(وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ
يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ
وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَامِ)
ولقوله عز وجل
(وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودٰتٍ)
بقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
يقول: الله أكبر الله، أكبر الله أكبر كبيراً
ويسن الجهر بها إعلاناً لذكر الله وشكره وإظهاراً لشعائره
أما العيد والفرح فيه فهو من محاسن هذا الدين وشرائعه
فعن أنس قال: قدم النبي ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال
((قدمت عليكم، ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية
وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم النحر ويوم الفطر))
أحمد وأبو داود والنسائي
ويستحب للمسلم التجمل في العيد بلبس الحسن من الثياب والتطيب في غير إسراف
وصلاة العيد المسلمون يجتمعون لها مثل الجمعة
وقد شرع فيها التكبير
.سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمس في الثانية
ويستحب في عيد الأضحى أن لا يأكل إلا بعد صلاة العيد ويستحب للمصلي
يوم العيد أن يأتي من طريق و يعود من طريق آخر اقتداءاً بالنبي
فعن جابر قال: (كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق)
البخاري
ويستحب له الخروج ماشياً إن تيسر ويكثر من التكبير حتى يحضر الإمام
وأيام العيد ليست أيام غفلة
بل هي أيام عبادة وشكر
والمؤمن يتقلب في أنواع العبادة ومن تلك العبادات التي يحبها الله تعالى ويرضاها
صلة الأرحام وزيارة الأقارب وترك التباغض والتحاسد
والعطف على المساكين والأيتام
وإدخال السرور على اهلكم وابنائكم وجيرانكم
ومواساة الفقراء وتفقد المحتاجين من الأقارب والجيران
ومن شعائر يوم العيد ذبح الأضاحي تقرباً إلى الله عز وجل لقوله سبحانه
(فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَر)ْ
. ويقول سبحانه:
( وَٱلْبُدْنَ جَعَلْنَـٰهَا لَكُمْ مّن شَعَـٰئِرِ ٱللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا
صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا
وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ كَذٰلِكَ سَخَّرْنَـٰهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
وجعلها من شعائره. ثم بين سبحانه الحكمة من ذبح الأضاحي والهدايا بقوله
(لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ
لِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ)
فإن الخالق الله تعالى الرازق فلا يناله شيء من لحومها ولا دمائها
لأنه تعالى هو الغني عما سواه، وإنما العبد يناله الأجر والثواب بالإخلاص فيها
والاحتساب والنية الصالحة
ولهذا قال
(وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ)
ولذا كان على المسلم أن يستشعر في ذبح الأضاحي التقرب والإخلاص لله تعالى
بعيداً عن الرياء والسمعة والمباهاة
وامتثالاً لقوله سبحانه
:
( قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ)
وللأضحية شروط لا بد من توفرها
منها السلامة من العيوب التي وردت في السنة
وقد بين العلماء هذه العيوب مفصلة
ومن شروطها أن يكون الذبح في الوقت المحدد له
وهو من انتهاء صلاة العيد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق
وهو اليوم الثالث عشر
والمقام لا يسع للتفصيل في ذلك
وينبغي أن لاينسى المسلمون أخوان لهم تحت ظلم الأحتلال
وخطر الحرب وأيتام وأرامل غيب الهم والحزن عنهم فرحة العيد
، فنسأل الله تعالى أن يفرج عن الأمة شر ما نتخوف منه
وأن يعيد علينا العيد بالنصر والعزة والأمان
وكل عام وأنتم بخير
المفضلات