مطالبة الأجهزة الأمنية بمراقبتها جراء انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات فيها
مقاه في اربد تتحول من ملتقى للسياسيين والمثقفين إلى وكر لأرباب السوابق
الحقيقة الدولية ـ اربد ـ سمير المحامدة
كانت في الماضي مكانا للنخبة من السياسيين والكتاب والنقاد.. المكان الأفضل لطرح الأفكار وتبادل وجهات النظر في العديد من قضايا المنطقة والشأن الداخلي. بيد أن صفة تلك الأماكن أخذت بالتراجع حتى تحولت إلى مكان للعب الورق وشرب النرجيلة.
فلا تزال ذكرى رئيس الوزراء الأسبق وصفي التل عالقة في أذهان الكثيرين من أبناء الوطن واربد بشكل خاص كونه ابن المنطقة السياسي المخضرم والذي طالما التقى في ريعان شبابه ثلة من السياسيين المحنكين في مقاهي اربد.
ورغم أن الحقبة التي ازدهرت فيها لقاءات السياسيين والأحرار كانت تشوبها الأحكام العرفية إلا أنها كانت المكان الأنسب للقاء والتشاور فيما يخص حماية الوطن والذود عنه بكل الأشكال.
وفي العاصمة عمان لازال يذكر العمّانيون لقاء الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وفدا من السياسيين الأردنيين في احد مقاهي وسط البلد حيث بحثوا الأوضاع السياسية التي كانت سائدة في تلك الفترة.
وبين الماضي والحاضر تحولت بعض المقاهي إلى مفاسد للأخلاق حيث يكثر لعب القمار وتعاطي المخدرات الأمر الذي جعلها محط أنظار ومراقبة الأجهزة الأمنية.
المواطن محمد الحمد احد سكان محافظة اربد اعتبر بعض المقاهي الحالية في منطقتهم تشكل خطرا حقيقيا على الأجيال الشابة بسبب تردد أصحاب السوابق عليها بشكل كبير، فضلا عن كونها أصبحت ملاذا للعاطلين عن العمل.
ولفت الحمد إلى النزاعات والمشاجرات التي باتت تكثر في المقاهي بين "الزعران" والذين ليس لهم شغل أو عمل سوى تعكير صفو مرتادي تلك المقاهي.
وأشار إلى الاختلاف الكبير الذي طرأ على مقاهي اربد خلال العقود الأربعة الماضية موضحا أنها كانت في السابق مكانا رائعا للمتعلمين والمثقفين والشعراء بيد أنها الآن تحول البعض منها إلى أوكار ومكان خصب للمنحرفين لتناول الحبوب المخدرة.
وتفاوتت آراء الشباب بخصوص ارتياد المقاهي فالشاب محمود إبراهيم أكد انه لا يفضل الذهاب إلى المقاهي كونها مفسدة للأخلاق ومضيعة للوقت، لافتا إلى تواجد أعداد كبيرة فيها من العاطلين عن العمل والباحثين عن المشاكل.
وبين إبراهيم انه يفضل الذهاب إلى محلات الانترنت لتصفح العديد من المواقع المختلفة التي تثري ثقافة الإنسان وتزيد من علمه ومعرفته بدلا من الجلوس مع "شلة" نصفها من أرباب السوابق.
ويقول علي أسامة محامده انه يذهب مع أصدقائه كل أسبوع مرة لأحد المقاهي ليقضي بعض الوقت من أصدقائه مبررا هذا السلوك بعادة قديمة تعلمها منذ وقت مبكر من عمره.
وأكد المحامدة انه يفضل الذهاب إلى المقاهي ذات السمعة الجيدة لافتا إلى أنها كثيرة حيث يجد فيها بعض المتعة، مشددا في ذات الوقت على ضرورة مراقبة عمل المقاهي كون البعض منها انحرف عن المسار الصحيح.
عمار ياسين ينفي الحكم المعمم على مقاهي اربد وبخاصة تلك الواقعة في شارع الجامعة بأن تكون بصورة سلبية، معتبرا دخول احد المنحرفين إلى المقهى لا يعني بالضرورة أن يكون المقهى ملوثا أو سيئ السمعة.
وبين ياسين أن الخطر يأتي من المقاهي التي تكتظ بالشباب الباحثين عن الجنس واللهو والعبث، كون بعضها يوفر الخلوة للشاب مع الفتاة، وفيها استغلال من حيث الأسعار.
أياد قسيم رجل في الخمسينات عاد بنا إلى المقاهي قبل (30) عاما عندما كانت تمثل مجالس للعلم وملتقى الشعراء، والأدباء، حيث كانت تعتبر مجالس محترمة حيث ساهمت في مزج التنوع الثقافي والاجتماعي.
وأضاف كما ساهمت في تذويب الفروق بين الناس، حيث كان المقهى يحتوي على جهاز راديو٬ ويحتاج لترخيص ورسوم، وهذا الجهاز يمثل مصدرا للأخبار، في حين كان للنساء مجالسهن، وكان الاستقبال كل سبت من أول شهر لقراءة المولد والأذكار، وللتفقد، وأيضا للطبل وللزمر، إلا أن هذه المجالس لم تكن مجالس نميمة وفتنة كما هو حاصل الآن.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ اربد ـ سمير المحامدة- 11.7.2009
المفضلات