لا ترحلي ..
ليسَ بِدونكِ !
هذه أيامُنا .. مِن أينَ نأتي بِنا مِن جديد لو اتّخذناها ظِهريّا ؟!
حروفنا معاً كوشمٍ على صباحاتِها وكأقمارِ ليلها
بل هي كالكِتابة على لحمٍ يَحتَرِق !
لا شيءَ يوقِفُ ما بِنا ..
لا الحربُ ولا السِّلم ولا الفَقرُ ولا أنواع السيّارات..
ولا إسرافنا في شراء الشيكولاته والملابس والعطور رغم حاجتنا
ولا إتقان إعدادكِ "للمنسف" رغمَ بُغضكِ لهُ، ولا إختلافنا في "24" آذار !
مصلوبان على خَشبةٍ واحدة ..لا فِداءاً لأحدٍ.. وليسَ فيها خلاصَ أحد .. حتّى نحن
و "الحب من غيرِ أمَل، أسمى معاني الغَرام" !
استَمرّي بتنظيفِ جُدران المنزل، وبمزيدٍ من الجُهدِ والدّموع .. هذا يُعطيكِ ذريعَةً للدّموع، فأنتِ مُجهَدَةٌ جِدّاً
سأستَمِرّ أنا بِبَقيّةِ أعمال المنزل .. هذا يُعطيني ذريعةً للشعور بالتكفير عن الذنب واستمرار الثورة ..
كُنتُ أظننا مِن "فرسان التغيير" ..
هذا غير صحيح .. نحنُ مِن الطّابور الخامِس !
ولكن، دعيني أسألك :
هل وصلَ ما بيننا إلى شُعورٍ تحتكرينَهُ أنتِ فقط ؟!
هل تَرينَ أنّهُ مِن الطبيعي في عَلاقتنا أن توصيني –ولو ضِمنياً- على ضرورة الإكتفاء بكِ ؟!!
أنا لا أدري .. هل أسلوب المُراقبة وإشعاري بِرقابتكِ على أنفاسي أمرٌ صحيح !
عليكِ أن تغاري عَليّ أكثر حتّى أحبِّكِ أكثر .. هذه مُعادَلةٌ أحبِّها أحياناً، لكِنّني أقول :
عليكِ أن تؤمني بي أكثر، لأنّكِ تعلين جيّداً أنّني ما كُنتُ لأستطيع أن "أملكَ روحكِ" دون أن أحبِّك !
ففاقد الشيء لا يُعطيه، ولو كنتُ أستطيع أن أفَرّ منكِ لَفَعلت ,, فلا تُرهقي نفسكِ بتتبِّع خُطواتي
فهي لا يُمكنها إلاّ أن تأتي إليكِ أولاً وآخِراً !
ألم أعهد إليكِ أن تفتحي بوابة المُغادرين وأنّي سأجعلُ مِن طبعكِ حريراً، ومِن صلابتكِ ماءاً وورداً ؟
دعي بوابات العُبور مُشرَعةً .. سوف لن يمكث إلاّ مَن تُحبينَ أنتِ .. وهو أنا
لا تجعلي مِن إحساسي بِما تُعانينَهُ أمراً ترتجينه .. فهو ليسَ بِحاجةٍ لأمنياتك
أنا أعيشُ معكِ .. بينَ أنفاسكِ .. وأجري مع شيطانكِ بِمجرى دمكِ
لكِنّي أيضاً، أسبقُ شيطانكِ وشيطاني دائماً وألقِمُهُ حجراً، بِقَدْرِ ما ألقمني هو أيضاً
علاقتنا مع الشيطانِ مكشوفةً له ولنا .. هو يعرفُ حدوده معنا، وإن كان يُحاولُ دائماً أن يَجرّنا إلى قاع الهاوية ..
كم هو لئيم .. لا يكفيه نِصف الهاوية .. يُريدنا في الدّركِ الأسفل !
لكِنّنا في ضَحضاحٍ مِن النار الآن .. ولسوفُ تنطفيء جذوتها عاجِلاً أم آجِلاً .. إنّ ربي لطيفٌ لِما يشاء
لذلك عليكِ أن تَتَريّثي في كُلِّ ما لا يقبل إلاّ الإستعجال .. فهذا يُفقِدهُ صِفةَ الطّيش
دعيه ينضج .. بل يشيخ بيننا
قد يشيخُ المرءُ وهو شاب، كما يشيب الطِّفلُ من الهَلَع
علينا أن نُدركَ أننا "أطفالٌ كِبار" .. أنا أدركَ هذا الآن، ولو مُتأخِّراً
لا أريد أن أقول الآن أكثر من أنّني يزدادُ حُبّي لكِ وإصراري على أنّكِ الأولى بعد جميع النِساء !
وأنّني –حقّاً- أفتقدُكِ .. أكثر مِمّا يصوّر لكِ خيالك المُتعَب .. وظَنّك السيء
وجميلٌ أن تعتادي على "خِفّةَ دمّي وعقلي" مع غيركِ من النِّساء، ما دُمتِ آمنتِ أنّني في أقصى طيشي .. "مُتماسِكٌ جِدّاً" !
هذا إن فرضنا أنّني قد وصلتُ حَدّ تنفيذ الطّيش!
لكِنّكِ تعلمينَ جيّداً أنني أحمِلُ قلبَ عذراء ..
كوني بِخير..ليس كما كنتِ قبل أن تعرفيني، ولا بَعدَ أن أدركتِ عُمقَ حبّي لكِ
المفضلات