في هذه الأيام أنتظر نتيجة ولدي علي بالتوجيهي وبنقس الوقت أتذكر كيفغ كنت أنتظر نتيجتي بالتوجيهي
عندما كان ولدي قبل فترة يقدم الامتحانات ومن قبله وقبل ثلاث سنوات عندما تقدمت ابنتي ولاء للإمتحانات كنت أتذكر أيضا كيف كنت أتقدم للإمتحانات . وعندما انظر للظروف المهيئة لمعظم الطلاب لغاية الدراسة أتذكر تلك الظروف التي كانت مهيئة لنا .
كنت أدرس الثانوية في الشونة الجنوبية علما بأننا كنا نسكن قرب قرية الكرامة الشهيرة وكان البرنامج اليومي كما يلي :
الاستيقاظ قبل شروق الشمس لنشرب الشاي وتناول الفطور والذي هو خبز مع شاي ( طبعا خبز شراك لذيذ ) كانت الوالده تخبزه بنفسها حالها حال بفية الناس حولنا تلك الأيام
وبعد ذلك نتوجه للمزرعه لنساعد الوالد رحمه الله تعالى رحمة واسعه ويستمر ذلك لحواي الساعة السابعه والربع صباحا .
نتوجه للمدرسة وطبعا في ساحة المدرسة وحالي حال معظم زملائي نتوجه للمغاسل المتوفره بالمدرسه لنغسل أيدينا من آثار العمل
بعد انقضاء اليومك الدراسي نعود من المدرسه متوجهين طبعا وفي معظم الأيام للمزرعه لنتناول طعام الغداء هناك وذلك توفيرا للوقت وطبعا يستمر العمل إلى ساعة الغروب .
بعد ذلك نتوجه للبيت وطبعا البيت حاله حال الجيران إما خيمة بسيطة أو بيت من الشعر
وفور الوصول للبيت نتناول طعام العشاء ويكون الوقت بعد الغروب مباشرة طبعا ( علما بأن البيت على الغالب داخل المزرعه ) نبدأ الدراسة وحل الواجبات المدرسية
من الطبيعي أننا لا نعرف الكهرباء ولا نعرف الغاز فقط ما نستعمله من اللمشتقات النفطيه هو الكاز وذلك لإنارة الفانوس فقط لأن الطبخ والخبز على الحطب
وبعد الانتهاء من الواجبات المدرسية طبعا من المؤكد النوم مباشرة
في العطلة المدرسية سواء يوم الجمعه أو منتصف العام او العطلة الصيفية نستغلها بالعمل بالأجرة عند الآخرين وطبعا هذا معظم حال الناس حولنا تلك الأيام .
أما عندما اقتربت امتحانات التوجيهي وقد كان يوم خميس ويوم السبت ستبدأ الامتحانات فقد رحل أهلي لمنطقة الشفا وذلك لانتهاء الموسم الزراعي ولأن الوالد رحمه الله سيستغل تلك الأيام للعمل حصادا للفريكة ( وبالمناسبة كانت كثير من أراضي عمان حاليا وخصوصا تلاع العلي وشفا بدران تزرع بالقمح ويتم حصادها لغاية الفريكة) نعم رحل الأهل وبقيت وحدي وذلك لكي أتقدم للامتحانات ولذلك في تلك السنة لم أساهم بحصيدة الفريكة
هكذا كانت الظروف وبالرغم من ذلك فقد كانت الاندفاعية نحو التعليم نابعة من رغبة أكيدة
فقط مقارنة بين ظروف جيلين مختلفين والتعليق لأبنائنا من الجيل الحالي هداهم الله تعالى وأعانهم على ما ينتظرهم
المفضلات