ناهدة جابر اللبدي - هكذا هي الأيام تمر بنا كمرور القطار.. وهاهي السنة قد شارفت على الانتهاء ومضت من عمرنا وكأن الزمن بات يمر بأسرع مما نتصور ولم نشعر كيف ابتدأ العام وكيف غادرنامسرعاً..
أيام عشناها بحلوها ومرها, فهل ندرك عدد اللحظات الجميلة التي مررنا بها؟ وهل ندرك الأوقات الحزينة والعصيبة التي عشناها؟... كثيرة الكلمات التي خرجت من القلب وكثيرة التي ندمنا على قولها لذلك لابد أن نضع ذاتنا موضع الحوار والمسؤولية على ماقدمناه طيلة هذا العام, ليس من أجل الشعور بالذنب بل من أجل إعادة بناء الذات وتقييمها وبرمجتها ومعرفة مواطن القوة, فليس المهم ماأنجزناه بقدر ماهو مهم ماذا أنجزنا؟ وكيف ؟
فمن خلال المواجهة الصادقة مع النفس سوف تتضح لنا تصوراتنا وطموحاتنا وآمالنا المستقبلية,مع شروق شمس عام جديد، فلندع أشعتها تخترق روحنا وتضيئنا ونستعن بالله تعالى في كل أحوالنا وأمورنا وننزع كل مافي قلبنا من مخاوف ونتسلح بالإيمان والصبر ونستحضر مشاعر المحبة والإخلاص والوفاء والتسامح والصفاء للحياة وللآخرين، ونفكر في كل ماهو جميل وكل ماهو خير ونفكر في ماذا سوف نقدم في هذا العام للآخرين قبل أن نفكر في ماذا سنأخذ منهم؟
على ابواب عام جديد فلننظر الى أنفسنا وما بداخلها في المرآة بحب فهي من المؤكد أنها تحمل كماً من الجمال والقوى الكامنة الإيجابية فلنعمل على إخراجها وإستغلالها بما يفيد لإعمار الأرض وإصلاحها وبناء غد مشرق مفعم بالإنسانية والخير وإيثار النفس للغير,و لتكن لنا بصمة مميزة في هذا العام من الإنجازات والنجاح والتميز والتغيير الإيجابي.
لنكن في العام الجديد ,ممن يعيدون للنفس روحها الضائعة ونكون موانئ لها تشتاق لرؤياهم بإدخال السعادة الحقيقية لها، فالسعادة الحقيقية تكمن في داخل النفس وليس خارجها. وليس أجمل من أن نبتسم رغم مامضى ورغم الصعاب ورغم الألم ومايُبقينا غير الأمل في أن تكون أحلى وأجمل....
وكما يقول الهادي آدم:
وغدا ًتأتلق الجنة أنهارا ًوظلا ً
وغدا ً ننسى فلا نأسى على ماض تولى
قد يكون الغيب حلوا ً...إنما الحاضر أحلى...
المفضلات