اعتداءات متكررة على الثروة الحرجية في جرش
محليات
جرش- فايز عضيبات - تتعرض الثروة الحرجية في محافظة جرش التي تغطي ربع مساحة المحافظة الكلية لاعتداءات بالتقطيع الجائر او بافتعال الحرائق ما ادى الى اتلاف كمية كبيرة من الاشجار الحرجية النادرة ذات الاهمية الكبيرة في حياة البشر والمحافظة على التوازن البيئي والطبيعة الجميلة التي تشكلها تلك الاشجار دائمة الخضرة.
مدير زراعة جرش المهندس علي الاسمر حدد أهم الأسباب التي تهدد الثروة الحرجية والتي تؤدي إلى تناقصها مشيرا الى الحرائق التي تحدث وتتكرر سنوياً نتيجة الإهمال أو بفعل فاعل متعمد ، والتي تؤدي إلى القضاء على مساحات واسعة من الغابات وتحتاج إلى جهود مضاعفة من الجهات الرسمية وشبة الرسمية والشعبية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
وأوضح إن الحرائق والقطع تعد من أهم أشكال القضاء على الغابات والاشجار الحرجية وتؤدي سنويا الى اتلاف الاشجار ومساحات واسعة من الاحراش في مختلف انحاء المملكة وينتج عنها خسائر مادية كبيرة واضرار بيئية كبيرة اضافة لتشويه الغابات الطبيعية التي تعتبر ثروة وطنية.
وفي هذا الصدد اكد الاسمر ان هناك تعاونا مع الجهات المعنية في المحافظة لحجز أي سيارة تحمل الاحطاب بغرض الاتجار بها او غير ذلك لمدة شهر فضلا عن الغرامات المالية الكبيرة التي يتكبدها المضبوطون في الاعتداء على الثروة الحرجية.
واضاف ان الاعتداء على الأراضي الحرجية بقصد الاستيلاء عليها من خلال إزالة الأشجار المتواجدة عليها وحراثتها وزراعتها بالأشجار المثمرة أو المحاصيل الحقلية وربما أنشاء بعض البيوت السكينة عليها ، وما زالت بعض القضايا من هذا النوع قيد النظر لدى الجهات القضائية والحكام الإداريين دون حل جذري لهذة الظاهرة.
وطالب الاسمر بتفعيل مواد قانون الزراعة والتعليمات الصادرة بموجبة وخاصة المتعلقة بإزالة هذه التعديات لتكون رادعاً لمن تسول له نفسة بالاعتداء على أملاك الدولة مستقبلاً.
كما اشار الى دور الجفاف والتغير المناخي فسنوات الجفاف المتكررة وقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة لها الأثر السلبي على الغطاء النباتي حيث تؤدي إلى جفاف بعض الأشجار المعمرة وأنخفاظ نسبة نجاح الأشجار في حملات التشجير الوطني منذ سنوات.
واوضح المهندس الاسمر ان محافظة جرش من أهم المحافظات التي تغطيها الغابات حيث تبلغ مساحة الأراضي المسجلة حراج (91350) دونما وتبلغ مساحة الأراضي الحرجية المغطاة بالأشجار الحرجية (82350) دونما.
واشار الى ان وزارة الزراعة ممثلة بمديرية الزراعة تنفذ خططا بهدف حماية الغابات القائمة وإدامتها وزيادة الرقعة الخضراء من خلال برامج مراقبة الغابات على مدار الساعة بوضع دوريات من المناوبين من قسم الحراج وسيارات مجهزة بالأجهزة اللاسلكية مع الفريق المناوب ودراجات مع الطوافين تتحرك باستمرار لمراقبة أي اعتداء قد يحدث لقطع الأشجار الحرجية.
بالإضافة إلى فريق الطوافين وعمال الحماية المكون من اثنين وعشرين فرداً تم توزيعهم على مناطق المحافظة فضلا عن سبع محطات حرجية وأبراج المراقبة وتشكيل فريق إطفاء مجهز بالأدوات اللازمة للسيطرة على الحرائق في حال حدوثها مع وجود سيارة إطفائية وصهريج للتزويد بالمياه في حالة نشوب حرائق لا قدر الله.
ولفت الى انه تم هذا العام زراعة أكثر من (6000) غرسة حرجية على مساحة حوالي (400) دونم ، وزراعة جوانب الطرق بطول حوالي 6كم والقيام بإنتاج الغراس الحرجية المتنوعة من خلال المشاتل الحرجية التابعة للمديرية وهما مشتل الفيصل الحرجي ومشتل عين جملا الحرجي حيث تم أنتاج أكثر من نصف مليون غرسة حرجية لهذا العام يتم توزيعها على الجهات الرسمية وغير الرسمية والمواطنين بشكل مجاني.
وقال مدير الزراعة انه يتم بيع الاحطاب الناتجة من نواتج الأشجار الحرجية بسبب فتح الطرق أو غيرها للمواطنين بأسعار تشجيعية بهدف صرف النظر عن الاعتداء على الأشجار الحرجية وكذلك هناك مشروع دعم للمواطنين المجاورين للغابات بحيث يتم تقديم دونم واحد من الغابة للاستفادة منها في زراعة النباتات الطبية والعطرية وإنتاج الفطر أو تربية النحل ، ويمنح المواطن تصريحا لجمع الاحطاب الجافة من الغابة مقابل دفع رسم دينار واحد فقط.
واشار مدير الزراعة الى ضبط 211 حالة تحطيب خلال العام الماضي تم تحويلها الى الحكام الاداريين والقضاء ، لافتا الى ان عدد الطوافين العاملين بما فيهم عمال الحماية 22 عاملا من بينهم سبعة طوافين ، لافتا الى ان هذا العدد من الطوافين يبدو متواضعا قياسا للمساحة الحرجية الشاسعة في المحافظة واجتثاث الاعتداءات صعب.
اعتداءات متكررة على الثروة الحرجية في جرش
المفضلات