الخرطوم: عباس احمد
وضعت الدولة في الآونة الاخيرة الكثيرمن البرامج لمعالجة المشكلات التي ظلت تعترض قطاع الصمغ العربى وتحد من الاستفادة من الامكانيات والمزايا العديدة التي يزخربها السودان في مجال انتاج الصمغ العربي علي رأسها امتلاكه لاكثرمن (200) مليون فدان من الغابات التي يمكن ان تغطي نسبة كبيرة من احتياجات الصمغ العربي بالمنطقة وترفد ميزانية البلاد وتسهم في الاقتصاد القومي من خلال توفيرالعملات الصعبة من خلال التصدير،ولتنفيذ البرامج انشأت الدولة المجلس الاعلى للصمغ العربي ليتولى وضع السياسات والخطط للنهوض بالقطاع من خلال تشجيع الانتاج وايجاد حلول لمشكلات التسويق.
وفي هذا السياق اعلن المجلس الاعلى اتجاهه لتصديرالصمغ العربي مصنعا بالاتفاق مع المصدرين ورجال الاعمال المصنعين لتحقيق الاستفادة من الامكانيات التي يتمتع بها السودان في مجال انتاج الصمغ،وكشف عبد الماجد عبد القادرالأمين العام لمجلس الصمغ العربي سعي مجلسه إلى وضع برنامج موسع يستهدف تصديرالصمغ العربي في شكل مصنع بدلاً عن الخام خلال فترة زمنية تتفق عليها الأطراف المعنية بالتصديرممثلة في إتحاد المصنعين والمصدرين ورجال الأعمال الناشطين في مجال الصادر. وقال عبد الماجد لدى مخاطبته امس الاول إجتماعاً موسعا ضم اصحاب المصانع والشركات ورجال الأعمال الناشطين في مجال الصمغ العربى ان المجلس ناقش كل القضايا المتعلقة بتوحيد الاسعارللعينات المتشابهة والمواصفات مع وضع الإعتبارات اللازمة للجودة المطلوبة عالمياً،مبينا جهود المجلس المبذولة في مجال زيادة الانتاج بالعمل وتوفيروتذليل كافة العقبات التي ظلت تواجه الانتاج في التمويل مشيرا الى أن اكثر من (15) مليون جنيه تم توفيرها من مجموعة المصارف السودانية ( بنك النيلين ، الإدخار، بنك المزارع ومشروع البنك الدولي لترقية وتطويرمنتج الصمغ العربي) ومؤكدا إستهداف (19) ألف منتج حقل
وكشف عبد الماجد عن العديد من الخطوات التي اتخذت لرفع الإنتاجية ورفع حجم الصادرات من الصمغ العربي بالاستفادة من مراكز ابحاث أنشئت بالصين وماليزيا تختص لانتاج الصناعات التي يدخل فيها الصمغ العربى كمنتج رئيسي وفي ظل الإكتشافات العالمية الأخيرة التي أثبتت أن الصمغ العربي يعتبر غذاءً حيوياً للإنسان ويدخل في الصناعات الغذائية من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الطلب على سلعة الصمغ العربي خلال المواسم المقبلة، مؤكدا تحقيق العديد من الفوائد الإيجابية بعد فك إحتكار تجارة الصمغ العربي وتكوين المجلس وتعاون الجهات المعنية مما أدى إلى إرتفاع صادرات الصمغ العربي لهذا العام إلى أكثر من 60 الف طن بنهاية نوفمبر الماضي وهو ما لم يحدث خلال العشرين سنة الماضية.
ورحب الخبراء والمصدرون والمنتجون بالاتجاه الرامي الى تصديرالصمغ العربي مصنعاً مؤكدين ان الخطوة ستحقق العديد من الفوائد الاقتصادية تدعم الناتج القومي للبلاد وتزيد من الانتاجية بعد ان ظل قطاع الصمغ العربي يواجه العديد من المعوقات التي ادت الى تراجع دوره الاقتصادي في السنوات الاخيرة .
واكد د.عصام الصديق الخبيرالاقتصادي والمهتم بمجال الصمغ العربي ان الخطوة ستحقق العديد من الفوائد للاقتصاد بالبلاد بعد ان ظلت تجربة الصمع العربي تواجه العديد من التحديات،وقال: ان السودان يمتلك امكانيات هائلة في مجال الصمغ العربي التي تؤهله لسد احتياجات الاقليم المحيط به.
واضاف صديق في حديثه لـ (الرأي العام) ان الاتجاه لتصنيع الصمغ سيرفع من عائداته من البلاد،وقال اذا تم التصنيع سيرتفع سعرالكيلومن دولارالى (80) دولاراً،مشيرا الى ان تقنيات صناعة الصمغ في (فربيايوتيك) الذي يمثل احد اهم الاكتشافات المهمة في المجال التغذوي لا تتوافر إلا في السودان. وقال صديق إن الدول التي كان يصدرلها السودان تحقق ارباحاً فاقت الـ (100) ملياردولاريمكن استرجاعها في حالة التصنيع ،مؤكداً معالجة بعض المشكلات التي كانت تعترض انتاج الصمغ بعد تشكيل المجلس الاعلى، وقال ان الخطوة ستجلب مزيدا من الاستهداف للسودان للحيلولة دون الاستفادة التقنية الجديدة .ورحب مصدرمن اتحاد مصدري الصمغ العربي بخطوات الدولة الرامية الى تطويرالصمغ العربي،ووصف المصدرالخطوة بالجيدة ،إلا انه أعرب عن استيائه من عدم انزال السياسات وتوجيهات الدولة على أرض الواقع مشيرا الى وجود العديد من المعوقات التي لاتزال تعيق الاستفادة من الامكانيات على رأسها مشكلات التمويل وتضارب الصلاحيات بين الجهات المختلفة ،داعيا للعمل على انزال السياسات المعلنة الى ارض الوقع في مناطق الانتاج ومعالجة مشكلة التسويق باعتبارها من اكبرالمعوقات.
المفضلات