كنت اسأل أمي لما تقطب جدتي حاجبيها دهرا ؟
وكنت اسأل أمي لما تخبيئ جدتي عصافيرالحنو؟ ولا تطلقها الا في الظلماء
حتى اخالها الخفافيش ..
وظللت اسأل أمي وظلت تنهرني
لما جدتي ليست كنساء الحي ؟؟
ترقص في الاعراس وتسافر في الباصات وتطلق وجهها بشرا ...
لما تفتح عينا وتغطي وجها ؟؟
كبرت وشاخت جدتي
واقفرت اسألتي
عشت.. وماتت مقطبة الجبين ...ذات صيف بارد الاعصاب متهدل بالاحزان..
وبعد سنين ...........
ادركت ان الحرمان يرسم بعصاه الغليظة خيوطا في جباه الثكالى
وان الخفاش طير مسلوب الفرح مغمض العينين
ولو ملك تصريف الزمن لغرد في سربه في عين الشمس..
بعد عمر وبعد ان تعلمت ان افعل كجدتي اكتنز الحياء ليفيض طهرا وخفرا
ادركت ان جدتي سيدة النساء
لأنها ترقص فقط في الظلماء وتسافر زهوا في الاحلام
و ترنو الى العالم بعين وتخبيء بالاخرى نور الروح ليمتد ناظرها الى الاخرى..
**
***
****
صوت جدتي بداخلي ..
في أعماقي يتقاطر بحنو كنزيف حنفية في هدءات بيماريستان أندلسي..
حكايا زمن تدغدغ ذاكرتي ..
توشك ان تعلن حدادي عن زمني
لتغرسني في زمن غادرني بمقتضى نواميس الكون
ليتني استطيع تحقيق الغياب في الحضور ..
لأعيش بذاتي تلك وبجدتي تلك
في زمني هذا ..
لنشعر فعلا بفداحة وخسارة كل الحميميات تحت مظلة الحداثة ....
ليتنا نوفق في جمع ما كان بما هو كائن ..
تدخل الحافلة بنا مدينة ثم تسلمنا تلك المدينة لهذه ...طواعية وبداخلي صوت جدتي:
**دخلوا بلاد ...وخرجوا بلاد ....دخلوا بلاد وخرجوا بلاد **
اتمثل المجمر الاجوري
وليالي الشتاء القروي الدافيء
وندخل بالحافلة بلاد ونخرج من أخرى ..
والمقاعد الاجورية من حولي لا تعطيني دفءا بقدر ما تعطيني ضجرا وفوضى ...
والشتاء ذاته كما اعتاد ..يأتي محملا بكل شيء ..
إلا بك جدتي
بك طفولتي ..
المفضلات