الرياض - هاني الصفيان
أبدى عدد من الأمهات تخوفهن من أن يؤدي قيام وزارة التجارة بإدراج حليب الأطفال ضمن السلع التموينية وإخضاعه لتسعيرة محددة، والضغط لتخفيض أسعاره إلى خفض جودته ولجوء الشركات لطرق لا تخدم المستهلك لتقليل خسائرها، مؤكدين أن ذلك الأمر جعلهن في قلق وخوف على صحة أطفالهن.
تقول نوف المحمدي لـ"العربية.نت"، لا أحد ينكر أن مستوى جودة المنتجات الموجودة في المملكة عال جدا، حيث إن الغالبية العظمى منها مصنعة في دول عريقة ولها باع طويل ولا أظن أننا نرغب في أن نغامر بضغط الأسعار حتى لا تبدأ الشركات العالمية بتغيير مصادرها الحالية إلى مصادر رخيصة أقل جودة (الصين أو شرق آسيا بدلاً من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة حاليا)، وهذا حتما سوف يمس جودة الحليب ولنا في حادثة التحايل وغش حليب الأطفال بمادة الميلامين المضرة في الحليب المصنع في الصين (والتي أدت إلى تسمم ما يقرب 300 ألف طفل توفي عدد منهم بفشل كلوي حاد).
وطالبت الجهات المسؤولة بتكثيف الرقابة على منتجات حليب الأطفال، ووضع آليات رقابة صارمة قبل دخولها إلى السوق وتوزيعها على المحلات، لأن الأمر مرتبط بالأطفال.
منيرة الزهراني رحبت بحملة تخفيض أسعار حليب الأطفال، لكنها أكدت في الوقت نفسه على ضرورة أن يعقب ذلك تشديد الرقابة على المنتج، وقالت "سمعت أن القرار سيؤدي إلى خفض جودة المنتج، لأن الأسعار الحالية ربما لا تغطي مع الشركات وخصوصاً الكبرى، لذلك ستضطر إلى أن تتخذ عدداً من الأساليب التي تعوض بها خسارتها، لذلك ولضمان الجودة وخوفاً من انقطاع الحليب من السوق قمت بشراء وتخزين حليب يغطي حاجة ابني لسنة كاملة ".
أما سارا القحطاني فأوضحت "أن ضمان جودة حليب الطفل وسلامته من الأمور المهمة، لأن ذلك مرتبط بصحة الأطفال، وذكرت أن تخفيض جودته سيؤثر على صحة الأطفال، وسيؤدي إلى نتائج صحية عكسية، مطالبة الجهات المسؤولة بعدم المجازفة على حساب صحة أبنائنا، لأن ذلك سينعكس قطعاً على جودة المنتج مبدية تخوفها من أن تصل إلى السوق السعودي أنواع رديئة من الحليب بدلاً عن التي كانت ترد سابقاً".
وتابعت "لنا في سوق الأجهزة الكهربائية وتخفيض أسعارها لجلب المشتري خير شاهد، أدى إلى اختفاء الجودة في معظم المنتجات وامتلأت الأسواق بالمنتجات الصينية الرديئة ولا أدل على ذلك من لوحات توزيع الكهرباء الرديئة التي تسببت في عدد من حوادث الحريق ليتبعها تحذيرات المواصفات والمقاييس والتجارة ولكن بعد فوات الأوان".
من جهته أكد استشاري الأطفال حديثي الولادة ورئيس وحدة الأطفال حديث الولادة بالمستشفى الجامعي الدكتور سعد الصاعدي على أهمية الرضاعة الطبيعية وأنها أساس الصحة السليمة للطفل.
وطالب الأمهات بالحرص على الرضاعة الطبيعية وعدم التأثر بما يقدم من ترويج لبدائل الحليب الطبيعي. وأضاف أن اعتقاد الأمهات أن حليبهن لا يكفي وكذلك انخفاض أسعار بدائل الحليب، يجعل الأم تتساهل في تقديمة لابنها كبديل لحليبها.
وأضاف الصاعدي "لأن ما يحصل من تخفيضها وتثبيت الأسعار من دون مراعاة لكل العوامل المؤثرة سيؤدي تدريجيا إلى انسحاب الشركات الحالية ودخول منتجات أقل جودة وبالأخير أطفالنا هم من سيدفع ثمن هذه السياسة".
المفضلات