إضطراب النوم النفسي... اعراضه واسبابه
د. محمد عبد الكريم الشوبكي -مستشار الأمراض النفسية والعصبية - من المعروف أن الأرق يشكل أكثر الأعراض التي يعانيها الأفراد في المجتمعات المختلفة. وهو يعتبر عرضاً مرضياً نفسياً عندما يكون متكرراً لمدة تزيد عن اسبوعين ولا يوجد له سبب عضوي أوأسباب أو ظروف بيئية ضاغطة نفسياً ، ويكون له أنماط متنوعة سواءً تأخر الدخول في بداية النوم لفترة طويلة ، أو حصول الأحلام المزعجة أو تقطع النوم او اليقظة المبكرة أو النوم السطحي غير العميق .
يرتبط الارق باضطرابات نفسية من أهمها القلق النفسي العام الذي ليس له سبب واضح أو الوسواس القهري أو الإكتئاب أو القلق المسبق في حالات الفزع أو الهلع ، والقلق المقنع المتّسم بالأعراض الجسدية والآلام الجسدية النفسية . وإضطراب النوم عرض دائم للعديد من الإضطرابات الوجدانية والأمراض الذهانيةA المتنوعة كالهوس والفصام ، والخرف المبكر بسبب تلف القشرة الدماغية أما الأسباب العضوية فتتمثل بالأمراض المزمنة مثل داء السكري ، والكلى ، و أمراض الغدد ، والقلب ، والرئة ، والمفاصل ، وأمراض الجهاز الهضمي .
وهناك الأسباب البيئية مثل النيكوتين والكافئين الموجودة في التبغ والقهوة ومشتقاتها وبعض الحلويات والمشروبات الغازية وايضاً الكحول والمخدرات بأنواعها المختلفة ، والإعتياد على بعض أنواع العقاقير . ولإضطراب النوم آثار نفسية سواءً كان السبب نفسياً أو بيئياً أو نتيجة لمرض عضوي يعانيه الفرد حيث يضطرب المزاج ليصبح متكدراً ، ويقل التركيز ، ويبدأ الشعور بالإجهاد ، وإضطراب الشهية للطعام ، وتدن في الدافعية لممارسة النشاطات اليومية الإعتيادية ، مع إرتفاع التوتر النفسي وسهولة الإستثارة والعصبية ، وتدني القدرة على تحمّل أعباء الحياة الإعتيادية وتدن الإستمتاع وروح المبادرة ، وظهور السلوك الإندفاعي ، وتدني القدرات الذهنية واختلال ما يتبع ذلك من مجالات التعلم أو العمل أو التفكير المنطقي وإضطراب العلاقات الإجتماعية .
أما عند الأطفال فإن أهم أسباب الأرق هي القلق وغالباً ما يحدث عن سوء العلاقات العائلية وسوء العلاقات مع الأقران، واستخدام وسائل التهديد والوعيد كأسلوب تربوي والعنف الأسري وما يقع على الطفل من إضطهاد جسدي أو لفظي أو معنوي. اضافة الى داء إضطراب الحركة الزائدة ، وحالات الفزع والمخاوف خاصة رهاب الإمتحانات رهاب المدرسة أو الكآبة الإنفعالية .
ومن الممارسات الخاطئة للأشخاص الذين يعانون من الأرق ، كثرة التدخين أو إحتساء القهوة ومشتقاتها أو المشروبات الغازية أوتناول بعض أنواع الشكولاتة التي تحوي مادة النيكوتين والكافئين والتي تزيد من حالة الأرق سوءا والعلاج يعتمد على تشخيص الحالة المرضية المسببة للأرق ، ولا تعطى لها المهدئات أو المنوّمات التي تؤدي إلى الإدمان أو التعود والإكتئاب .
المفضلات