كتب - نادر خطاطبه - لم يقدر « لبلدية اربد الكبرى والحاكمية الادارية « استمرارية الاستحواذ على زمام المبادرة فيما يتصل بالاسواق وتنظيمها ، وتجلى الفلتان الذي تعيشه منطقة وسط المدينة ومناطق اخرى بصورة لم تألفها اربد من قبل في نواحي التنظيم والاعتداءات على الارصفة فبات الوسط التجاري منطقة مغلقة حرية التنظيم والتصرف فيها للباعة انفسهم .
وسياق حالة وتردي واقع تنظيم الاسواق ، بدا واضحا ان سلسلة الاجتماعات التي سبقت الشهر الفضيل « رمضان « ، وضعت خططا محكمة للحيلولة دونه ، اوجعل السوق مرتعا لمن هب ودب تحت شعار « الارتزاق من وراء بسطة « ضاربا بعرض الحائط حقوق العباد في التسوق المريح الذي ينشده كل مواطن .
الخطط والبرامج بداية الشهر اتت اكلها واثبتت نجاعة على الارض استحقت اشادة من المواطن الذي لم يألف اسواق مدينته نظيفة من جهة وتتوافر فيها سهولة الحركة من جهة اخرى لكن ما هي الا بضعة ايام حتى عادت الامور الى اسوأ من سابق عهدها .
ووفق مراقبين لواقع حال الاسواق ان قرارا رسميا او شبه رسمي على ما يبدو اتخذ للتساهل في هذا الجانب وانه – اي القرار – لم يأخذ بالحسبان اي تداعيات سلبية يمكن ان تطال مصالح عشرات الالاف لصالح بضعة باعة غالبيتهم يعملون لحساب ارباب المتاجر والتجارة وتجار الجملة الذين وجدوا في بضائع كاسدة لا تتسم بالحد الادنى من المواصفات والمقاييس الية لترويجها عبر مئات الباعة وغالبيتهم باعة مواسم اي غير ممتهنين لهذه التجارة .
المشهد ، الفوضى ، الفلتان ، الذي عاشته المدينة بعد الاسبوع الاول من رمضان وما زال يتلخص في عربات وبسطات احتلت مساحات غالبية شوارع الوسط التجاري « بغطاء امني « وفر خلاله اغلاقات للشوارع امام حركة المركبات وما لبثت عملية الاغلاقات ان باتت من اختصاص الباعة انفسهم الذين يقررون اغلاق اي شارع يريدون على مرأى ومسمع جهات الرقابة والمسؤولية !!
واللافت ان هكذا ممارسات افضت الى سلبيات عديدة فالمريض الذي ينشد مختبرا للفحوصات الطبية او طبيبا ممن اعتاد التداوي لديه ويقع مكانه في وسط المدينة بات عاجز عن الوصول اليه ، وسط هكذا حال ، واي جدال مع من وفر الغطاء لا جدوى منه بحجة تنظيم الحراك المروري ، وان كان مع اصحاب البسطات والباعة بغرض افساح المجال لمركبة لتنزل هرما امام عيادة طبيب ، لا بد وان يفضي الى مشاجرة ناهيك عن الالفاظ الخادشة للحياء العام وسط الزحام .
والشجار بين الباعة والمواطن حالة ، والمشاجرات بين الباعة انفسهم حالة اخرى افضت اخيرا الى اطلاق اعيرة نارية في منطقة سوق البخارية وطعنات بسيوف ليتجسد في « المناطق المحتلة من الباعة « بغرض الرزق ، حالة من ساحات الحرب ، والا ، فما هي الغاية من تسلّح بسطة بسلاح ناري او ابيض ، وذلك كله يحدث فيما اجتماعات البلدية والحاكمية الادارية والاجهزة الامنية تروج لمصطلح التسوق المريح والامن للمواطن !!
حالة الاسواق وفلتانها ، في ظل وعود مارستها الجهات المسؤولة بمعالجتها ، تؤكد ان ارادة الحل غير متوفرة ، بدلالة ان احكام القبضة مدة اسبوع على اسواق المدينة افضت الى نتيجة ايجابية ، سرعان ما خبى بريقها لاسباب لا نعلمها فكانت النتيجة فوضى الفتها المدينة في هكذا مواسم لكن ليس بهذا الحجم والقوة .
واقع حال اسواق المدينة وترديه بات يفرض على الجهات التنظيمية المسؤولة ان تعلن اما عدم قدرتها على المعالجة ، وتفسح المجال لمن هو اقدر منها، او ان تبرر ما يجري ولربما هناك سبب نجهله؟.
المفضلات