[IMG]http://************/images/stories/st.gaza.casualty.gi.jpg_-1_-1.jpg[/IMG]
رفضت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي." بث مناشدة إنسانية أطلقتها مجموعة منظمات خيرية بريطانية لمساعدة ضحايا غزة بدعوى أن الإعلان قد يقوض الحيادية التي تميز تغطية المؤسسة الإعلامية العملاقة.
ومن المقرر أن تطلق "لجنة الطوارئ للكوارث" - وتضم هيئة الصليب الأحمر البريطاني، وأوكسفام، وأنقذوا الأطفال، إلى جانب عشرة منظمات خيرية أخرى، الإعلان غداً الاثنين.
ورفضت كافة قنوات التلفزة في بريطانية، وبقيادة بي. بي. سي. بث الإعلان، إلا أن المؤسسات الإعلامية الأخرى: القناة الرابعة، والقناة الخامسة، وقناة ITV، تراجعت في مواجهة سيل الانتقادات التي وجهها وزراء وقيادات دينية.
وبرر مدير الهيئة البريطانية، مارك ثومسون، قرار الرفض في بيان نشر على موقعها الإلكتروني السبت: "خلصنا إلى رفض بث إعلان مناشدة مجاني، بصرف النظر عن مدى التشديد في صياغته، دون إمكانية التعرض لخطر تراجع ثقة العامة في حيادية بي. بي. سي. في تغطيتها الأشمل للقصة."
ويطالب دستور الهيئة الحكومية، التي تمولها ضريبة إجبارية تفرضها الحكومة على كل بيت به تلفزيون، تسمى "رخصة التلفزيون Tv Licence" بالحيادية في تغطيتها الإخبارية.
وقررت الهيئة عدم إذاعة المناشدة لتفادي ما قد يبدو كانحياز لجانب في قضية سياسية بالغة حساسية.
وعقب العديد من القراء على تصريحات ثومسون، معظمهم بالإنتقاد، وقال أحدهم: "اعتقد أن الأسباب وراء الوقوف في وجه مساعدة لكارثة إنسانية خطيرة.. مذهل بحق.. كيف يمكن رؤية إرسال مواد غذائية وأدوية ومساكن إلى مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء كعدم حيادية سياسية..؟ هل تعتقد بي. بي. سي. أن الشعب البريطاني بهذا الغباء."
وانبرى آخر للدفاع قائلاً: آخر ما أريد القيام به هو تمويل بي. بي. سي. لبث دعاية "بروباغاندا".. لن أدفع لتذيع المؤسسة مناشدة ذات دوافع سياسية من أجل غزة، التي تديرها حكومة يقر المجتمع الدولي بأنها مجموعة إرهابية(حسب تعبيره) دون شك بعض من تلك المساعدات/الأموال ستذهب إلى حماس... قرار جيد بي. بي. سي."
وإلى ذلك، اتهم أسقف يورك، جون سينتاتمو، الهيئة الإذاعية باتخاذ مواقف انحيازية، مضيفاً: "الخلاف لا يتعلق بالانحيازية بل بشأن إنساني"، وفق "الغارديان."
وبدورها قالت هيزل بليرز، وزيرة الجاليات والحكومة المحلية في بريطانيا: "قرار بي. بي. سي لا يجب أن يشجع العامة عن التبرع لهذه المناشدة المهمة.. وأتمنى أن تعيد الهيئة النظر في قرارها."
وأثار قرار الهيئة الإعلامية مشاعر استياء حتى بين أوساط العاملين فيها، وقال أحد كبار المذيعين بالشبكة لصحيفة الأوبزيرفر: "معظمنا هنا نشعر بان دفاع بي. بي. سي، عن موقفها محزن وهناك مشاعر غضب حقيقي، زاد من تأجيجه بأن عقودنا تقيدنا من الحديث بحرية."
وطالب مراسل الشؤون الخارجية السابق بالهيئة، مارتين بيل، المؤسسة الإعلامية إعادة النظر في قرارها والاعتراف باقتراف خطأ.
وتحدث عن "تسلل ثقافة جبن" إلى داخل المؤسسة البريطانية العريقة، الممولة جزئياً من الحكومة فيما تمول ضريبة "رخصة التلفزيون - Tv licence" برامجها المحلية، ونوه قائلاً "صعقت تماماً.. إنها كارثة إنسانية والأشخاص الذين يعانون هناك من الأطفال."
وقال وزير التنمية الدولية، دوغلاس ألكسندر، إن بي. بي. سي.، اتخذت القرار الخاطئ، وطالبها بمراجعة قرارها، وإدراك "المعاناة الإنسانية الهائلة لسكان القطاع، وإزالة مخاوف تفاقم هذه المعاناة إذا لم تؤخذ على محمل الجد مثل معاناة السكان في أماكن صراع أخرى" وأشاد بموقف القنوات الأخرى التي بثت المناشدة.
وإلى ذلك، أعربت المنظمة الخيرية عن خيبة أملها لرفض بي. بي. سي. إعلان مناشدتها الإنسانية، وقال الناطق باسمها إن الرفض "قد يحد من عدد متلقي المناشدة."
المفضلات