حاوره : حسن الأشرف - المصدر: اسلام أون لاين
Monday, March 07, 2011
مستقبل الحركة الإسلامية بعد الثورتين التونسية والمصرية
العثماني: دور الحركة الإسلامية أكبر من المشاركة السياسية
أكد القيادي الإسلامي المغربي الدكتور سعد الدين العثماني أن الثورة في مصر وتونس بالطريقة السلمية التي نهجتها أسقطت فزاعة الإسلاميين، مبرزا أن ما سماه السلوك الراشد للحركة الإسلامية في البلدين معا أفضى بشكل حاسم إلى تفويت الفرص على بعض الجهات التي كانت تحذر من الخطر الإسلامي.
واعتبر رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في حوار مع إسلام أون لاين أن النظام الأمني المنغلق والاستبدادي في هذين البلدين جعل من جماعة الإخوان في مصر وحركة النهضة في تونس منشغلتين بمعركة الوجود والاستمرار أكثر من انشغالهما بالبناء الفكري والتجديد النظري، مشددا على ضرورة أن تستفيد الحركتان مستقبلا من الإنتاج الفقهي والفكري الثري الذي برز في الساحة الإسلامية طيلة العقود الأخيرة، ولو من خارج الجماعات والحركات الإسلامية، والتحلي بالجرأة في القيام بذلك.
وأفاد العثماني أيضا أن حصر دور الحركات الإسلامية في المشاركة السياسية أو عدمها ظلم كبير لمشروعها، وقال إنها نظرة غير واقعية إلى حاجات الأمة اليوم التي تحتاج إلى بناء مجتمع قوي وناهض في إطار هدي الدين.. وفي الحوار قضايا أخرى تتعلق بالحركات الإسلامية بعد ثورتي مصر وتونس..
نص الحوار:
* برأيكم وانطلاقا من تجربتكم كأحد قياديي الحركة الإسلامية بالمغرب كيف تدرك وتتعامل الحركة الإسلامية التونسية والمصرية مع الواقع خاصة السياسي داخليا وخارجيا بعد الثورتين من خلال ما تمتلكه من قدرات، ونقاط ضعفها، وميزتها مقارنة بالقوى السياسية الأخرى، وطبيعة السياق الذي تتحرك فيه.. وهل يمكن تحييد عقباته أو تقليل مستوى تأثيرها؟
** أظن أن السلوك الراشد للحركة الإسلامية كان عاملا أساسيا في تفويت فرص جهات حاولت صرف الأنظار عن حقيقة الثورة والتلويح بالخطر الإسلامي وجعل فزاعة الإسلاميين أداة للتحكم في الأحداث. ولكن واعتمادا على الخبرة الطويلة التي اكتسبتها كل من الحركتين في تونس ومصر في العمل الشعبي والسياسي والمعاناة الطويلة مع الاستبداد، جعلهما تتصرفان بمستوى عال من الوعي واليقظة والنظر البعيد.
والراجح أن العوامل قد اجتمعت اليوم لنشهد تجارب جديدة وتجديدية في المشاركة السياسية بما يغني رصيد الأمة ويمكن من مواجهة أفضل لتحدياتها.. وبخصوص مستقبل الأيام يبدو أن حضور الحركتين في المشهد السياسي سيكون مؤثرا، لكنه في الوقت ذاته سيكون متأنيا ومتريثا، بالنظر لحساسية الوضع داخليا وإقليميا ودوليا.
وقد كان خطاب الحركتين -على تفاوت بينهما- على العموم ومنذ عقود من الزمان خطابا مرنا وناضجا وجامعا، وأظن أنهما في ظل الاستقرار والديمقراطية سيصوغ كل منهما نموذجا متكيفا مع واقعه، مما سيفتح المجال لمشاركة أكثر انسجاما مع حجمهما وقدراتهما وتطلعاتهما.
ومعلوم أن تفاعل حركة النهضة التونسية مع التجربة التركية قوي جدا، وكثير من كتب الأستاذ راشد الغنوشي ترجم منذ سنوات إلى اللغة التركية، كما أن تفاعل حركة الإخوان مع تلك التجربة مقدر ومعتبر. وينتظر أن تقوم الحركتان الإسلاميتان بدور بارز في بلديهما في المرحلة المقبلة لكن وفق تجربة خاصة، لأن كل مجتمع يصوغ تجربته حسب ظروفه وسياقاته.
المشروع الاستراتيجي للحركة الإسلامية
*هل يمكن للحركة الإسلامية بعد الثورتين أن تتبنى مشروعا استراتيجيا لتبديد المخاوف منها والتي رسختها بعض الممارسات من قوى على أرضية إسلامية ومن تضخيم الأنظمة المستبدة "للفزاعة الإسلامية"، خاصة في الملفات الأساسية وهي: التعامل مع الآخر، والمرأة، والديمقراطية، والعنف.
** في الحقيقة إن الثورة في البلدين بالنمط الذي سلكته هي من أسقطت فزاعة الإسلاميين؛ فالنظامان البائدان قد ارتد عليهما الظلم السياسي والأمني الشامل الذي مارساه، والذي عانت منه مختلف طوائف الشعب دون استثناء. فثار الجميع دون تمييز. لكن السلوك الراشد للحركة الإسلامية كان أيضا عاملا أساسيا في تفويت فرص جهات حاولت صرف الأنظار عن حقيقة الثورة والتلويح بالخطر الإسلامي. وقد عملت الحركتان في تونس ومصر بتوجيه رسائل طمأنة قوية فوتت الفرصة على الذين يريدون الاصطياد في الماء العكر.
المفضلات