قرر الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسال تعزيزات من ثلاثين الف جندي الى افغانستان في عملية انتشار سريعة تتدرج على ستة اشهر على ان يكون وجودهم محدودا بزمن ، حسبما افاد امس مسؤول اميركي قبل ساعات من اعلان اوباما المرتقب عن استراتيجيته الجديدة في افغانستان.
وطبقا للمسؤول الذي طالب عدم كشف اسمه، فان الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدها اوباما تقضي بتسريع المجهود الحربي للتصدي بشكل سريع للتصعيد الحالي في تحركات متمردي طالبان وطمأنة الاميركيين الى ان التزام جنودهم لن يكون الى ما لا نهاية ، في وقت يتراجع بشكل متزايد التأييد الشعبي لهذه الحرب.
وكانت الدول الحليفة للولايات المتحدة استبقت إعلان أوباما استراتيجيته الجديدة التي طال انتظارها بشأن أفغانستان الليلة الماضية، بالتباري حول إعلان مواقفها من تعزيز قواتها في أفغانستان.
ففي برلين قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها لن تتخذ قرارها بشأن تعزيز محتمل للقوات الألمانية في أفغانستان قبل نهاية الشهر المقبل على الأرجح. وأشارت ميركل إلى المؤتمر الدولي حول أفغانستان الذي تستضيفه لندن في الـ 28 من الشهر المقبل. وقالت ميركل إن ألمانيا ستتخذ قرارها عقب هذا المؤتمر لتحدد ما إذا كانت ستقدم مساعي إضافية وشكل هذه المساعي. وأضافت المستشارة الألمانية: “نستمع الآن لرغبات الولايات المتحدة ولكننا لن نتخذ قرارنا هذه الأيام بل بعد مؤتمر أفغانستان”. يذكر أن ألمانيا تشارك حالياً بنحو 4500 جندي ألماني في أفغانستان علاوة على 100 من مدربي الشرطة.
وفي باريس ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الولايات المتحدة طلبت من فرنسا إرسال 1500 جندي إضافي إلى أفغانستان. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة “لوموند” الفرنسية استناداً إلى العديد من المصادر الدبلوماسية أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون طلبت ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته الخميس الماضي مع نظيرها الفرنسي بيرنار كوشنير. وترفض باريس إلى الآن زيادة عدد قواتها الموجودة في أفغانستان والتي يبلغ قوامها في الوقت الراهن 3400 جندي. وفي سياق متصل صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بقوله : “ليس لدينا العزم على البقاء في أفغانستان إلى الأبد”.
الى ذلك اكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاروربية والمبعوث السابق للرئيس الفرنسي الى افغانستان بيار ليلوش امس ان بلاده لن ترسل تعزيزات جديدة الى افغانستان. وجوابا على سؤال لشبكة فرانس 3 حول طلب الولايات المتحدة من فرنسا ارسال 1500 جندي اضافي الى افغانستان ، اجاب الوزير الفرنسي “تعرفون جواب رئيس الجمهورية، انه لا”. وعلق على ارسال بريطانيا 500 جندي اضافي قائلا “هذا شأنهم. لقد قاموا بذلك حتى قبل ان يلقي الرئيس (الاميركي باراك) اوباما خطابه”.
وقال الوزير الفرنسي قبيل اجتماع الجمعية الوطنية “من المؤسف ان الاوروبيين لا يتشاورون جيدا بشان افغانستان”.
من جهته قال رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود إن بلاده ملتزمة بالقتال في أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة على “المدى الطويل”. وجاء تعليق رود أثناء لقائه مع وزيرة الخارجية الاميركية وبعد وقت قصير من اجتماع مماثل مع أوباما. وقال رود “إن استراليا تأخذ تحالفها مع الولايات المتحدة مأخذ الجد وهذا هو السبب في أننا مع أميركا لفترة طويلة في أفغانستان وهذا هو السبب في أننا سنظل معها على المدى الطويل”. وفي سكوبيي أعلن الرئيس المقدوني جورج ايفانوف أن مقدونيا سترسل ثمانين جندياً إضافياً الى افغانستان، وذلك في رسالة موجهة الى الأمين العام للحلف الأطلسي. وقال ايفانوف “اني فخور جداً لتمكني من التأكيد بأن مقدونيا ستعزز وجودها في أفغانستان بثمانين جندياً”.
وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون قد أكد الليلة قبل الماضية قرار إرسال 500 جندي إضافي في بداية ديسمبر، ما يرفع عديد القوات البريطانية في هذا البلد الى 9500 عنصر، وذلك في مداخلة أمام مجلس العموم. وأوضح براون للنواب أن الشروط الثلاثة التي طرحت في 14 اكتوبر لنشر 500 جندي إضافي باتت متوافرة، أي تأمين عتاد كاف وزيادة عديد القوات الأخرى المشاركة في التحالف وتعزيز قوات الأمن الأفغانية. وقال “أؤكد اننا سنزيد عدد قواتنا الى 9500 (عنصر). القوات الإضافية ستنتشر في بداية ديسمبر لتعزيز الوجود البريطاني في ولاية هلمند”. وأكد براون أن القوات البريطانية “ستتجاوز عشرة آلاف جندي” مع احتساب القوات الخاصة و”موظفين آخرين” غير محددين. وذكر أن مهمة هؤلاء ستكون مزدوجة: مقاتلة متمردي طالبان والمشاركة في تدريب القوات الأفغانية التي ستتولى الشأن الأمني بعد انسحاب القوات الدولية. وقال براون أيضا إن “التعزيزات ستتيح تحسين أمن السكان الأفغان في المناطق التي تشهد عمليات بريطانية, وايضاً التعجيل في تطوير قوات الأمن الوطنية الأفغانية التي تظل حلاً بعيد المدى لضمان أمن أفغانستان”. وأكد أن قراره بتعزيز القوات البريطانية اتخذ بتشاور واسع مع الولايات المتحدة، وذلك رغم مناهضة الرأي العام البريطاني لانتشار هذه القوات في أفغانستان.
ونقل براون عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن انه إضافة الى الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن ثماني دول أعضاء في التحالف الدولي تنشر قواتها في أفغانستان منذ 2001 تنوي زيادة كتائبها. وبعيد مداخلة براون أمام النواب البريطانيين، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جندي إضافي في ولاية هلمند الأفغانية ما يرفع حصيلة الجنود البريطانيين الضحايا في أفغانستان الى 236
المفضلات