عمان - رويدا السعايدة - شكا عدد من المواطنين الأزمات المرورية الخانقة التي تسببها مواكب الخريجين ،في الوقت الذي بدأت فيه الجامعات تخريج أفواجها ،وطالبوا بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة بحق كل شخص يتسبب بخلق الأزمات ،إضافة إلى الخطورة العالية التي يسببها بعض الشباب بطريقة لا مبالية في قيادة المركبات .
لا مبالاة
وقال حامد العبادي «موظف» ان ما يقوم به بعض الشباب من تصرفات لا مسؤولة يشكل خطرا كبيرا على حياة المارة ،وخاصة عندما يقودون السيارات بطريقة مزعجة وغير آمنة ،مؤكدا على ان الظاهرة ليست جديدة على مجتمعنا ،وتكرارها كل عام مع بداية انطلاق مواسم التخرج للجامعات ، ضاربين بعرض الحائط جميع التنبيهات والإرشادات والضوابط القانونية التي تمنع مثل هذا التصرف.
وعبر امجد النسور عن أسفه الشديد مما يقوم به بعض الشباب من إغلاق الطرق العامة وتعطيل مصالح المواطنين وعدم الالتزام بالقواعد المرورية ،مؤكد انه علق على الحزام الدائري لمدة ثلاث ساعات ،وحال دون الوصول الى المكان الذي يريد ،وقال مواكب الخريجين تعتبر من ابرز الظواهر الاجتماعية السيئة التي يجب ان يتخلص المجتمع منها بأسرع وقت لما تعود به من اثر سلبي على حركة المواطنين وتعطيل للحياة الطبيعية.
خطورة
ويؤكد علي العربيات الى الخطورة الكبيرة التي يقوم بها الشباب في اثارة الفوضى في الطرق العامة والطرق الفرعية ،إضافة الى قيام بعض المشاركين في تلك المواكب بطلاق الأعيرة النارية من نوافذ المركبات دون أدنى حس للمسؤولية ،الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين .
من جهته ترى أميرة الوشاح ( ربة منزل ) ان ظاهرة مواكب الخريجين تعد اعتداء على حقوق المواطنين في ارتياد الطريق العامة وقضاء مصالحهم ،وأنها تصرفات غير لائقة لطلبة الجامعات ، فاللامبالاة والاعتداء على حقوق الآخرين أصبحت ظاهرة ملفتة للنظر من قبل المشاركين في تلك المواكب .
إسقاطات نفسية
بدوره أكد الاستشاري النفسي والتربوي موسى مطارنة ان ما يحدث في الطريق العام نتيجة لمواكب الخريجين هي عبارة عن إسقاطات نفسية يعاني منها هؤلاء الشباب ؛نتيجة للفراغ الذي أصبح يقتل عقول شبابنا ويتم التنفيس عنه بانفعالات وطرق وسلوكيات غير لائقة وغير صحيحة .
وأضاف : الفراغ الثقافي الكبير لهذا الجيل أصبح ظاهر خطيرة يهدد مجتمعنا ،لما له من اثار سلبية تعود على المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص ،فالتعبير على الفرحة بالنجاح لا يكون بإثارة الفوضى وإغلاق الطرق وتعطيل حياة المواطنين .
وأكد المطارنة ان هذه الظاهرة تأتي نتيجة لسلوك انفعالي غير منضبط من قبل هؤلاء الشباب يعود لأسباب نفسية وسوء في التنشئة الأسرية .
وقال المطارنة أن المعالجة لمثل هكذا سلوك تحتاج الى دراسة موضوعية وتعاضد الجهات المسؤولة ، اذ ان هكذا ظاهرة انما تمس المجتمع عموما، لذا لا بد من الإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بالأمر وذلك من اجل بناء مجتمع الفضيلة والقيم الذي نسعى له والذي يتطلب بدوره تكامل الادوار المختلفة.
وبين المطارنة ان سوء النظام التعليمي المعمول به منذ سنوات طويلة هو السبب الأول لكل ما يجري في مدارسنا وجامعاتنا من عنف وسلوكيات غير أخلاقية،فالنظام التربوي الحالي يمكنه وصفة بنظام عقيم وعفي عليه الزمن وهو بحاجة الى تعديل في أسرع وقت ،لأنه أصبح لا يناسب جيل الشباب الحالي ولا يناسب التغيرات النفسية والتكنولوجية التي يعيشها .
وناشد المطارنة السلطات المسؤولة تشديد الرقابة على الطرقات، ومعاقبة المسؤولين عن تلك الفوضى من اجل القضاء على ظاهرة لا يجب ان تكون في مجتمع متماسك وفاضل.
المفضلات