حكم " جدول محاسبة النفس "
سئــل الشيــخ محمد العثيميــن رحمه الله : يتبع بعض الناس طــريقة لمحـاسبة أنفسهم في أداء الصلوات المفروضة
والسنن الرواتب ، وهي أن يضع جدولاً ، هذا الجدول عبارة عن محاسبة لأدائه الصلوات خـلال أسبوع واحد ، بحيث
يضع أمام كل وقت صلاة مربعين ، أحدهما للفرض والآخر للسنة الراتبـة ، فإذا صلى الفرض مع الجماعة وضــع
لصــلاته تـلك درجة ، وإذا صلى الراتبة وضع لها درجة أيضاً ، وإذا لم يصــل لم يضــع درجة وهكــذا ،
ثـم فــي آخـر الأسبوع يخرج مجموع الدرجات ، وتشتـمل الورقة على أربعة جداول لشهر واحد ،
ويقول هؤلاء :إن مثل هـذه الوسيلة تعين على المحافظة على أداء الفرائض والسنن فما رأي فضيلـتكم في هذه الطريقة ؟
هل هي مشروعة أم لا ؟ وما رأيكم فــــي نشرها أثابكم الله ؟
فأجاب ....
" هذه الطريقة غير مشروعة ، فهي بدعة ، وربما تسلب القلب معنى التعبد لله تعالى ، وتكون العبادات كأنها أعمال
روتينية كما يقولون ... وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
دخل رسول الله صلـى الله عليــه وسلم المسجــد فإذا حبل ممدود بين ساريتين ، فقال : ( ما هذا ) ؟ ،
قالوا : حبل لزينب تصلي فإذا كسلت ، أو فترت أمسكـت به
فقـال ( حلوه ، ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل ، أو فتر فليقعد )
أضافة ..
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1642
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثم إن الإنسان قد يعرض له أعمال مفضولة في الأصل ثم تكون فاضلة في حقـه لسبب ، فلو اشتغل بإكرام ضيف نزل
به عن راتبة صلاة الظهر لكان اشتغاله بذلك أفضل من صلاة الراتبة .
وإني أنصح شبابنا من استعمال هذه الأساليب في التنشيط على العبادة لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من مثل ذلك
حيث حث على اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين ، وحذر من البدع ، وبين أن كل بدعـة ضلالة ، يعني وإن استحسنها
مبتدعوها ولم يكن من هديه ولا هدي خلفائه وأصحابه رضي الله عنهم مثل هذا .
مجموع فتاوى ومقالات العلامة محمد العثيمين.
نفعنا واياكم بما قدمه لنا علمائنا الافاضل .
المفضلات