بسم الله الرحمن الرحيم
= = = =
دورة إتقان الاستخارة :
الدرس الثالث
هل كاشفت نفسك يوما لماذا تستخير قليلا ؟!
الإنسان بطبعه يحب الاستكثار من الخير الدنيوي والاستخارة فيها خير في الدنيا قبل الآخرة . ومخالفة هذه الفطرة تدعو إلى التأمل والتدبر ومكاشفة النفس لماذا أستخير قليلا ؟؟ طالما خيرها مضمون في الدنيا قبل الآخرة.
== = = = ==
السؤال
لماذا تستخير قليلا ؟؟
طالما أنك قد استخرت من قبل ولو استخارة واحدة ، فهذا يكفي لتجعلك تكثر منها وتعض عليها بالنواجذ ، لما فيها من ثمار عاجلة .ولأنك تكون قد رأيت بركتها وثمرتها في الشيء المستخار .
= = =
الإشكال
يكمن في أنك خالفت حتى الفطرة التي فطرك الله عليها !! كيف تحب العاجلة ثم لا تكثر منها!! وهنا يجب أن يكون في سبب مقنع لك .وسوف يأتي ذكر الأسباب .
== = = = = =
إذن هناك أسباب وهذا ما سوف نحاول نتلمسها للوصول إلى السبب الحقيقي ، وذلك من خلال مكاشفة النفس .
= = = = = =
المكاشفة
أستخير قليلا لأنني :
1) اكتشفت أن رغبتي وميولي تمنعني من حسن التوكل ، والاستخارة مبنية على حسن التوكل.
2) أجد صعوبة في تمييز التيسير من الصرف .
3) جربتها ولم أستفد منها بالشكل الذي كنت أرجوه.
4) أصبحت أكثر بعداً عن الاستقامة الشرعية.
=== = = = =
وإذا كانت في أسباب أخرى لم يتم ذكرها . فحبذا لو يتم ذكرها لتعم الفائدة .
= = = = =
الإرشاد على ما جاء في فقرات المكاشفة
1) بخصوص ما جاء في الميول والرغبات . يفترض مجاهدة النفس .والمجاهدة من الإحسان . وضعف التوكل سوف يؤدي إلى مشاكل وضعف أكثر .فالله أمرنا بالتوكل عليه لنتخلص من مشاكلنا وضعفنا . لا أن نزيدها . وهذا من كيد الشيطان وتلبيسه . ولقد قال كما اخبر الله .
"قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ" .
تأمل قوله " لأقعدن " ولم يقل : " لأقفن " أي غير مستعجل على الإغواء والإفساد . وعنده خطط ومراحل . ومع ذلك كيده ضعيف . عندما نتوكل على الله . وكيده ضعيف لأنه كشف خطته، بأنه سيقعد . وقعوده سيكون عند الرغبة في عمل الطاعات .
== = = =
2) إذا كان السبب. صعوبة تمييز التيسير من الصرف . فعليك تعلمها . وسوف يأتي معنا بإذن في الدرس القادم كيفية تمييز نتيجة الاستخارة . فتابعه .
=== = ==
3) إذا كان السبب أنك جربتها ولم تستفد منها ... فهنا واضح أنك لم تتقنها أصلا .
== = = = =
4) إذا كان السبب أنك صرت أكثر بعدا عن الاستقامة . فهذا من كيد وتلبيس إبليس .راجع الفقرة "1 ". وأعلم وتذكّر دائما ؛ أن الحسنات يذهبن السيئات .وليس الحل زيادة السيئات .
قال سبحانه :
" إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " .
وهنا تأمل لماذا قال المولى " ذلك ذكرى للذاكرين " . أي لكي نستفيد من هذا التفضل من الله . ونجاهد أنفسنا للإكثار من الحسنات . لتمحو السيئات .
== == =
والحمد لله رب العالمين .
المفضلات