نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير إسرائيلي قوله إن تل أبيب سترفض بيان الرباعية الدولية إذا تضمن ما أسماه الشروط الفلسطينية للدخول في المفاوضات المباشرة، في حين أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية أن الموقف الرسمي الفلسطيني سيصدر بعد بيان الرباعية.
وبحسب الوزير الإسرائيلي فإن إسرائيل ستنتظر البيان الأميركي المتوقع صدوره بعد أيام من صدور بيان الرباعية اليوم الاثنين أو يوم غد.
وكانت هيئة الوزراء السبعة الإسرائيلية قد بحثت الموقف الإسرائيلي من العودة إلى المفاوضات المباشرة على خلفية بيان الرباعية المتوقع، وقال أحد المسؤولين المشاركين في الاجتماع إن بيان الرباعية سيكون بمثابة ورقة التوت التي تغطي الشروط الفلسطينية المسبقة ولذلك لن تقبل به إسرائيل، على حد قوله.
وقررت الهيئة مساء أمس الأحد عدم قبول دعوة الرباعية إلى الشروع في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، وأجمع أعضاء الهيئة على ضرورة صدور مثل هذه الدعوة من واشنطن.
وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية فإن الولايات المتحدة سترسل على الأرجح دعوة منفردة إلى كل من إسرائيل والفلسطينيين للبدء في المفاوضات المباشرة بينهما دون شروط مسبقة.
كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية أمس الأحد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لاستئناف المفاوضات المباشرة بأي لحظة لكن دون شروط مسبقة، مشيرة إلى أن إسرائيل ستعقب على بيان الرباعية فور صدوره.
أبو ردينة: هناك تقدم حتى هذه اللحظة (الفرنسية- أرشيف)
موقف السلطة
وكان مسؤول فلسطيني قد صرح السبت الماضي بأن منظمة التحرير الفلسطينية تنتظر قبول إسرائيل مقترح إصدار اللجنة الرباعية الدولية لبيان الإعلان عن الموافقة على الانتقال للمفاوضات المباشرة، مشيرًا إلى أن بيان الرباعية سيحدد مرجعية المفاوضات وجدول أعمالها وسقفها الزمني مع المطالبة بوقف شامل للاستيطان الإسرائيلي.
وقد استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في مقر الرئاسة برام الله ديفد هيل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط لبحث الصيغة النهائية لبيان اللجنة الرباعية بشأن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وقد نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قوله أمس الأحد إن المشاورات واللقاءات الفلسطينية الأميركية ستسمر، مشيرًا إلى أن "هنالك أفكارا طرحت، وهناك تقدما حتى هذه اللحظة".
وأكد أبو ردينة أن الموقف الرسمي الفلسطيني سيصدر بعد صدور بيان الرباعية، مضيفا أن المشاورات ستستمر مع أعضاء اللجنة الرباعية والأشقاء العرب.
ويأمل الفلسطينيون أن يطابق بيان الرباعية إعلانا صدر في مارس/آذار الماضي في موسكو دعا إلى تجميد الاستيطان، وطلب من كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني استئناف محادثات الوضع النهائي بهدف التوصل إلى اتفاق في غضون عامين.
خالد مشعل (يمين) وأحمد جبريل (وسط) وماهر الطاهر أثناء الاجتماع (الأوروبية)
الفصائل ترفض
وكان 11 فصيلاً فلسطينيا يتخذ من دمشق مقرا له قد أعلنوا رفضهم أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
واعتبرت الفصائل في بيان صدر بعد الاجتماع أن قرار العودة إلى المفاوضات المباشرة يحمل نتائج وتداعيات خطيرة على مصالح الشعب الفلسطيني.
وأشار البيان إلى أنه "في الوقت الذي تتصاعد فيه حركة شعوب العالم وقوى التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتزداد عزلة إسرائيل ويشتد الخناق حول كيانها العنصري، يأتي الإصرار على المفاوضات المباشرة لتقديم طوق النجاة لفك العزلة عن هذا الكيان المجرم".
دعوات عربية
وفي الإطار ذاته أعربت جامعة الدول العربية أمس عن أملها في أن تتبنى الرباعية الدولية في اجتماعها المقبل موقفا مناسبا يساعد في إطلاق المفاوضات المباشرة، وأشارت الجامعة إلى أنها تنتظر نتائج جهود الرباعية حيث سيتم تقييم هذه النتائج عند الانتهاء منها.
جاء ذلك أمس الأحد في تصريح صحفي للسفير هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أكد فيه أن المطالب الفلسطينية والعربية محددة وواضحة وترتبط بالمرجعيات الخاصة بعملية السلام والتعامل مع النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بدوره دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية، الدول الكبرى المعنية بالقضية الفلسطينية إلى مؤازرة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة بدلاً من ممارسة الضغوط عليه.
وأعرب العطية عن أمله في أن تعلن اللجنة الرباعية الدولية عن مواقف جديدة تناصر الشعب الفلسطيني في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون إلى المزيد من عمليات التنكيل والحصار الجائر، على حد تعبيره.
المصدر: وكالات
المفضلات