوب اتباع النبي عليه الصلاة والسلام .
الاستعداد الفطري :
فقد جعل الله تعالى لكل مخلوق صفات وخصائص غرسها في نفسه ، منذ ولادته
وجعلها لا تنفصل عن تركيبه ، فجعله يميل إلى التدين ويطمئن به ، والأصل في الفطرة أن تقرب العبد من ربه .
دور الفطرة في الهداية :
للفطرة دور مهم في الهداية ، يتمثل فيما يأتي :
تحبب الإيمان إليه وترغبه فيه ، كميل جذور الشجرة بفطرتها نحو الماء والغذاء ، وبحثها عنهما .
تشعره بالاستقرار في التوجه إلى خالقه
لشعوره الباطن أن هذا الخالق سبحانه هو صاحب القوة وهو وحده سبحانه الذي يستجيب لمن يتوجه إليه .
الرسل عليهم الصلاة والسلام :
و العقل والفطرة مع مكانتهما وقدرتهما ، إلا أنهما لا يصلحان مرشدا للهداية
لقصورهما وعجزهما عن إدراك كثير من الحقائق ، لا سيما الغيبيات منها
لذا كان من عدل الله سبحانه وتعالى ورحمته وحبه لهداية خلقه ، أن بعث الأنبياء والرسل
إصطفاهم من خيرة خلقه ، وزودهم بصفات تؤهلهم ليكونو قدوه صالحة للناس
يوضحون لهم إجابات شافية لما يدور في عقولهم ، ويعرفون الناس بواجبهم إتجاه خالقهم ، وينظمون علاقات بعضهم ببعض
ويرسمون للناس نماذج واقعية صادقة بالتطبيق العلمي المشاهد ، لما يدعون الناس إليه .
العلماء الربانيين :
بعد انقطاع النبوة وختمها بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام
أمر الله تعالى الناس بالعودة الى أهل الذكر المشهود لهم بالإعتدال ، في أي نزاع
ولا يقبل من أحد بدون دليل وبينة وحجة واضحة
وأمر بالإبتعاد عن علماء السوء من الذين عُرف عنهم الفسق أو البدعة
وأمر الله تعالى الناس بإتباع العلماء ما وافقوا الكتاب والسنة والإجماع والنظر الصحيح .
منقول مع قليل من التصرف
والحمد لله رب العالمين
المفضلات