نددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين بوقف حملة القمع العنيفة ضد المحتجين ووقف إراقة الدماء في ليبيا، ودعت حكومتها إلى إنهائها على الفور، في حين عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن عن "صدمته بسبب الاستخدام العشوائي للقوة ضد المتظاهرين السلميين في ليبيا".
وقالت كلينتون في بيان إن "العالم يتابع الوضع في ليبيا بانزعاج. إننا ننضم إلى المجتمع الدولي في التنديد بقوة بأعمال العنف في ليبيا".
وأضافت أن "حكومة ليبيا عليها مسؤولية احترام الحقوق العالمية للمواطنين، ومن بينها حق حرية التعبير والتجمع".
وأكدت أن "الوقت قد حان الآن لوقف إراقة الدماء غير المقبولة. إننا نعمل بشكل عاجل مع الأصدقاء والشركاء حول العالم لنبعث بهذه الرسالة للحكومة الليبية".
وكانت الخارجية الأميركية دعت الاثنين مواطنيها إلى تجنب السفر تماما إلى ليبيا، وطالبت أيضا برحيل الموظفين غير الأساسيين العاملين في السفارة الأميركية في طرابلس.
راسموسن "مصدوم" بسبب الاستخدام العشوائي للقوة ضد المتظاهرين الليبيين (الفرنسية-أرشيف)
صدمة
من جهته قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن الاثنين إنه "صدم بسبب الاستخدام العشوائي للقوة ضد المتظاهرين السلميين في ليبيا".
ودعا راسموسن في بيان النظام الليبي إلى "وقف القمع بحق المدنيين العزل"، مشددا على ضرورة الاستجابة "للتطلعات المشروعة" لشعبه.
واختتم بيانه بالقول "على المدى البعيد لا يمكن لمجتمع أن يتجاهل إرادة الشعب لأن الرغبة في الحرية تكمن في داخل كل إنسان".
إدانة أممية
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يتعين على الزعيم الليبي وقف العنف فورا ضد المتظاهرين في بلاده، ودعا إلى حوار شامل، حسب ما أفاد به المتحدث باسمه مارتن نيسركي.
وقال المتحدث إن بان أجرى محادثات "مطولة" مع القذافي على الهاتف، مضيفا أن الأمين العام أعرب عن قلقه البالغ من تصاعد العنف، وأكد ضرورة وقفه فورا.
وأشار إلى أن الأمين العام أكد دعوته إلى احترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، بما فيها حق التجمع السلمي والحق في الحصول على المعلومات.
عنف السلطات الليبية ضد المحتجين قوبل بإدانات دولية واسعة (الجزيرة)
إدانات أوروبية
أوروبيا أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "الاستخدام غير المقبول للقوة" ضد المتظاهرين في ليبيا، وطالب "بالوقف الفوري" لأعمال العنف، ودعا إلى "حل سياسي يلبي توق الشعب الليبي إلى الديمقراطية والحرية".
كما دعت وزيرة خارجية فرنسا ميشال أليو ماري النظام الليبي إلى وقف العنف.
وندد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الاثنين بالعنف الذي تمارسه القوات الليبية بحق المدنيين، ووصفه بأنه "غير مقبول" في انتقادات لحليف وثيق، بعد أن تعرض لانتقادات لالتزامه الصمت خلال الأزمة في ليبيا.
ووضعت الحملة الدموية التي تشنها ليبيا على المحتجين برلسكوني في وضع محرج أجبره على الاختيار ما بين مهاجمة حليف مهم أو التزام الصمت في مواجهة اتهامات بأن إيطاليا تغض الطرف عن الأعمال الوحشية هناك.
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان "يشعر رئيس الوزراء برلسكوني بالقلق بسبب تصاعد الاشتباكات في ليبيا وللاستخدام غير المقبول للعنف ضد السكان المدنيين".
وأضافت "يجب على الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي أن يفعل كل شيء لمنع تحول الوضع في ليبيا إلى حرب أهلية لا يمكن التنبؤ بعواقبها، وتأييد حل سلمي يحمي المواطنين وسلامة واستقرار البلاد والمنطقة كلها".
وفي بروكسل أدان الاتحاد الأوروبي قمع الحكومة الليبية للمتظاهرين، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس.
وبعد يومين من المحادثات بشأن الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي، أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بيانا قالوا فيه إن الاتحاد "يدين القمع المتواصل ضد المتظاهرين في ليبيا، ويستنكر العنف ومقتل مدنيين".
وجاء في الإعلان أن الاتحاد الذي يضم 27 بلدا "يدعو إلى الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المتظاهرين، كما يدعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس". ودعا الوزراء ليبيا إلى احترام حرية التعبير والحق في التجمع السلمي.
ومن جهته دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السلطات الليبية إلى ضمان توفير حماية مناسبة للرعايا الأجانب ومساعدة الذين يحاولون مغادرة البلاد.
أما وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية فيرنر هوير فعبر عن انزعاجه من تهديد ليبيا بعدم التعاون مع أوروبا في وقف الهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي إذا لم تتوقف أوروبا عن الدفاع عن المحتجين المناهضين للحكومة.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن "لقد أرسل القناصة لإطلاق النار على الناس الذين يحضرون أي جنازة، أو يعبرون عن رأيهم الحر بأنهم يريدون دورا أكبر في إدارة شؤون بلادهم، ونحن لا يمكن أن نضطر إلى التعاون مع نظام يطلق النار على شعبه".
غل عبر عن قلقه بشأن دموية الانتفاضة في ليبيا (الفرنسية-أرشيف)
روسيا وتركيا
وفي موسكو دعت وزارة الخارجية الروسية كافة الأطراف في ليبيا إلى إيجاد حل سلمي عبر الحوار الوطني لوضع حد لأعمال العنف الدامية التي تجتاح البلاد منذ أسبوع.
وقالت الوزارة في بيان "ندعو كافة الأطراف في ليبيا إلى إيجاد حل سلمي للمشاكل القائمة عن طريق حوار وطني والبدء بإصلاحات تفرض نفسها".
وخلافا لدول أخرى -مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا- لم تتقدم روسيا بأي احتجاج ضد عملية القمع العنيفة للمظاهرات في ليبيا.
وفي المقابل أدانت كندا وبلهجة حازمة استخدام "القوة الدامية" ضد المتظاهرين الأبرياء في ليبيا.
وفي أنقرة عبّر الرئيس التركي عبد الله غل عن القلق بشأن الانتفاضة الحاصلة في ليبيا والتي تحولت إلى دموية، داعياً كل الحكام إلى تلبية مطالب شعوبهم.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن غل قوله للصحفيين في إسطنبول إننا نراقب عن كثب وبقلق ما يحصل في ليبيا. ومن المحزن سماع تقارير عن وقوع قتلى، مضيفاً "بالتأكيد على كل الحكام الاستماع لمطالب شعوبهم".
وتشهد ليبيا منذ الأسبوع الماضي مظاهرات تطالب بإسقاط نظام القذافي الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 40 سنة، تخللتها مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات