الحكومة العراقية مازالت داخل النفق المظلم
رغم اجتماعات فيلتمان لحل الأزمة
الحكومة العراقية مازالت داخل النفق المظلم
بغداد - «أ.ف.ب»: تقتصر اجتماعات مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان مع كبار القادة العراقيين حتى الآن على جوجلة الآراء فيما يختص بتشكيل الحكومة التي لا تزال خاضعة لتجاذبات حادة أدخلتها نفقاً مسدوداً. وقال الشيخ جمال البطيخ، القيادي في قائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي: إن المسؤولين الأمريكين لم يتحركوا فعليًّا حتى الآن، يريدون ان تنضج الافكار وان تتعب الكتل السياسية في مفاوضاتها. وأضاف: «لديهم مشاريع توافقية، لكن كل المقترحات التي طرحت رفضتها العراقية، لأننا لا نقبل إلا بحقنا الدستوري في تشكيل الحكومة». وأضاف: "إنهم لا يريدون التأثير، ولذلك ينتظرون لمعرفة أين تنتهي مطالب النخب السياسية حمل فيلتمان عدة احتمالات منها تقاسم السلطة» بين علاوي والتحالف الوطني المنبثق عن الاندماج بين قائمتين شيعيتين. وتابع البطيخ: «لدى الأمريكيين حلول وسطية ومن صالحهم وبأي طريقة تشكيل حكومة، لا يهمهم من يشكلها، على اعتبار أنهم يسعون إلى سحب قواتهم في ظل وجود حكومة في إشارة الى سحب جميع الوحدات القتالية بحلول أول سبتمبر. وختم مؤكدًّا أن «جميع الأطراف متمسكة بمطالبها، وهناك جمود في المفاوضات لدينا قلق على مستقبل العراق من ظاهرة الاستئثار بالسلطة التي مسحت كل مفاهيم الديمقراطية" في إشارة إلى تحالف الأحزاب الشيعية الدينية. وقد انتهت جلسة شكلية للبرلمان، وهو الثاني منذ الاجتياح الامريكي للبلاد ربيع 2003، الاثنين الماضي بابقائها مفتوحة واقتصرت على اداء القسم للنواب الجدد بعد مئة يوم من الانتخابات التشريعية». من جهته، قال النائب عباس البياتي عن قائمة «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي: إن فيلتمان «التقى القائمة وحض على تشكيل حكومة شراكة وطنية من جميع الأطراف الفائزة في الانتخابات». وتابع: «لم يتدخل في التفاصيل لكنه تحدث عن ضرورة الإسراع في الاتفاق بين الكتل السياسية على تشكيل الحكومة لكنه لم يتحدث عن أحقية أي طرف ولم يتطرّق الى حق أي طرف في تشكيل الحكومة وفي مطلع يونيو صادقت المحكمة الاتحادية، ارفع هيئة قضائية في البلاد، على نتائج الانتخابات التي تؤكد فوز علاوي 91 مقعداً، مقابل 89 مقعداً نالها المالكي في حين حصل «الائتلاف الوطني العراقي» على سبعين مقعداً. ويعتبر علاوي تكليفه تشكيل الحكومة حقا دستوريا لكن الاندماج بين «ائتلاف دولة القانون» والائتلاف الوطني العراقي" تحت مسمى "التحالف الوطني" 159 مقعداً سيحرمه من ذلك لأن التحالف أصبح يمثل القوة الرئيسية في البرلمان حالياً. إلا أن الكتلة الشيعية التي يمكنها الاعتماد على دعم الأكراد لنيل غالبية كبيرة في البرلمان، لا تزال تشهد مفاوضات متعثرة للتوصل الى اتفاق على مرشح واحد الى منصب رئيس الوزراء.
وبدوره قال حسين الشعلان وهو من العراقية أيضاً «التقى فيلتمان القائمة العراقية كان اللقاء صريحاً ومحاولة لتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية». وأضاف دون مزيد من التفاصيل: «أوضحنا بدورنا بعض الأمور التي طرحت على فيلتمان من قبل الكيانات الأخرى أكدّنا خلال اللقاء تمسكنا بالحق الدستوري لتشكل الحكومة والأسباب الموجبة لذلك. كما قال النائب البارز عن التحالف الكردستاني محمود عثمان بحسب المعلومات التي وصلتنا، فإن زيارة فيلتمان هدفها الإسراع في تشكيل الحكومة لكنه لم يطرح مشروعاً أو يقترح أمراً خاصًّا. وأضاف: إن المهم للأمريكيين هو تشكيل الحكومة قبل نهاية أغسطس موعدها انسحاب الوحدات القتالية لأنهم يريدون أن يتم ذلك بعد تشكيل الحكومة. وأكد أن زيارته ممكن أن تشكل عاملاً مساعداً لكن الأمور أصبحت معقدة خصوصاً في ما يتعلق بتحديد الكتلة الأكبر وعدم توصل التحالف الوطني حتى الآن إلى معالجة مسالة من هو المرشح الى رئاسة الوزراء. وستبقى جلسة البرلمان مفتوحة لأجل غير محدد حتى الاتفاق على الرئاسات الثلاث، الجمهورية والحكومة ومجلس النواب. وكان البرلمان السابق أبقى العام 2005 جلسته الأولى مفتوحة مدة 41 يوماً. ويتعيّن على البرلمان انتخاب رئيسه ونائبيه والرئيس الجديد للجمهورية الذي يقوم بدوره بتكليف زعيم أكبر كتلة نيابية بتشكيل الحكومة المقبلة. لكن سياسيين ودبلوماسيين يعربون عن اعتقادهم بأن الجمود السياسي في البلد لن ينتهي قبل عدة اسابيع للتوصل الى اتفاق شامل بشأن توزيع المناصب الرئيسية في الدولة».
http://www.raya.com/site/topics/arti...2&parent_id=21
المفضلات