في كل عام وفي نفس الموعد تنطلق ملايين الطيور – وخاصة في نصف الكرة الشمالي – في رحلة شاقة وطويلة
متجهة إلى نصف الكرة الجنوبي ، فقارات النصف الشمالي ( أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية ) تشهد هذه الهجرة التي تنتهي بعد أن تتجاوز الطيور خط الاستواء ؛ غالباً بأمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا ، فإذا حل الربيع عادت أدراجها
برحلة معاكسة إلى مواطنها الأصلية من أجل التزاوج وإنتاج الفراخ .
لم يشغل بال علماء الطيور مثل ما شغلتهم هذه الهجرة الغريبة ؛ إذ إن الطيور حافظت على هجرتها منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا . فانبرى العلماء للإجابة على أسئلة مثل : كيف تعرف الطيور حلول وقت الهجرة ؟ ولماذا تهاجر الطيور ؟ وإلى أين تذهب ؟ وكيف تعرف طريقها ؟ إلخ من الأسئلة التي لا تزال سراً من الأسرار يكتنفه الكثير من الغموض .
لقد لاحظ هؤلاء العلماء أن الطيور وحتى التي لم تهاجر أبداً ( الفراخ ) عندما يحين وقت الهجرة معتمدة على ما يعرف بالساعة البيولوجية التي زودها الخالق عز وجل بها تنطلق في أسراب ناحية الجنوب علماً بأنها لم يسبق أن مرت بهذه التجربة مما جعلهم يعتقدون أن هناك جينات ورثتها من الآباء تحدوها إلى القيام بهذه الرحلة .
قبل موعد الهجرة تقوم الطيور بكافة أنواعها بتبديل الريش فيتساقط القديم ويحل بدلاً منه ريش جديد غير متقصف أو
متكسر ، كما أن الطيور تنفتح شهيتها – قبل الهجرة – فتقبل على الغذاء بشكل غير معتاد وبنهم عجيب مما يزيد في
وزنها إلى الضعف في بعض الطيور ، تخزن الكثير من الدهون، هذه الدهون تتحول إلى طاقة تواجه بها مشاق الرحلة الطويلة جداً؛ لذلك فإن الطائر الضعيف لا يهاجر، وإن هاجر فإنه ينفق قبل محطة الوصول .
عندما يبدأ طول النهار بالتغير فإن الطيور تتأثر بذلك ، ولعل أهم تأثير في هذا الجانب هو الغدد التي تفرز الدهون في جسم الطائر مكونة طبقة دهنية تغطي جسمه ، كما أن تبدل الضوء يولد حافزاً للهجرة ، وهذا يفسر سر انتظام الهجرة
في وقت دقيق ومحدد من كل عام .
الكثير من الطيور تهاجر ليلاً والبعض الآخر مثل الجوارح تهاجر نهاراً ، وتختلف المسافة والسرعة من طائر إلى آخر فبعض الطيور تقطع مسافة 2700 كيلومتر في طيران مستمر يستغرق 60 ساعة ( يومين ونصف) ، وبعض الطيور تقطع مسافة 14.000 كيلومتر ، والبعض الآخر يسافر لمسافة تصل إلى 16.000 كيلومتر ، أما أطول رحلة سجلت للطيور فهي 22.000 كيلومتر من المحيط المتجمد الشمالي إلى جنوب أفريقيا ، والغريب في هذا الأمر أن الطيور التي تكون مناطق تزاوجها أبعد شمالاً تكون محطة الوصول الأبعد جنوباً والعكس صحيح .
كما أن الارتفاع والسرعة تختلف من طائر إلى آخر ؛ فمنها ما يحلق على ارتفاع 950 متراً و1600 متر و 4.000 متر وقد تحلق على ارتفاع 6.000 متر ، وبسرعات تتفاوت بين 45 إلى 100 كيلومتر في الساعة .
كيف تهتدي الطيور أثناء هجرت ؟
إن أكثر ما يثير الانتباه في الهجرة هو عودة الطيور المهاجرة إلى المكان الذي قضت فيه فترة التفريخ أو الشتاء بعد
سفرة طويلة تمتد إلى الآلاف من الكيلومترات فوق الجبال والصحارى والمسطحات المائية الشاسعة .
منقول ,,,, سبحان الله الذي لا أله ألا هو والذي علمهاكل هذه الامور
المفضلات