سهير بشناق - أيام قليلة ويعود الطلاب لمدارسهم ؛بعد عطلة صيفية لا تخلو من وجود اختلال وتغير في نمط واسلوب حياتهم سواء في عدم الانتظام بمواعيد محددة للنوم، الى المبالغة بالسهر ومشاهدة التلفاز وقضاء اوقات طويلة في العاب الكمبيوتر ووسائل الترفيه الالكترونية الاخرى .
حيث سيواجه الطلاب صعوبة في التاقلم، من جديد في الايام الاولى من بدء العام الدراسي وهي صعوبة تحتاج الى تشجيع ودعم الاسر لابنائها خاصة بعد انتهاء العطلة الصيفية التي تعتبر الاطول خلال العام الدراسي .
الأيام الأولى في المدرسة
الايام الاولى في المدارس ليست سهلة على الطلاب وعلى الاسر وعلى المعلمين ، فمن واجبهم ان يتحلوا بالصبر ويتبعوا اساليب ايجابية في استقبال الطلاب خاصة الصغار منهم ، حيث يتكررفي هذه الأيام مشاهد تبقى عالقة في اذهان الاباء والامهات بالدرجة الاولى ، فبكاء الاطفال وتمسكهم بايدي امهاتهم خائفين من تجربة جديدة بحياتهم ، وتجربة الطلاب الذين انتقلوا من مدرسة لاخرى هي تجربة ايضا تتطلب الدعم والتشجيع لانهم يلتحقون في بيئة جديدة كل ما فيها جديد .
كل هذه المشاهد تترافق مع بدء العام الدراسي لتشكل قلقا عند الاسر على ابنائهم بما يرافقها من تجهيزات ومتطلبات قبل بدء العام الدراسي ، فالتعامل مع الابناء قبل بدء العام الدراسي وخاصة الصغار منهم وترغبيهم بالمدرسة واعادتهم الى نمط الحياة المدرسية من الالتزام بالنوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا والعودة للدراسة جمعيها مسؤولية الاهل التي احيانا لا يتم التعامل معها بجدية اضافة الى عدم تفهمهم لمخاوف ابنائهم وقلقهم من بدء العام الدراسي الجديد .
تغير نمط الحياة
اخصائية تربية طفل ايمان الضامن اشارت الى اهمية تعويد الابناء على تغيير نمط حياتهم اثناء العطلة الصيفية قبل بدء العام الدراسي واهمها الذهاب للنوم مبكرا وتخفيض ساعات السهر بشكل واضح ليتمكنوا من استقبال اول ايام العام الدراسي دون تعب وحاجة ماسة للنوم .
واضافت : ان الطلاب الصغار في المراحل الاساسية الاولى واطفال الروضه يجب التعامل معهم بطريقة خاصة تقوم على تفهم مخاوفهم وتشجيعهم على الذهاب للمدرسة خاصة وانهم يخافون الابتعاد عن امهاتهم او تغير نمط يومهم اليومي .
مشيرة الى ان الاطفال في مرحلة الروضة والصف الاول ابتدائي يجب ان يتم التعامل معهم من قبل الاسرة والمعلمين بطريقة خاصة تنطلق من تفهم تجربتهم وتفهم مخاوفهم وقلقهم من الابتعاد عن امهاتهم .
سلوك طبيعي
واشارت الى ان بكاء الاطفال في الايام الاولى من العام الدراسي سلوك طبيعي منهم ورفضهم الذهاب للمدرسة والابتعاد عن الامهات ايضا امر متوقع مشيرة الى ان هذه السلوكيات سوف تنتهي عندما يتعود الطفل على فكرة الذهاب للمدرسة ويتقبل ابتعاده عن والديه واسرته ويبدا بتكوين صداقات ستشكل محورا هاما في تجربته هذه .
ودعت الضامن الاسر الى اشراك ابنائها الذين التحقوا بالمدارس منذ سنوات في تشجيع ابنائها الصغار الذين يلتحقون بالمدرسة للمرة الاولى وتشجيعهم على ذلك .
ويلعب المعلم دورا هاما في حياة الطالب فمنذ اليوم الاول للمدرسة يتاثر الطالب بسلوك المعلم وينعكس هذا الامر على رغبته بالذهاب للمدرسة فان كان المعلم قادرا على جذب الطالب والتعامل معه تعاملا مرضيا زرع في نفسه مشاعر الرضا والاطمئنان وان انتهج المعلم اساليب اخرى فان الطالب سيشعر بالخوف والقلق .
دور المعلم
وفي هذا المجال اشارت الضامن الى دور المعلم في حياة كل طالب مؤكدة على اهمية تخصيص اليوم الاول من العام الدراسي في الحديث مع الطلاب والتعرف عليهم والابتعاد عن التوتر او الحديث بصوت مرتفع مع اي طالب مهما اختفلت مرحلته الدراسية ليكون قادرا على بناء لغة من الحوار والتواصل مع الطلاب وليشعر الطالب ان المعلم انسان محبب لديه .
فالطلاب هم النور الذي ينير دروب ابائهم وامهاتهم و بهم ولاجلهم يتحملون مصاعب الحياة ويختارون لهم الافضل يحرصون على ان يعيشوا كل لحظة بحب وعطف يتجنبون تعريضهم لاي اساءة لفظية او جسدية يعدلون سلوكياتهم الخاطئة لكنهم يبادرون لمسح دموعهم لانهم لا يتحملون رؤية دموعهم .
المكان الأمن
فلتكن المدرسة المكان الامن لهم لا يتعلمون فقط الحروف، بل يتعلمون كل ما هو ايجابي سواء بتعاملهم مع المعلم او الاخرين ، وليكن المعلم الاب ولتكن المعلمة الام التي تدرك ان اي طالب هو امانة لم يات للمدرسة كي تهان كرامته وتضعف شخصيته او يتعرض لاي اساءة .
ليدركوا ان الاطفال كالاوراق البيضاء الكبار يكتبون حروفهم على صفحاتهم ومنها ينطلق الصغار فالاستماع للطالب تعليمه:
- ان يفكر.
- وان يسال.
-وان يجرب عناوين لانطلاقة صحيحة.
فالطالب بنهاية المطاف ليس جهاز حاسوب يتلقى فقط المعلومات فهو انسان يفكر ويخطىء وقد يعاني من سلوكيات تتطلب معلما متفهما قادرا على تصحيحه واستثمار اي جوانب ايجابية بالطالب قد يتمكن من الابداع .
فلنسقبلهم وقلوبنا مفتوحة اليهم فبالحب فقط يمكننا ان ننجح وان نرسم اجمل لوحات النجاح ومن احب المعلم احب مدرسته وسعى لان يكون الافضل؛ شريطة ان نوفر له بيئة مدرسية حقيقية تبدا من ادارات المدارس وحرصها على طلابها وانتهاءا بالمعلم الذي يتعامل مع الطالب بشكل مباشر .
المفضلات