البترا - زياد الطويسي - لم تتمكن ظروف الإعاقة أن تثنيهم عن العمل الجاد بهدف خدمة الذات والمجتمع، فبإرادتهم المستوحاة من حب الأرض والعمل، وبمساعدة من سلطة إقليم البترا التنموي السياحي تمكن قرابة 18 شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يشقوا طريقهم العملية ليصبحوا أعضاء فاعلين بالمجتمع.
ولكل من هؤلاء قصة كفاح قد لا يدرك نجاحها إلا من يراهم في أرض الميدان وهم يعملون بين الحقول تارة.. وفي شوارع المدينة وأحيائها المتعددة أحيانا أخرى.
يقول جهاد أحد ذوي الاحتياجات من العمال: «رغبتي بالعمل وبأن أصبح عضوا فاعلا في المجتمع هي التي دفعتني لتحدي ظروف الحياة، ودافع الاعتماد على الذات هو الذي جعلني أكثر عطاء وحبا للعمل أيا كان نوعه».
ويضيف «كان للعمل دوره الهام بزيادة ثقتي بالنفس وبتعرفي على المجتمع، إضافة إلى أنني تمكنت بواسطته من تحسين مستواي المادي والابتعاد عن نمط الحياة التي يعيشها الكثير من ذوي الاحتياجات المختلفة».
ويدعو جهاد الشباب من ذوي الاحتياجات المختلفة بالمبادرة لممارسة العمل أيا كان نوعه، لأنه الوسيلة الذي تمكنهم من تحدي ظروفهم واحتياجاتهم المختلفة، إلى جانب أنه الطريق الذي يجعلهم أعضاء منتجين في المجتمع.
وثمن هذا التوجه من قبل المفوضية وما بذلته من جهود مختلفة تمثلت بإشراك هذه الفئة بالعمل بهدف مساعدتها وتمكينها.
ولم يكن جهاد سوى واحد من هؤلاء العاملين الذين حالت ظروف البعض منهم والمتعلقة بضعف السمع والنطق من لقائهم.
ويرى رئيس قسم الرقابة والتفتيش البيئي في مفوضية البترا المهندس عيسى الحسنات أن هذه الفئة من الموظفين والذين غالبا ما يعملون في مجالات الزراعة والنظافة تمكنوا من التغلب على ثقافة العيب وظروف الإعاقة على اختلافها حتى أصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع.
وأشار إلى أنهم يتميزون بإنتاجية مميزة من خلال رغبتهم بإثبات ذاتهم في مختلف الأعمال.
ولفت إلى أن السلطة حرصت على دمجهم في المجتمع وتوفير كافة الظروف التي تمكنهم من الاستمرارية في العمل.
من جانبه بين المفوض لشؤون تنمية المجتمع والبيئة الدكتور محمد الفرجات أن إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة في العمل جاء كجزء من الرسالة التنموية للسلطة وكجانب من الوقوف إلى جانب هذه الفئة لتمكينها من تحقيق الذات، وللحد من نسب الفقر والبطالة في اللواء.
ويؤكد بأن العاملين من ذوي الاحتياجات المختلفة تمكنوا من إثبات دورهم في العمل والتنمية أمام المجتمع وزوار المدينة.
وفي السياق ذاته أوضح بأن المفوضية تحرص على إشراك فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة النشاطات التي تقوم بها، إلى جانب دعمها للعديد من المبادرات المتعلقة بهم.
رئيس سلطة إقليم البترا التنموي السياحي بالإنابة المهندس محمد أبو الغنم أكد من جانبه أنه بالنظر إلى قانون السلطة المتضمن لدورها التنموي، وعملا بالتوجيهات الملكية والحكومية بتخفيف نسب الفقر والبطالة فقد تبنت هذه المبادرة الهادفة للوقوف إلى جانب هذه الفئة من المجتمع.
المفضلات