ملحق الثقافة
قصائد
(1)
الضوءُ الآتي من بعيد
يلْتمعُ فوق الجدران المطفأة
بهدوء..
ولكن، مَن يدري
قد تكفي أغنيةُ الضوء الشاحب
كي توقظَ الأغنيةَ المصلوبَةَ
فوقَ الجدران
قد تكفي
كي أُمسِكَ ذيلَ الزمن الهارب
أُجلِسهُ على الطاولة المتبقّيةِ
وأُحدِّقُ في سُلَّمهِ المنهوبِ
فقدْ أرى شُموعاً
تفْتحُ لي كُوّةً
في جدار وجودي المبهم
أو باباً سماويّاً
في جدارٍ
ينتظرُ الضوءَ الآتي من بعيد
كي يُضيء
بشُحوب
(2)
لنْ تحمِلَهُ كلمةٌ في مرآتِها
ليس في وسْعِ أجراسِها
مهما أنْبَتتْ في المدى
فليَكنْ طليقاً
ليكن انْتفاءَ المسافةِ
بين عينيّ.. والوصول
ذلك المعنى
.. ذلك المعنى
فليكن ثميناً
كما هو
وطليقاً..
ليكن أثراً
يسترسل في زُرْقة الهواء
وَحْدهُ قلبي
مَنْ يراه
وَحْدهُ مَنْ يُقيمُ جَنّتَهُ
فوق الأثر
ذلك.. الأثر
.....
(3)
حتى تلك الدرب
الصاعدةُ نحو تلالي الصغيرة
تلالي القديمة
تضيعُ منّي
مِن وُعُورةٍ أحملُها فوق قدميَّ
أينما سِرتُ
أنا الحببيسةُ خارجَ أُغنيةٍ
تلِدُ أيّامي
.....
ماذا أفعلُ بِسَيْلِ الأمكِنةِ
المتوقّفِ خلْفَ الباب؟
(4)
بعيداً عن بيتي
بعيداً عن مدينتي
بمدنٍ وسحاب
ها أنا
مرّةً بعد مرّة
أقفُ خلفَ نوافذَ لا تعرفني
لا أرى سوى المشاهدِ ذاتها
لنافذتي النائمةِ في بيتي البعيد
وهذا يجْرَحني قليلاً
ولا يفاجِئني
يفاجئني حين أعودُ
كمْ تراكمَ فوقَ زجاج نافذتي
غبار
.....
* مريم شريف
المفضلات