أجمع قطاع كبير من المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة على أنهم باقون في الميدان، حتى يروا خطوات عملية لتحقيق أهداف ثورتهم.
الجزيرة نت استطلعت عددا من هؤلاء الشباب الذين أكدوا أن مطالب ثورتهم لا تقف عند إسقاط نظام حسني مبارك وإنما وضع لبنات دولة حديثة، تقوم على دستور جديد، وتشكيل حكومة انتقالية، وسرعة إلغاء الطوارئ، وإطلاق المعتقلين السياسيين، ومحاكمة رموز النظام البائد.
وقال صلاح عمر (32 سنة) "سنبقى في الميدان، للضغط على محاكمة رموز النظام السابق، حتى يكونوا عبرة لمن يأتي خلفهم".
أما شعيب (21 سنة) فيقول "نريد أن نطمئن إلى تفكيك نظام مبارك، بما في ذلك إقالة المحافظين، ورؤساء المحليات، لأنهم من أذيال النظام، وتعييناتهم كانت قائمة على المحسوبية والموالاة".
وتقول بثينة سعيد عضو حركة العدالة والحرية إنها ستتجه اليوم إلى المستشفى للحصول على تقرير بعدد الطلقات، وعددها 15 بجسدها، خلال أحداث الثورة، لتقديم بلاغ للنائب العام ضد حسني مبارك، ووزير داخليته.
بينما يبدي شريف خالد خشيته من محاولات سرقة الثورة، مشددا على ضرورة "أن يرحل النظام ومعارضته الكرتونية، وألا ينتمي رئيس الدولة للحزب الحاكم".
حزب الثورة
ومؤيدا لاستمرار البقاء بالميدان، يدعو خالد رمزي إلى إنشاء حزب تحت اسم "حزب 25 يناير" يشارك في الحياة السياسية، وأنه من الآن فصاعدا لن يسكت في مواجهة أي فساد "وهذا درس الثورة".
الثوار يطالبون الجيش بضمانات لتحقيق أهداف الثورة (الجزيرة نت)
ويؤكد عبده شاهين أن الشباب العنصر الرئيس في قيام الثورة، لذا يتطلع إلى دوره في الدولة الحديثة، مشيرا إلى أن ميدان الشهداء سيكون نقطة الانطلاق لإنشائها.
في السياق نفسه يقول أحمد عبد العزيز (محام) سنرابط في الميدان، وسنطلب محاسبة كل من سلك سبيل العدوان "واغتصبت يداه ما ليس له".
روح جديدة
حازم محمود يقول "سنراقب ما يحدث.. إننا نعيش فجرا جديدا، وهي لحظة يقف كل مصري فيها ليحاسب نفسه".
ومتفقا معه يقول شادي عمار "نريد أن نرى مطالبنا تتحقق" ويضيف "لا نثق في بعض الجنرالات".
وتؤيد فتحية هلال بقاء الثوار بالميدان، بالقول "أنا سيدة مسنة، ولي عذر في العودة لبيتي، لكنني سأنقل روح الثورة إلى بيتي وكل من أعرف".
وتتفق معها سمية محمد هلال، وهي أم قررت العودة لبيتها بينما تطالب شباب الثورة بالبقاء في الميدان، للاطمئنان إلى مستقبل البلاد، وفق تعبيرها.
ووفق سمير مهدي "مصر وُلدت من جديد، ونحن نفكر حاليا في المرحلة الجديدة، وسوف نحافظ على هذا العُرس الجميل، ونغسل كل الأحقاد التي زرعها النظام".
أما محمود عبد المالك فهو من أنصار المبيت في الميدان ويتطلع إلى حكومة تسيير أعمال من الكفاءات، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات.
وبدوره يعبر شريف مصطفى عن العزم بنقل مكاسب الثورة إلى كل بيت، و"سنبقى هنا لمواصلة الضغط على المؤسسة العسكرية من أجل الالتزام بتحقيق مطالب الثورة".
ننتظر الضمانات
الناشط السياسي كمال أبو عيطة يقول "مصرون على البقاء في الميدان، لرؤية شكل الحكومة الانتقالية".
فالميدان وفق علي يونس هو الضمانة الوحيدة لتحقيق المطالب، ومغادرته "خيانة لدماء الشهداء".
من شعارات الثوار الباقية بميدان التحرير (الجزيرة نت)
ومتفقا معه يقول محمد صبري "ليس هناك أي ضمانة لتحقيق مطالبنا، لأن كل المسؤولين بالمؤسسة العسكرية تربية عصر الطوارئ".
بينما يؤكد محمد طارق أنهم سيراقبون تشكيل الحكومة الانتقالية، "وفي الوقت نفسه لن نقبل بالحكم العسكري".
بناء الوطن
"انتهينا من المرحلة الأسهل، وبدأنا الأصعب". يقول رضا الحسيني مضيفا "انتقلنا إلى مرحلة تفجر المواهب".
ومن جهته يسجل محمد صلاح "تنفسنا الصعداء ونحن في أول الطريق، ولابد من استمرار الروح الثورية، فنحن نسطر الآن أول حرف في الصفحة الجديدة، بإقامة دولة مدنية قائمة على الحريات".
ويقول أحمد الغزلاني إنه لابد من البقاء بالميدان لرؤية كيف ستتم محاربة الفساد، وغلاء الأسعار، ورفع الأجور وإجراء انتخابات نزيهة.
ومجيبا يقول خالد علي "سنبقى في الميدان حتى لا نُفاجأ بمبارك آخر في الحكم" مشيرا إلى أن الأولويات الآن "وضع دستور جديد، وقوانين اجتماعية تخدم مصالح المواطنين".
المصدر: الجزيرة
المفضلات