محليات
الامير الحسن يدعو الى «أنسنة العولمة» وتحديد الاولويات لصالح البشرية
عمان - هلا العدوان -التأمت اكثر من مئتي شخصية ممثلين عن حوالي ثلاثين دولة عربية وأجنبية وعشرين مؤسسة إقليمية ودولية في «المؤتمر الدولي حول الأمن الغذائي والتغير المناخي في المناطق الجافة « في عمان أمس.
وعلى هامش المؤتمر الذي رعاه رئيس الوزراء سمير الرفاعي وبحضور الأمير الحسن بن طلال وعدد من المسؤولين المحليين والأجانب استعرض المشاركون الإجراءات الكفيلة المباشرة التي من شأنها مواجهة التغير المناخي في الأرض.
ويأتي انعقاد المؤتمر الذي يستمر على مدار أربعة أيام استجابة لإعلان جلالة الملك العام 2009 عام الزراعة في الأردن ولمناقشة هذه القضايا من قبل الخبراء وأصحاب القرار ضمن سلسلة أهداف من شأنها معالجة القضايا الملحة المتعلقة بالأمن الغذائي والتي ستتأثر بالتغيرات المناخية.
وفي التفاصيل أكد ضيف الشرف في المؤتمر الأمير الحسن بن طلال في كلمة له ألقاها أمام الحضور أن المطلوب في الفترة المقبلة هو «أنسنة العولمة» بحيث يتم تحديد الأولويات الاقتصادية والسياسية لصالح البشرية جمعاء ومراعاة أن هنالك ما يزيد عن مليار شخص يعانون من الجوع في المناطق النائية من المعمورة ومحرومين من حقوقهم في تحصيل الغذاء رغم توافر الإمكانات لمساعدتهم.
وزاد سموه أن الواقع يشير وضوحه إلى أن العالم بشكله الحالي لا يعيش ما يسمى بالانحباس الحراري وإنما انحباسا فكريا مما يدعو إلى أهمية تعبئة الموارد البشرية والمالية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي ودعم أنشطة البحوث والتنمية للتكيف مع التغير المناخي.
كذلك نبه إلى أن التغير المناخي يدفع بالبشرية نحو الحافة على حد قوله ،لافتا إلى أن هناك حاجة ماسة لتأمين الغذاء للمجتمعات النائية في المناطق الجافة وان هذا الهدف لن يكتمل بدون بحوث جادة وفكر ملتزم لتحقيق ذلك.
بدوره، أكد الرفاعي أن انعقاد المؤتمر يمثل فرصة جادة للوصول إلى توصيات تسهم في التنمية الزراعية في العالم والوطن العربي.
وقال أننا في الأردن وبتوجيهات جلالة الملك نولي الأمن الغذائي والأمن المائي والتنمية الزراعية أولى اولوياتنا وقد جاء هذا المؤتمر جزءا من الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية وان الحكومة قامت بإقرار الإطار العام للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي وهي تعمل على تنفيذ العديد من المشاريع بهذا الخصوص.
وزاد الرفاعي في الكلمة، التي ألقاها عنه وزير الزراعة المهندس سعيد المصري، أن مثل هذه الاجتماعات التي تتناول احد أهم المواضيع التي تواجه العالم سيكون لها انعكاسات كبيرة على حياتنا وحياة الأجيال القادمة وبذلك نضع أيدينا على أهم معضلة تواجه البشرية إلا وهي التغير المناخي وأثره على الأمن الغذائي.
كما قال أن الأردن يعتبر هذه المسألة الأساس للأمن الاجتماعي ومحور الاستقرار والنمو والتنمية وان توفير الأمن الغذائي في أي بلد من أهم مقومات التنمية فالأمن الغذائي والأمن من الخوف هما الأساس التي تقوم عليها التنمية وتسعى الدول لتحقيقها بكل ما لديها من مقومات.
واعتبر الرفاعي التغير المناخي هاجسا كبيرا يهدد الحياة ويهدد كثير من الدول والأراضي الزراعية الساحلية من الزوال من خلال ارتفاع مستوى المياه وتهدد جزءا كبيرا من الأراضي الداخلية من التصحر وتغير الغطاء النباتي فيها يؤثر على إنتاج وإنتاجية المناطق المتبقية مما يعني أننا بحاجة إلى جهود العلماء والباحثين والدارسين لمواجهته بالعلم والإبداء التي تؤدي إلى إبقاء الأراضي الزراعية منتجة بل وتزيد إنتاجها من خلال استنباط أصناف جديدة تقاوم ارتفاع الحرارة.
وتابع انه ينبغي ألا نهمل دور الزراعة كوسيلة استراتيجية لها الدور الأهم في التخفيف من آثار التغير المناخي والانحباس الحراري والمشاريع الكبيرة التي تقوم بها المنظمات الدولية لزراعة مليارات الأشجار في مناطق مختلفة من العالم.
وشدد على أن الاستراتيجيات والسياسة الاقتصادية والاجتماعية والزراعية في الأردن وضعت البحث العلمي في مجال الزراعة في مكانة مميزة بل اعتبرته الوسيلة الأهم في مواجهة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي من خلال إنشاء المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي الصرح العلمي المتميز الذي ينظم المؤتمر بالتعاون مع عدد من المراكز البحثية الدولية.
بدوره أشار مدير المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة الدكتور محمود صلاح أن المؤتمر يمثل تحديا بارزا لأنه يعالج مسألة الأمن الغذائي والتغير المناخي في المناطق الجافة التي يهم المليارات في الأرض.
ولم يخف صلاح أن العالم يواجه مشاكل عديدة وصعبة بسبب تأثيرات التغير المناخي، لافتا إلى المناطق الجافة سترى في المستقبل كميات ومساحات اقل من الغذاء إذا لم تتوافر الجهود الدولية للوقوف على هذه المعوقات أو التحديات.
إلى ذلك، أكد مدير المركز الوطني للبحوث والإرشاد الزراعي الدكتور فيصل عواودة أن أهمية هذا المؤتمر تأتي نظرا لأن المناطق الجافة في البلدان النامية تحتل ربع مساحة الأراضي في العالم وتعد هذه المناطق التي تتصف بشح في المياه، وموجات جفاف متكررة مع تدهور في الأراضي التي تعد موئلاً لربع سكان العالم إلا أن هذه المناطق الجافة تواجه تحديات النمو السكاني الكبير مع تباين مناخي شديد وفقر منتشر وتغيرات مناخية التي تفاقم من مشكلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
ويؤثر التغير المناخي بشكل خطير على البيئة والموارد الطبيعية ونظم الإنتاج ومصادر المعيشة في المناطق الجافة. وتظهر التوقعات الراهنة للجنة الحكومات المعنية بالتغير المناخي زيادة في درجات الحرارة، ونقصاً في الهطول المطري في كثير من المناطق الجافة التي هي هامشية بالأصل.
وأكد مشاركون في المؤتمر أن خبراء المناخ يتوقعون المزيد من الأحوال المناخية المتطرفة كموجات جفاف أطول، وعواصف أشد، وحتى درجات حرارة منخفضة بشكل كبير التي من شأنها أن تأتي على بعض المحاصيل والخضروات.
ولفتوا إلى انه ثمة احتمال لزيادة ملوحة التربة، حيث ستكون كمية أكبر من المياه الجوفية عرضة للتلوث، حيث احتمال تحول هذه الأراضي إلى مناطق غير مأهولة احتمال وارد حيث يدعو تقرير ستيرن (اقتصاد التغير المناخي، 2006) إلى اتخاذ إجراءات مباشرة لمواجهة التغير المناخي في الأرض مما يشير إلى انخفاض في الاقتصاد العالمي بنسبة 20% ما لم تتخذ الإجراءات الضرورية.
على صعيد ذي صلة شدد المشاركون على هامش جلسات المؤتمر الذي يناقش ست عشرة ورقة مرجعية سيقدمها خبراء دوليون بالإضافة إلى خمسين ورقة علمية يقدمها باحثون انه يعد تهديد المناطق الجافة تهديداً حاداً حيث ثمة حاجة ملحة لتطوير الخيارات التقنية إلى جانب خيارات سياساتية ومؤسساتية من شأنها تحسين مصادر المعيشة وزيادة الأمن الغذائي في ظل التغير المناخي.
وينظم المؤتمر المركز الوطني ووزارة الزراعة و ايكاردا وعدد من الشركاء المحليين والدوليين.
المفضلات