الفايز يكتب : يحق للدولة أن تأكل أبنائها إن جاعت ..!
2010-06-22
الفايز يكتب : يحق للدولة أن تأكل أبنائها إن جاعت ..! فايز الفايز
ليس سرا إن جهود الحكومة في توفير دعم مالي من دول شقيقة قد باء بالفشل ، بعد سنوات طوال من الدعم المتواصل بمئات الملايين من الدولارات الأمريكية والريالات السعودية والدنانير الكويتية والدراهم الاخرى ، لا بل ومن مختلف أنواع العملات العالمية لم تستثمر بالطريقة الصحيحة أو المحافظة على مقدراتنا ، وإن توقفت ماكنة التسليف الدولية عن التنقيط في جيب الحكومات الأردنية ، فإن الهدف اليوم أصبح جيب المواطن ، الذي كان يسمع عن أموال الدعم من الأشقاء السعوديين طيلة العمر ولم يقل له أحد في الدولة إن هذا المشروع الذي تم انشاؤه أو الزيادة التي حصلت عليها أو الفرصة التي توفرت لك كانت بفضل المنحة السعودية ، كما لم يقل عامل محطة البنزين يوما ما عبر عشرين عاما انقضت قبل سقوط العراق في براثن الاحتلال إن البنزين الذي تعبىء سيارتك منه هو عراقي ، ولم تفصل موازنة الاعوام الخوالي بنود التسليف والمنح العربية التي كانت تهطل علينا كالمطر ، فيرفع المواطن كفه لها ، فلا يجمع منها ربع رشفة ، ويذهب الباقي في صحراء حكومات أضاعت ثروات الوطن ، فاستدارت اليوم الي جيوب الناس المساكين .. ألهمهم الله الصبر على بلاءهم .
المواطن الأردني ينتظر من حكومة إعلان نوايا أو وعد يبتدئ بـ " ان حكومتنا السعيدة تنظر بعين العطف والشفقة " لتمكين الأردنيين من البقاء على قيد الحياة على تراب أرضهم ، وتحت سحاب عجلونهم وجرشهم وأربدهم ومعانهم وكركهم وبلقاءهم وباديتهم وفي قراهم وأحياءهم الفقيرة في عمانهم الغريبة وفي عقبتهم الكئود ، وفي مفرقهم التي كادوا أن يعلنوها نقطة تحول في حياتهم ، قبل أن يفرق الزمن بينهم في أصقاع الارض بحثا عن عيش كريم .
ولأن الضرب في الميت حرام كما يقول إخواننا المصريين ، فإن الحديث مع حكوماتنا المسكينة بات ضربا من الجنون ، فكيف نطلب من فقير صاع شعير ، وكيف نطلب من مسكين كيل طحين ، وكيف نناقشها بخصوص قانون انتخاب لم تعلم عنه شيئا ، وكيف نطلب منها أن تصلح أحوال عموم الناس وهي عاجزة عن إصلاح أبواقها الإعلامية ، ووقف الانهيار في إعلامها الرسمي كيف نطلب منها خبرا وهي آخر من يعلم .. أيها المواطن الأردني الكفيف ، لا تطلب من كسيح أن يقودك ، فعصاك دليلك ، تلمس بها طريقك ان وجدت ريحها ، فرائحة الموتى كريهة ، والخطيب ينصح الأحياء عل واحد منهم يسمع القول فيعقله ، ولكن هيهات هيهات ، كيف لألف خطيب يقفون خطباء وسط مقبرة ، فهل يسمع الأموات صدى الآهات ، هيهات هيهات .
عليكم أيها الأردنيون المساكين ، يا من جمعتكم المناسف وفرقتكم السياسات ، يا من جمعكم الوطن وضربت جمعكم القرارات ، ان تنتبهوا لأنفسكم جيدا ولا تنتظروا من الحكومات رأفة أو دعم ... واعلموا ان الدنيا دار فناء ، فاعملوا فيها كأنكم غرباء ، ولا تكونوا أغبياء ... نبهوا أولادكم وأزواجكم وجيرانكم وجيران أنسباكم أن يقتصدوا في شرب الماء حتى لو متم عطشى فكبار المستثمرين في حوض الديسي يحتاجون الماء لسقي مزروعاتهم المخصصة للتصدير وهم لا يدفعون أثمانها التي تقدر بعشرات الملايين لدولتنا الحكيمة ، وان يقلعوا عن تقديم القهوة السادة والحلوة لأضيافكم ، فإنها عادة سيئة أورثتنا خسائر فادحة ، فغيروا نهجكم ، وقدموا " الجعّة " لضيوفكم ترضى عنكم السيدة الأمريكية الأولى والثانية والثالثة .
أيها الأردنيون الطفارى الحيارى ، لا أرانيكم الله سكارى ، وكيف أركم هكذا وأنتم الشعب النشامى الغيارى ، ولكن لا بأس من تأسيس شركة لاستيراد البغال والحمير لتركبوها ، ولا تنتظروا شركتي القطاع الخاص التي تستورد اللحوم الطازجة والمجمدة لتأتيكم بها ، فحينها ستشتعل سوق البغال ، وتكسد أسعار الرجال على كسادها .
يا أخوة الدم المحروق والتراب المسروق ، لا تلوموا الحكومة المسكينة إن جاعت فأكلتكم ، دعوها فإنها مستورة ليس بيدها حيلة تحتال بها على غيركم ، وصندوق " النكد " الدولي الذي طردته البرازيل من أرضها رغم مديونيتها التي نافت عن مائة وخمسين مليارا ، فأنه يلعب بنا كما يلعب العجوز المتصابي بزوجته المراهقة المرهقة ، ولنرفع أكفنا الى السماء ، ونضرع لله بالدعاء أن يدفع البلاء ويهدي حكوماتنا أن تكافح الذي استشرى بيننا في العراء ، علّ الله يرزقنا بمستثمرين عمّي لا يمولون مشاريعهم الاستثمارية الكبرى من أموالنا ومن بنوكنا حتى اذا ما خسرت مشاريعهم كعادة الأغنياء ، لا تسدد خسائرهم من أفواه أطفالنا .
اللهم أبق أعضاء حكومتنا سعداء ، فإنهم أصبحوا عنا غرباء ، لا يدرون ما الذي حل بهذا الشعب من بلاء ، فالشعب احدودب ظهره ، جاهز للامتطاء .. ثم بالله عليكم لا تنتظروا من مسئول ان يستقيل فما ذنب هذا الوزير أو ذاك الوزير ، فهو قارىء مثلنا ، ينتظر أن يجد كل صباح على مكتبه قرار أو تقرير ، لذا اغسلوا أيديكم ، فلم يعد هناك في بلادنا شيء يستحق العناء ، والخافي أعظم ، والقول قليل ، ولا أقول إلا كما قالت الضفدعة ،، في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء ،، ولو كانت الضفدعة حية لهذا اليوم لما كشفت أن في فيها ماء حتى لا يطالها رفع الأسعار .
رابط الموقع
http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNO=63354
المفضلات