اشعر بالتعب الكبير" بهذه الكلمات عبر رمزي عن تعبه الشديد نتيجة عمله في سوق الخصار المركزي ، رمزي احد طلاب المدارس الحكومية في المرحلة الاساسية ، الا انه وبسبب ظروف اسرية معقدة يضطر الى الهروب من الدوام المدرسي للعمل في سوق الخضار المجاور للمدرسة من اجل مساعدة امه واخوانه على العيش.
وتحدث رمزي ببراءته الطفولية عن اشكال اللارحمة واللاانسانية في التعامل الذي يتلقاه داخل السوق ، حيث يقوم بتنزيل صناديق الخضار من السيارات الى المحلات التجارية مقابل اجور زهيدة.
رمزي ولمعرفته بأهمية المدرسة حاول التوفيق بين المدرسة والعمل ، حيث اختار الفترة المسائية للدوام في المدرسة ، الا ان تواصل ساعات العمل والدراسة ادى الى تعرضه لارهاق كبير.
واكد احد معلمي رمزي ان مستواه التعليمي جيد ولكن عدم تفرغه للدراسة ادى الى تدني هذا المستوى ، واشار الى محاولات كثيرة للاتصال بأهله من اجل اصلاح الوضع القائم ولكن دون فائدة.
وحال رمزي هي حال الكثيرين ، فالظروف الاقتصادية التي عانت منها اغلب الأسر الاردنية في الفترة الماضية دفعت البعض لدفع ابنائهم الى دائرة العمل في عمر مبكر ، الامر الذي فتح كل الاحتمالات لظهور جيل قد يكون غير سوي اجتماعيا.
الاستاذ محمد سعيد ، مساعد مدير مدرسة الاردن الثانوية اكد ان عدد المتسربين من المدراس لغايات العمل في تزايد مستمر ، وتقوم ادارة المدرسة باجراءات قانونية تجاه الطالب المتسرب ، وتقدم المدرسة النصح والارشاد للطالب واهله ، اضافة الى توعيتهم من نتائج التسرب المدرسي.
واكد ان نتيجة التسرب المدرسي هي الترك النهائي لها حيث يبدأ مستوى الطالب بالتراجع مما يسبب الملل للطالب وعدم المقدرة على اكمال المسيرة التعليمة.
واشار سعيد الى ان تزايد نسبة الفقر في المملكة يؤدى الى عدم اكتراث الكثير من الأسر بالتعليم وجعله من ثانويات الحياة.
ومن جانبه اكد محمد العكور مدير ادارة التعليم العام وشؤون الطلبة في وزارة التربية ان مشكلة التسرب المدرسي موجودة في التعليم العام و لكن بصورة اقل من السابق نتيجة للبرامج الهادفة الى الحد من هذه الظاهرة.
وبين العكور ان نسبة التسرب المدرسي الحالية هي 0,004% ويمكن للمتسربين العودة الى المدرسة خلال ثلاث سنوات من تركهم للمدرسة وبحسب الصفوف التي يستحقونها وبعد الثلاث سنوات يمكنهم الالتحاق ببرامج التعليمية غير النظامية .
واشار الى ان مرحلة التعليم الاساسية الزامية ومجانية وتتم متابعة الطلبة المتسربين من خلال الجهات الامنية ، الا ان بعض الظروف الاسرية الصعبة تعرقل متابعة المتسريبن.
الدكتور سري ناصر المتخصص بعلم الاجتماع اكد ان للأسرة دورا كبيرا في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي خلال المرحلة الالزامية.
واشار الى ان بعض الأسر لا تهتم بتعليم الابناء ، موضحا ان الفقر احد الاسباب الرئيسية لدفع تلك الأسر ابنائها الى العمل مبكرا مما يؤدي بطبيعة الحال الى جعل مستقبلهم معتما وربما ينحرفون الى عالم الجريمة.
المفضلات